ياسر رشاد - القاهرة - تعد السياحة أحد المحركات الرئيسة للاقتصاد ومنجماً مليئاً بالفرص التى تعزز النمو وتوفر فرص العمل. وتزداد أهميتها مع تغير نمط المعيشة لتكون جزءاً من متطلبات الحياة العصرية.
وتأتى السياحة فى سلطنة عمان فى طليعة وصدارة القطاعات المستهدفة بالتنويع الاقتصادى لما تمتلكه من كنوز طبيعية وتنوع جغرافى وثقافى ما يعزز موقعها على خريطة السياحة العالمية. هذا التنوع فى طبيعتها يجعلها وجهة سياحية على مدار العام، ففيما تعيش المدن فى المنطقة صيفاً حارقاً، تتفرد محافظة ظفار بأجواء استثنائية تتمثل فى بساطها الأخضر والرذاذ واعتدال درجات الحرارة.
وإذا كان موسم خريف ظفار قد اجتذب نحو مليون زائر العام الماضى فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع العدد هذا العام نحو 15 بالمائة، وتأكيداً على جاذبية المحافظة سياحياً، جعلها العديد من المشغلين الدوليين وجهة للرحلات المباشرة.
موسم ناجح من السياحة فى ظفار
هذه الأرقام مؤشرات واعدة لموسم ناجح يعكس الجهود المبذولة والتعاون البناء بين المؤسسات لاستثمار مقومات المحافظة، كما أن هذه المؤشرات يمكن البناء عليها للوصول إلى مزيد من التطوير لا سيما البنية الأساسية التى تحتاج إلى تصور مدروس بعناية يوافق بين التقليل من الزحام دون الإضرار بالغطاء النباتى بالاستفادة من التجارب الدولية ذات الطبيعة المشابهة. ومراجعة الخطط وتطويعها بما يتفق مع الصناعة الحقيقية للترفيه، وتوجهات السياح فى الوقت الحالى.
ولكيلا تصطبغ محافظة ظفار بسمة السياحة الموسمية فإنه من المناسب توظيف الرواج السياحى الذى تشهده المحافظة صيفاً فى جعلها وجهة على مدار العام خاصة أن لديها من المقومات والإمكانيات ما يؤهلها لأن تكون أحد المقاصد السياحية العالمية التى تجتذب ملايين الزوار من الأفراد والعائلات، إضافة إلى السياحة المتخصصة كسياحة المؤتمرات والفعاليات والتجارب السياحية الفريدة.
إن إطلاق السياحة من الأطر المحدودة إلى فضاء التنافس العالمى يجب أن يتسم بالشمولية واستغلال الميزات التنافسية بين المحافظات فى هذا القطاع، ليجد الزائر لسلطنة عمان ما يلامس شغفه اهتماماته وشغفه فى ظل تنوع تضاريسها وتفردها.
تعظيم العائد من المقومات السياحية التى تتمتع بها محافظات عُمان
وتنشط السياحة الداخلية فى فصل الصيف، الذى يعدّ موسم الإجازات والأنشطة والفعالية الترفيهية، وثمة تساؤلات حول مردودها الاقتصادى وماهية الفعاليات والمرافق التى تجذب الزوار فيها.
يؤكد المواطنون العُمانيون على أهمية تعظيم العائد من المقومات السياحية التى تتمتع بها محافظات سلطنة عمان، منها جبال الحجر التى تضم كنوزاً مخفية كالمسطحات الخضراء والعيون المائية، مطالبين بالسماح بعمل استراحات ومطاعم ونزل ومخيمات وتأطيرها للعمانيين، وأوصوا بابتكار خطط وأفكار جديدة خارج الصندوق تؤدى إلى طفرة فى المجال السياحى الصيفى، وتسريع العمل فى تطوير البنية الأساسية التى تخدم السائح والمستثمر، وزيادة الترويج للمشروعات السياحية الجديدة والاستفادة من التجارب السياحية فى مختلف دول العالم.
وقالوا إن سلطنة عُمان تنفرد بمقومات سياحية فى الصيف، حيث تتميز العديد من المناطق بالأجواء المعتدلة والماطرة والمناظر الجميلة والخلابة والمسطحات الخضراء.
البنية الأساسية
يقول عبدالعزيز الوهيبى، إن جل المقومات السياحية فى فصل الصيف تقوم على المناطق الخضراء والساحلية والمناطق الباردة، موضحاً أن المناطق الخضراء هى المزارع والواحات الخضراء التى تروى بالأفلاج أو بالآبار، حيث يُطلق محلياً على التى تُسقى بالأفلاج أموال، أما التى تُسقى بالآبار يطلق عليها طويان أو مزارع، ويجب تطويرها عبر إنشاء شبكات من الممرات المبلطة والمضاءة بالطاقة النظيفة وتعظيم العائد منها بالسماح بعمل استراحات ومطاعم ونزل ومخيمات عبرها، وتعظيم العائد منها بإدخال منتجات زراعية استثنائية فى تلك المزارع والأموال وجلب أصناف متعددة من المواشى والطيور تتلاءم وتتناسب مع السياحة البيئية والترفيهية والتعليمية.
وأضاف «الوهيبى» أن هناك الكثير من المقومات فى تلك المناطق كالماء والبساط الأخضر والأنشطة الزراعية والحيوانية والطيور والأسماك النهرية.
وأشار «الوهيبى» إلى أن هناك عدداً من الوجهات السياحية فى فصل الصيف، أبرزها خريف ظفار فى محافظة ظفار وعدد من الوجهات السياحية الأخرى فى محافظة الداخلية كالجبل الأخضر وجبل شمس وجبل هاط كونها تتميز باعتدال درجات الحرارة وبرودة الجو وكذلك منطقة الأشخرة فى محافظة جنوب الشرقية وما تتميز به من شواطئ جميلة ورائعة وجو معتدل.
وقال «الوهيبى» إن هناك عدداً من التحديات التى تواجه أنشطة السياحة الصيفية فى سلطنة عمان، والتى من أهمها التشريعات والقوانين؛ مناشدا بالسماح للمواطنين بحرية الاستثمار فى المناطق الخضراء، مشيراً إلى أن الأنشطة الاستثمارية للعمانيين يجب أن تؤطر بالسماح فى الاستثمارات فى تلك المواقع بسهولة وبدون تعقيدات من حيث فرض الكلفة على المستثمر لاسيما وأن جل المستثمرين العمانيين فى هذا الجانب مبتدئون وليست لديهم رؤوس أموال كبيرة، كما يجب السماح بتعظيم العائد الاقتصادى من الأرض، بحيث يسمح أن تنشأ النزل السياحية فى المناطق الخضراء بسهولة ويسر وبدون أى تعقيدات.
كما طالب «الوهيبى» الجهات المختصة بتسريع العمل فى تطوير البنية الأساسية التى تخدم السائح والمستثمر، بمعنى أن تتبنى تطوير بعض المناطق الخضراء والأودية والجبال الباردة بالبنية الأساسية من الطرق والحدائق وأماكن الرياضة والمشى وتجميلها بالتكنولوجيا الحديثة كإضافة بعض اللمسات الجمالية التى تشد الزوار كالإضاءات الليلية الرائعة وكراسى الجلوس الذكية وإضافة أماكن الشوى وأماكن للعب الأطفال بالقرب من المناطق السياحية المذكورة لاستغلالها أمثل استغلال وعمل بعض البرامج الترفيهية والأنشطة السياحية وعدد من الفعاليات والمشاغل التجارية وغيرها من الأنشطة التى تجذب الزوار.
طبيعة ساحرة
من جانبه أشار مهدى بن سالم الجساسى إلى أن أبرز المقومات السياحية فى سلطنة عمان هو الجبل الأخضر الذى يمتاز بطقسه المعتدل فى فصل الصيف، والبارد فى فصل الشتاء، حيث يعد من أبرز الوجهات السياحية فى السلطنة صيفًا وشتاءً.
كما أضاف أن محافظة ظفار «والتى تمتاز بالسهول الخضراء والجبال، وجمال الطبيعة الساحرة» تعد من أهم الوجهات السياحية فى خريف ظفار الذى تتميز به المحافظة، وهذا ما يجذب إليها أعدادًا كبيرة من السياح وبالأخص السياح من دول الخليج العربى.
وأكد «الجساسى» أن أنشطة السياحة الصيفية فى سلطنة عمان تواجه عددًا من التحديات والتى من أهمها نقص المرافق العامة كالمتنزهات والحدائق، حيث إن المناطق السياحية بحاجة إلى مزيد من التطوير والخدمات وابتكار خطط وأفكار جديدة خارج الصندوق تؤدى إلى طفرة فى المجال السياحى الصيفى، وزيادة الترويج للمشروعات السياحية الجديدة والاستفادة من التجارب السياحية فى مختلف دول العالم.
كنوز مخفية
من جانب آخر، قال راشد بن على العلوى: تتميز سلطنة عُمان بالعديد من المقومات السياحية فى الصيف حيث تتميز العديد من المناطق بالأجواء المعتدلة والماطرة والمناظر الجميلة والخلابة والمسطحات الخضراء كجبال الحجر وجنوب عُمان وغيرها الكثير من المناطق والأماكن الرائعة والجميلة والتى تعد كنوزًا مخفية كالقرى الجبلية الرائعة التى تأخذك إلى التراث القديم والجميل والطبيعة الخلابة بين غابات النخيل والأشجار المعمرة التى تأسرك بجمالها الخلاب ومناظرها الممتعة والجميلة، وكذلك جمال القلاع والحصون على سفوح الجبال، وجمال الحيوانات البرية وزقزقة العصافير فى البساتين وتعدد أصناف الطيور المختلفة.
وأكد «العلوى» أن هناك العديد من المناطق السياحية المختلفة بحاجة إلى رصف وصيانة الطرق، وتعانى من نقص بعض الخدمات فى محطات التوقف، كما أننا بحاجة إلى الانتباه إلى إصلاح الطرق المختصرة والمتضررة التى قد تكون أحياناً كثيرة وتخدم المسافر وتوفر عليه مسافة الطريق وتقلل من الزحام.