حتماً ستشكّل قضية وقف إتفاقية إستيراد النفط والغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا نقطة تحوّل أساسية في حياة الأوروبيين، الذين يعانون من نقص حاد بتأمين الطاقة، بالإضافة إلى أزمة إقتصاديّة خانقة بدأت منذ سنوات، ولكن المفارقة أن هذا كلّه جاء تزامناً مع الأحداث السوريّة التي أدّت إلى سقوط النظام السوري وخروج روسيا، كلاعب أساسي، من الملعب الدمشقي، الأمر الذي يطرح علامات إستفهام حول توقيت وقف تلك الإتفاقية، وعودة الرغبة باستيراد النفط إلى أوروبا من البوابة السورية.
"يمثل وقف واردات الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا، نقطة تحول كبرى في الجغرافيا السياسية للطاقة العالمية". هذا ما يؤكده أستاذ الجغرافيا السياسية للنفط والغاز والجغرافيا السياسية للمعادن والأتربة النادرة في المعهد الفرنسي للبترول والطاقات المتجددة ميشال فياض عبر "النشرة"، لافتاً إلى أنه "تاريخياً، كانت أوكرانيا بمثابة طريق عبور رئيسي لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا. ومع ذلك، بسبب الصراع مع أوكرانيا، قامت روسيا بتنويع طرق تصديرها، ولا سيما عبر خطوط أنابيب الغاز، مثل نورد ستريم 1 و2 والسيل التركي".
بدوره، يلفت عميد كليّة الأعمال الأميركية في باريس فادي فاضل إلى أن "لدى أوروبا المخزون الّذي كوّنته، منذ بداية الحرب الروسية-الاوكرانية، من الجزائر وقطر والهند وآسيا وبلدان الخليج وأميركا اللاتينية، وأيضا قامت بتفعيل الطاقة النوويّة لديها، وفرنسا مثلاً 60 إلى 70% من طاقتها آتية من المصدر النووي، إذ لديها معامل لتوليد الطاقة والكهرباء". هذا ما يشير اليه فياض أيضاً، معتبراً أن "العودة إلى الطاقة النووية (في فرنسا)، والتحول في مجال الطاقة (الطاقات المتجددة: الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية والهيدروجين الأخضر والكهرومائية...)، وإعادة تنشيط بعض البلدان للفحم أو محطات توليد الطاقة التي تعمل بالنفط، أو زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال"، لكنه يلفت إلى وجود حدود من حيث البنية التحتية (لأن هناك حاجة إلى محطّات إعادة التغويز) ومد خطوط أنابيب الغاز (من النرويج وأذربيجان والجزائر)".
"هناك بعض البلدان في أوروبا حتماً ستتأثّر بقضيّة وقف اتفاقية مدّ أوروبا بالغاز عبر روسيا، أبرزها سلوفاكيا ومولدافيا". وفي هذا السياق يشير فاضل إلى أن "السبب يعود إلى أن الغاز يأتي إلى تلك البلدان من روسيا، وبسبب طبيعتها السياسية الموالية لاوروبا ضد موسكو، فحتماً ستضيق الاخيرة الخناق على تلك البلدان، وقد بدأت بالفعل بذلك في مولدافيا"، ولكن في المقابل يؤكد فاضل أن "أوروبا أصبح لديها مصادر أخرى للطاقة تأتيها، ولا تعتمد إطلاقاً على روسيا".
لا يجب أن ننسى المشروع القديم الجديد لضخّ الغاز إلى أوروبا، من قطر إلى السعودية فالاردن، ثم سوريا وتركيا، قبل الذهاب إلى أوروبا، الذي كان قائماً في العام 2005 وقد أتت الأحداث وقضت عليه أو أجّلته. وحتى الساعة لا يمكن لأحد أن يتكهّن بما سيحمله المستقبل في هذا السياق، ولكن الأكيد اليوم أن هذا المشروع عاد ليطرح من جديد، بحكم تغير الخريطة السياسية بعد التطورات السوريّة.
كانت هذه تفاصيل خبر نهاية حقبة تزويد أوروبا بالغاز الروسي: هل من تأثير لسقوط الأسد على القرار؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.