
ربما كان شهر رمضان بعاداته الغذائية المختلفة هو الشهر الأنسب للحديث عن هذا الفن، فن الأكل.
فن الأكل حسب الموسوعة البريطانية هو فن اختيار وتحضير وتقديم والاستمتاع بالأكل، وهو مبني على العلاقة بين الطعام والثقافة والعادات.
أجدني محظوظة لأنني ولدت وتربيت في جدة، حيث الطعام أكبر دليل على أنها ملتقى الشعوب من كل أنحاء الأرض. الأطباق الحجازية هي خليط من مجموعة أطباق تقدم في أماكن مختلفة من العالم، لكن بتحوير يضيف إليها لمستنا وثقافتنا بحيث تصبح أطباقًا مميزة خاصة بنا لا تشبه الأصل.
الهجرة إلى بيت الله من أزمان بعيدة، جعلت الحجاز منطقة مختلفة، تبنت المنطقة القادمين إليها، عجنتهم بترابها وأثرت وتأثرت بثقافاتهم الغذائية، والنتيجة كانت هذا الثراء العجيب في المطبخ الحجازي.
لدينا عادات محددة جدًا في المائدة الرمضانية، سفرة الفطور عندنا لها طابع واحد عند أغلب الأسر الحجازية، حيث لا تخلو من ثلاثة مكونات أساسية هي: الشوربة، وتحديدًا شوربة الحب، والسمبوسة وأصلها باللحمة المفرومة، هناك السمبوسة المصنوعة من الرقاق، لكن في عائلتنا نحب البف، ونسميه أيضًا سمبوسة، بينما في المدينة يسمونه بف فقط، والفول يصاحبه طبعًا التميس. وعند المتشددين فهذا هو الطعام الذي يجب أن يقدم في المائدة الرمضانية وإن أضفت إليه شيئًا آخر تصبح مدعاة للاستهجان والسخرية، وإن كانت اللقيمات من الإضافات المسموح بها عندهم، مائدتنا نحن تسمح بالتجاوزات، أضافت أمي إلى هذه الأطباق، أطباقًا أخرى، حيث تطبخ كل يوم صنفًا من الأصناف الأخرى التي تقدم في غير رمضان.
أما السحور، وهذا ما يختص به أهالي جدة دونًا عن بقية الحجاز، فكان المتعارف عليه هو السمك والرز، بشكل يومي. ومع أن المتداول أن السمك يسبب العطش، لكن العادات دائمًا تتغلب على المنطق، وهي غالبًا أيضًا تبدأ بالمتوفر من الطعام، ثم تتأصل حتى تصبح عادة، وهي أيضًا لم تعد عادة عند أغلب الأسر، أسرتنا مثلًا لم تعتمد أبدًا هذه العادة، وحين نشتهي السمك نقدمه على الإفطار وليس السحور.
السوبيا، الشراب الساحر، الذي يلقى رواجًا منقطع النظير في رمضان، ويكاد يختفي بقية أيام السنة، ما السبب، لا أدري!. هناك أسرار كثيرة في عاداتنا الغذائية تغري بالبحث والاستقصاء ومعرفة جذورها، لعل هيئة فنون الطهي تتولى هذه المهمة وتقدم لنا كتبًا تحكي حكايات الأطباق المتنوعة، ولماذا ارتبطت بعادات معينة.
رمضان قارب على الانتهاء، أطباقه صارت تقدم في كل أيام السنة، لكنها في رمضان تحمل عبقًا مختلفًا وروحًا مختلفة، كل عام وأنتم بخير.
هناء حجازي – جريدة الرياض
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر فن الأكل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.