الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط:كرمت وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، الأربعاء، أندري أزولاي، مستشار عاهل المغرب الملك محمد السادس،من خلال توشيحه بوسام الصليب الأكبر لألفونسو العاشر الحكيم،الذي يبقى من أرفع الأوسمة الإسبانية وأكثرها رمزية.
وشدد خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خلال حفل التوشيح الذي أقيم بقصر فيانا، المقر التاريخي للدبلوماسية الإسبانية في مدريد، بحضور عدد من كبار الشخصيات، على أهمية الدور الذي لعبه أزولاي في تعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وإسبانيا، وقال: "لقد عمل أندريه أزولاي بلا كلل طوال حياته لجعل بلده، المغرب، مرجعا عالميًا للتعايش والحوار بين الأديان، في احترام لثراء تنوعنا".
وأكد ألباريس، خلال هذا الحفل الذي اتسم بطابع الاستثناء والتأثر، أن الحكومة الإسبانية، تحيي وتعترف، من خلال هذا التكريم، بالمساهمة الاستثنائية التي قدمها أزولاي، على مدى أكثر من 30 سنة، لتعزيز وتعميق العلاقات المغربية - الإسبانية، ليس فقط بالاعتماد على الجغرافيا والدبلوماسية، بل أيضا بالاستفادة المستمرة من القواسم المشتركة بين بلدينا من حيث التاريخ والثقافة والتعليم".
وأضاف ألباريس: "اليوم، وفي سياق دولي مضطرب كهذا، فإن التكريم الذي مُنح لأندريه أزولاي هو دليل على التزامنا بالحوار والتعايش حول البحر الأبيض المتوسط، الذي يجمعنا والذي هو مهد حضاراتنا".
وبعد أن قال إنه "بفضل عمل ألفونسو العاشر ملك قشتالة الحكيم، دخلت المعرفة والحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا"، أبرز رئيس الدبلوماسية الإسبانية المكان والطابع الرائد والبعد الرؤيوي "لمدرسة المترجمين في طليطلة التي كانت مكاناً مميزاً للقاء المسيحيين واليهود والمسلمين".
وأشاد المسؤول الإسباني بأزولاي، الذي "عمل على أن تستمر إشبيلية والصويرة معا، وتجسدا "نسخة جديدة من طليطلة الملك ألفونسو العاشر، حيث كان المسلمون واليهود والمسيحيون وكل الآخرين يعيشون معا في احترام لثراء كل تنوعنا".
من جانبه، أعرب أزولاي عن امتنانه للوزير ألباريس وللحكومة الإسبانية على التكريم "المليء بالرمزية وبالوعود لمستقبل المغرب وإسبانيا"، معربا عن تأثره وفخره برؤية المغرب، القوي تحت القيادة المستنيرة والملتزمة للملك محمد السادس، معترَفا به اليوم في قصر فيانا في مدريد، كفضاء مرجعي بامتياز لمجتمع الأمم الباحث عن التنوير، والذي "يحتاج إلى معايير، أكثر من أي وقت مضى، لضمان أن تسود ثقافة الاحترام المتبادل في ظل التنوع، وتفرض نفسها على أكبر عدد ممكن من الناس، في ظل التنوع وعالمية قيم الحرية والكرامة والعدالة، التي شرحها ألفونسو الحكيم منذ زمن بعيد، وعلمنا أنها لا تحتاج إلى حدود ولا إلى جوازات سفر لتزدهر وتجمعنا".
ونوه مستشار الملك محمد السادس بـ"الزخم الاستثنائي" الذي تشهده العلاقات المغربية - الإسبانية منذ أكثر من 30 سنة، من خلال أحداث تاريخية "استطاع بلدانا معا أن يقدماها للعالم"، مثل المؤتمر التاريخي للسلام في الدار البيضاء سنة 1994، وميلاد مسار برشلونة الذي أعقبه، ومؤتمرات السلام في مدريد، وإنشاء تحالف الحضارات في الأمم المتحدة، وإنشاء مؤسسة الثقافات الثلاث والديانات الثلاثة في إشبيلية التي هي علامة واضحة على التزام المغرب وإسبانيا والأندلس بعدم الابتعاد عن التاريخ والتربية والثقافة، وهي الأولويات المضمنة في خارطة الطريق التي تم تحديدها بالإجماع لهذه المؤسسة".
وخلص أزولاي إلى أن هذه الدينامية "من أجل عالم أفضل متجذر في العلامات التي لم يدر لها المغرب ظهره أبدا". وشدد على أن "احترام التنوع كعامل مركزي لحداثتنا الاجتماعية، وثقافة الحوار والسلام حتى تسود القيم الكونية للكرامة والعدالة والحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط"،هي " في صميم شرعية التكريم الذي نحظى به اليوم والذي أعطى منذ مدريد أرقى ألوانه لعلمنا وبلدنا".