الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من دبي: من ضفاف الخليج في الإمارات إلى شواطئ الهند.. ومن أسواق ديرة في دبي إلى موانئ بومباي وأزقة كيرلا.. قصة صداقة وعلاقات تجارية واجتماعية متبادلة عمرها مئات السنين.
فالمراكب التي كانت تتنقل بين الطرفين لم تحمل اللؤلؤ والذهب والأخشاب والتوابل والعطور والبخور وسواها من البضائع حسب، بل حملت أيضاً الصداقة والثقة والمصالح المتبادلة، فتعززت الروابط الثقافية والاجتماعية
وباتت العديد من الكلمات الهندية حاضرة في مصطلحات التجار الإماراتيين منذ عقود، وانتقلت الأطعمة الهندية إلى موائد أبناء الإمارات.
التجارة بين الإمارات والهند ليست فقط قديمة، بل موثّقة في سجلات اليونانيين والرومان، وتطورت لاحقاً في العصور الإسلامية ثم في فترة حكم البرتغاليين والإنجليز، لتصبح الهند أحد أهم الشركاء التجاريين لساحل الإمارات قبل الاتحاد وحتى اليوم.
تطورت هذه العلاقات عاماً بعد عاماً وجيلاً بعد جيل، وشهدت تعزيزاً ملحوظاً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية عام 1972 مع افتتاح سفارة الإمارات في نيودلهي، تلاها افتتاح سفارة الهند في أبوظبي عام 1973.
وها هي الإمارات اليوم تستضيف جالية هندية كبيرة تناهز 3 ملايين شخص، يساهمون بشكل فعال في الاقتصاد المحلي ويجسّدون الروابط الثقافية بين البلدين.
علاقات متطورة عززتها زيارات رسمية متبادلة منذ السنوات الأولى للاتحاد، توجها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات، طيب الله ثراه، إلى جمهورية الهند في زيارة رسمية عام 1975، حيث كان في استقباله الرئيس فخر الدين علي أحمد ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي.
كما زار الشيخ زايد الهند في أبريل 1992، وشهدت الزيارة توقيع الاتفاقية الثنائية لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال بين البلدين.
وقبلها بعام قام المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، طيب الله ثراه، بزيارة إلى الهند التقى خلالها كبار المسؤولين.
وشكلت الزيارات الأربعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية الهند أعوام 2016 و 2017 و 2023 و 2024 نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ شهدت التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة.
كبار المسؤولن الهنود حرصوا على زيارة دولة الإمارات، فزار الرئيس الهندي السابق فخرالدين علي أحمد الإمارات عام 1976، كما قامت السيدة أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند دولة الإمارات في 1981، وأجرت فيها مباحثات مهمة مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كما زار رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي دولة الإمارات 6 مرات خلال السنوات العشرة الماضية، ما يجسد تطور العلاقات الاستثنائية بين البلدين.
ويتوجّه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم 8 أبريل 2025 إلى نيودلهي في زيارة رسمية إلى جمهورية الهند الصديقة، يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين حول سبل تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية والتنموية.
زيارة تؤكد أهمية الصداقة والتكامل مع الهند التي تُعد ثالث أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، حيث بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين حوالي 60 مليار دولار، أما حجم الصداقة التاريخية القديمة المتجددة فلا تقدر بثمن.