اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

تبرعوا لأمريكا حتى تشبع!

  • تبرعوا لأمريكا حتى تشبع! 1/2
  • تبرعوا لأمريكا حتى تشبع! 2/2

الحيثيات التى قدمها الرئيس الأمريكى الليلة قبل الماضية لطوفان الرسوم الجمركية التى فرضها على دول العالم، ربما تكون أخطر من العقوبات نفسها. إنها تكشف الكثير عن عقليته ونظرته للعالم، وماذا ستفعل إدارته فى المستقبل؟. ترامب قال: «طيلة عقود تعرضت بلادنا للنهب والسلب والاغتصاب من دول قريبة وبعيدة، من الصديق والعدو. نهب الغشاشون مصانعنا ومزق اللصوص حلمنا». هذه نظرة ترامب للعالم. لا فرق فى ذلك بين دولة كبرى كالصين، وغارقة فى الفقر مثل ليسوتو والسودان. الجميع شارك فى «الجريمة»، وجاء هذا الكاوبوى أو السوبرمان «الوهمى» لينتقم ويستعيد السطوة الأمريكية ويعامل الآخرين باعتبارهم أعداء يجب هزيمتهم.

فى يوم التحرير، الذى أعلنه ترامب، أى تحرير أمريكا من استعباد العالم لها، أعلن حربا تجارية على الجميع. فرض رسومًا لا تقل عن ١٠٪ كحد أدنى، ترتفع فى حالات كثيرة إلى ما يقارب ٥٠٪. عاقب الفقراء والأغنياء، وكذلك مناطق غير مأهولة بالسكان، يسكنها فقط البجع مثل بعض جزر أستراليا، الأمر الذى دفع رئيس الوزراء الأسترالى أنتونى ألبانيز للقول: «لا مكان آمن تحت الشمس من رسوم ترامب». بالطبع، كان للعرب نصيب فى ذلك العقاب الجماعى. فرض ترامب رسوما على ١٨ دولة عربية فى مقدمتها سوريا (٤١٪) والعراق (٣٩٪) وليبيا (٣١٪) وصولا إلى مصر والسعودية والإمارات وقطر واليمن والسودان (١٠٪). لا أحد يعرف منذ متى استعبدت سوريا واليمن والسودان، وبالتأكيد مصر والدول الأخرى، الدولة الأغنى والأقوى فى العالم حتى تنال هذه العقوبات غير المسبوقة؟.

ومع ذلك، صور ترامب نفسه على أنه إنسان رحيم يقود دولة متسامحة. الصين تفرض رسوما على السلع الأمريكية بقيمة ٦٧٪ لكنه فرض عليها رسوما بمعدل ٣٤٪ فقط. الاتحاد الأوروبى كذلك. يفرض ٣٩٪ رسوم، وترامب رد بـ٢٠٪. فيتنام تفرض ٩٠٪، وعاقبها بـ ٤٦٪ فحسب. يا سلام على «الإنسانية والحِنية»!. لا أحد جادل فى مدى صحة ما قاله. الإمبراطور لا تتم مساءلته ولا التحقق مما يقول.
هذه الرسوم ليست نهاية المطاف. ترامب يعتقد أنها السبيل الوحيد لعودة أمريكا إلى «صباها». الصين أصبحت دولة عظمى اقتصاديًا دون استخدام سلاح العقوبات، لكن أمريكا، التى فقدت قدرتها على المنافسة الشريفة، تلجأ إليها لأن لا خيارات أخرى لديها، وفى مقدمتها إقناع العالم بأن ما تنتجه أفضل وأرخص من إنتاج الآخرين. ترامب ينظر للعالم بحسد وحقد ولا يُخفى شعوره. تحدث مرارًا عن عزمه إنهاء الحروب ونشر السلام. أليس ما يفعله الآن تفجير لحروب اقتصادية ربما تكون تداعياتها أشد وطأة على الشعوب الفقيرة من الحروب بالأسلحة الفتاكة؟ إنهاء الحروب العسكرية بالنسبة له يعنى ألا تتورط أمريكا فيها، وألا يتعرض جندى أمريكى للقتل. هو لا يهمه فى شىء حياة الآخرين، وإلا كان قد ميز بين فقراء لا حول لهم ولا قوة، وكبار يناطحون بلاده على المكانة والنفوذ. لن يرضى ترامب إلا إذا خصص العالم مبلغًا سنويًا هائلًا يرسله لأمريكا لعلها تشبع وتهدأ. قد يراه البعض «جزية»، ولكن لنعتبره شكلًا من أشكال التبرعات!.

عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم
4510.jpeg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر تبرعوا لأمريكا حتى تشبع! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا