الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: أعلن في لندن، عن وفاة جون "بادي" همنغواي آخر طيار ناجٍ من معركة بريطانيا عن عمر يناهز 105 أعوام.

وقال سلاح الجو الملكي البريطاني إن جون همنغواي لم يرَ في دوره في معركة بريطانيا سوى أداء المهمة التي تدرب عليها، مضيفًا أن "شجاعته في مواجهة الصعاب الساحقة برهنت على حسه بالواجب وأهمية الصمود البريطاني".

لعب بادي همنغواي - أحد "القلائل" وشخصية مرموقة في تاريخ الطيران البريطاني - دورًا رئيسيًا في الدفاع عن سماء المملكة المتحدة ضد النازيين في صيف عام 1940، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره فقط.

وحسب قناة (سكاي نيوز) يشير مصطلح "القلائل" إلى خطاب ألقاه السير ونستون تشرشل في مجلس العموم في أغسطس من ذلك العام، مع بلوغ معركة بريطانيا ذروتها.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب بجهود طياري سلاح الجو الملكي البريطاني، قائلاً: "لم يسبق في ميدان الصراع البشري أن قُدِّرَتْ هذه التضحيات من قِبَل الكثيرين لقلة قليلة".

وفي تكريمٍ عبر الإنترنت، ذكر سلاح الجو الملكي البريطاني أن سرب همنغواي أسقط 90 طائرة معادية خلال 11 يومًا في مايو 1940.

وفي أغسطس، أُجبر مرتين على القفز بالمظلة من طائرته المقاتلة من طراز هوريكان - وفي العام التالي، كسر يده في محاولة قفز أخرى، هذه المرة على ارتفاع 183 مترًا (600 قدم) بعد تعطل أجهزة طائرته في سوء الأحوال الجوية.

لم تُفتح مظلته بشكل صحيح - لكن لحسن الحظ علقت بأغصان شجرة، مما نجاه من إصابات أخرى.

القفز بالمظلة

ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، وأثناء خدمته في البحر الأبيض المتوسط، أُجبر على القفز بالمظلة للمرة الرابعة بالقرب من رافينا في إيطاليا بعد أن أصيبت طائرته من طراز (سبيتفاير) عدة مرات بنيران مضادة للطائرات.

بعد هبوطه في أراضي العدو، اتصل بالثوار الإيطاليين الذين ساعدوه على العودة إلى سربه.

ووصف سلاح الجو الملكي البريطاني، الطيار الراحل بأنه كان دائمًا "يتلألأ بريق عينيه وهو يتذكر الأوقات الممتعة مع زملائه في فرنسا ولندن - فقد برهنت شجاعته في مواجهة الصعاب الساحقة على إحساسه بالواجب وأهمية الصمود البريطاني".

وقال إن السيد همنغواي كان "شخصًا هادئًا، هادئ الطباع، عميق التفكير، ومشاكسًا" و"جسّد روح كل من حلّقوا في طلعات جوية فوق هذه الأرض الخضراء الجميلة".

وكان همنغواي منح في يوليو 1941، وسام صليب الطيران المتميز (DFC)، وفي سبتمبر من ذلك العام، ذُكر اسمه في التقارير.

أمير ويلز وستارمر

وإذ ذاك، نعى أمير ويلز السيد همنغواي في منشور على موقع X. وقال الأمير ويليام: "حزنتُ لسماع نبأ وفاة جون "بادي" همنغواي هذا الصباح، آخر طياري "القلّة".

وأضاف نحن مدينون بالكثير لبادي وجيله لما نلناه من حريات اليوم. ستبقى شجاعتهم وتضحياتهم خالدة في أذهاننا. ولن ننساهم أبدًا".

ومن جهته، قال رئيس الوزراء السير كير ستارمر: "حزنتُ بشدة لسماع نبأ وفاة قائد المجموعة جون "بادي" همنغواي، آخر طيار معروف في معركة بريطانيا.

ساهمت شجاعةُ طياري سلاح الجو الملكي البريطاني، وشجاعةُ جميعهم، في إنهاء الحرب العالمية الثانية وضمان حريتنا. لن ننسى شجاعتهم وخدمتهم أبدًا. شكرًا لك يا جون "بادي" همنغواي.