في أحيان كثيرة تكون الغربة النفسية ليست شيئا سيئا بل قد تكون واجبة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل يا رسول الله: من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس»، وفي لفظ آخر قال: «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي»، والحكمة تكمن في معرفة متى تكون الغربة النفسية صحيحة ومتى تكون خاطئة، بالأخص في حال تعرضك إلى الكثير من الصدمات النفسية وخيبات الأمل والخذلان.
وكن واثقا من أن الخطأ لا يكمن في تبنيك قيمة الصدق ولا في نيتك الطيبة ولا في حسن ظنك، بل يكمن في اختلاف الآخر عنك في منظومة القيم، فالشيء الذي يتصدر قائمة الأولوية لديك، قد لا يعني شيئا للطرف الآخر.
فإن وجهت إساءة إليك فلا تأخذها على أنها إساءة شخصية لك، فاعلم أن «الإناء بما فيه ينضح»، والإساءة ما هي إلا تعبير عن مستوى وعي الطرف الآخر، ومدى تقديره لذاته، اعتبرها أمرا يعود إلى الشخص ذاته ولا يمسك في شيء، فعندها لن يعود لها ذاك التأثير السلبي عليك.
وحين تربط قيمتك مع الله وحده، عندها لن يهمك ما يقوله الآخرون عنك، ولن يهمك عندما يسيئون إليك، فما يعنيك هو إرضاء الله وحده، تأكد أنك ستحظى بعدها بقدر كبير من الراحة النفسية وستتحرر من السعي إلى إرضاء الآخرين.كما ان هناك الكثير من الأشخاص يشعرون بالغربة النفسية جراء عدم قدرتهم على رسم حدودهم الخاصة مع من حولهم، إذ يقومون بإرضاء الآخرين على حساب أنفسهم على سبيل المثال، الأمر الذي يجعلهم تحت ضغط نفسي، ويجعلهم يتحاشون التعامل مع المحيط.
وهنا على كل شخص منا أن يحدد الأمور التي يحبها والأمور التي لا يتقبلها ويتعامل مع الآخرين على أساس حدوده الشخصية، فالحدود الشخصية ستمنحنا وضوحا في علاقاتنا مع الآخرين، وراحة كبيرة لنا ولغيرنا.
يجب عليك أن تكون مرنا في حياتك، من أجل تسهيل أمورك وأهدافك، واعلم أنه يجب عليك أن تتعهد للطفل الصغير الذي في داخلك بالالتزام الدائم بأنك ستكون بجانبه دوما، وتسانده على الدوام.
وسيخلق هذا التعهد راحة نفسية لك، وسلاما داخليا، ويبني علاقة متينة بينك وبين نفسك، فنحن السند الحقيقي لبعضنا الآخر.
من جهة أخرى، يجب على الشخص أن يتقبل الصدمات النفسية وخيبات الأمل والخذلان ويكون متهيئا لها، فلا مشكلة في أن يعيش مشاعر سلبية في بعض الحالات، بشرط ألا يستمر فيها وأن يتعلم منها.
اعلم أن المعاناة تخلق الإبداع، وأن معظم المبدعين عاشوا حياة صعبة للغاية، ولكنهم اتخذوا من تلك الصعوبة دافعا عميقا لكي ينتجوا أروع ما لديهم، لذا لا تستسلم لظروفك، بل استخدمها لاستنهاضك.
فاطمة المزيعل – الأنباء الكويتية
كانت هذه تفاصيل خبر السند الحقيقي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.