شكرا لقرائتكم خبر عن تحليل أمريكي خطير..دولة خليجية تصدرت لمجابهة مخطط الإمارات لتقسيم اليمن وحذرت "أبو ظبي" !( تفاصيل) والان مع التفاصيل
عدن - ياسمين التهامي - قال تحليل أميركي "إن الأطماع الانفصالية في جنوب اليمن من المرجح أن تؤدي مستقبلاً إلى مزيد من الانقسام في دول الخليج العربي، مع اعتراض عمان أيضًا على تقسيم الدولة القومية اليمنية بعد عام 1990".
أضاف موقع «Gulf State Analytics» في تحليل له" أن الانقسام سيكون على خلفية دعم الإمارات للانفصاليين الجنوبيين وعسكرة جنوب اليمن التي تثير قلق قيادة سلطنة عُمان، في الوقت الذي تسعى السعودية إلى قياس نفوذ مسقط في الأراضي اليمنية.
وأشار التحليل "أن التداعيات الجيوسياسية الإقليمية لإصرار الانتقالي على السلطة معقدة بالنظر الى أن حقيقة تحالف حكومة هادي والانتقالي مع التحالف العربي لازالت تحمل العديد من التناقضات".
وتابع "وبالإضافة إلى هذه النقطة، فقد خلقت ديناميكية المصالح المتضاربة تلك داخل التحالف مصدراً للتنافس بين القوتين المهيمنتين داخل التحالف العربي وهما أبو ظبي والرياض".
ولفت التحليل "بينما السعوديون يقاتلون دفاعًا عن شرعية هادي، فإن علاقة حكومة هادي غير ودية مع ولي العهد الأمير محمد بن زايد، حاكم الإمارات العربية المتحدة الفعلي، الذي اتهمه هادي بالتصرف كمحتل في اليمن". بحسب ما جاء في التحليل.
ورأى التقرير أن بلورة مشهد سياسي موالي للإمارات في جنوب اليمن هي مسألة تدور في فلك المصالح الاستراتيجية لإمارة أبو ظبي فيما يتعلق بحقول شبوة النفطية، ومحطة النفط في الشحر، المصنع اليمني الوحيد لتسييل الغاز والذي يقع في بلحاف، بالإضافة إلى موانئ اليمن جنوبا، بحيث أنه ومن خلال إنشاء يمن جنوبي كدولة عميلة فعلية تديرها أبو ظبي ودبي، فإن القيادة الإماراتية ترى بأنها ستكون بمثابة منطقة ذات قيمة إستراتيجية يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة الانطلاق منها توسيع نفوذها الجغرافي الاقتصادي إلى إفريقيا.
ويتعرض الانتقالي الجنوبي لانتقادات واسعة من الأصوات التي تشكك في دوافع أبو ظبي، وذلك بحجة أن الإمارات تعمل في جنوب اليمن فقط لتحقيق مصالح أبو ظبي الخاصة بها، وليس بما يحقق مصالح الجنوبيين في بلدهم حيث يكمن التحدي الذي يواجه جنوب اليمن في الاستفادة من الشراكة مع الإمارات دون السماح لها بإقامة يمن جنوبي يرجح أن يكون دولة تابعة لها.
ويضاف إلى تلك المعادلة اهتمام دولة الإمارات بتمكين القوات اليمنية التي تعارض بشدة حزب الإصلاح وتتشارك مصالح أبو ظبي في تأسيس يمن خال من الإخوان المسلمين مستقبلا. وفي الوقت الذي ضمنت فيه هذه المواقف للانتقالي الجنوبي دورًا مهمًا للغاية في سياسة أبو ظبي الخارجية الخاصة باليمن، فإن هذا التحالف مع الإمارات نجم عنه مشاعر معادية نمت ضده من قبل إسلاميين محليين مثل الإصلاح والفصائل الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي بالإضافة للسلفية. وقد دخل هؤلاء الفاعلون في اشتباكات عنيفة مع الجماعة الانفصالية الجنوبية.
أما بخصوص الزيارة التي قام بها عيدورس الزبيدي- رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى لندن حيث خاطب البرلمانيين البريطانيين.. فتوضح كيف يبحث الانفصاليون الجنوبيون عن شركاء خارج شبه الجزيرة العربية، سعيا لاستخدام نفوذهم للضغط على اللاعبين الدوليين والإقليميين والمحليين كي يقدموا التنازلات.
إن توجه الزبيدي إلى روسيا بعد فترة وجيزة من زيارته للمملكة المتحدة يؤكد على اهتمامات المجلس الانتقالي الجنوبي بمسألة إبعاد القوى الشرقية والغربية عن بعضها البعض بأسلوب الحرب الباردة الكلاسيكي. وقد أكد الزبيدي أنه بدون معالجة الأمم المتحدة لمظالم الانتقالي الجنوبي، فإن القوة الانفصالية الجنوبية ستلجأ للقوة من أجل الدفاع عن أراضيها.
ومع ذلك، لم تشمل العملية التي تقودها الأمم المتحدة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تعتبره حكومة هادي غير مقبول بالنظر إلى هدفها المتمثل بالحفاظ على الوحدة بين الشمال والجنوب. ومع ذلك، يخبر الانتقالي الجنوبي الوسطاء الخارجيين المؤثرين أنه إذا تم تجاهل مطالبه، فلن تنجح أي خطة سلام ترعاها الأمم المتحدة، حيث من الناحية الواقعية، يتمتع الانتقالي الجنوبي بالقوة الكافية على أرض الواقع ليلعب دور المخرب في حال تبين له فشل أي تسوية سلمية في تلبية مطالب اليمنيين الجنوبيين.
ويؤكد التقرير أن احتمالات قيام دولة مستقلة جديدة ناشئة في الجنوب سيفسح المجال أمام مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والأجنبية لتواجه مخاطر كبيرة، والتي قد يفرضها مثل هذا التطور بينما سيسعى آخرون - وخاصة الانتقالي الجنوبي ومؤيديه في الإمارات - إلى استغلال الحقائق الجديدة التي قد يؤدي فيها تفكك اليمن الموحد الذي وُلد عام 1990 إلى تغيير خطوط الصدع الجيوسياسية، لتصل إلى مدى أبعد من ذلك في الشرق الأوسط الفوضوي.