في هذه المقابلة مع وكالة السودان للانباء تحدث معتمد معتمدية اللاجئين الدكتور موسى علي عطرون في قضايا اللجوء والنزوح .. وتأثيرات الحرب على عمل وأداء ادارته، كذلك عن اوضاع اللاجئين السودانيين بالخارج، ويتطرق أيضا لاستجابة المانحين لبرامج المعتمدية، وعلى وجه الخصوص فهو يتحدث عن خطط المعتمدية لتنفيذ برنامج العودة الطوعية للسودانيين بعد نهاية الحرب، فيما أشار لأوضاع المعتمدية الداخلية خاصة المتعلقة بعمليات الهيكلة والتخفيض .. وجاءت ردوده من خلال هذا اللقاء شاملة ومنهجية ومسنودة بالارقام والدفوعات..
فالي مرابط الحوار:
س: في البدء السيد المعتمد نسال عن اعداد اللاجئين في البلاد، خاصة بعد الحرب هل زادت اعدادهم ام تناقصت..؟
ج: إحصائية اللاجئين المسجلين قبل الحرب في البلاد بلغت مليون ومائة وثلاثون الف لاجئ، وهذا ليس العدد الفعلي بالطبع، وربما العدد ضعف ما ذكرته او اقل نسبة لعدم تسجيلهم في نظام التسجيل الالكتروني المشترك بيننا ومفوضية اللاجئين، نظرا للاشكاليات في مراحل اللجوء المختلفة، مثلا في طالبي اللجوء والقبول الجماعي لدى اللاجئين الجنوب سودانيين، اما بعد الحرب، حدث تغيير، واقول بصدق لا نعرف عدد من غادروا البلاد من اللاجئين او من عادوا مرة اخرى، لكن يتواجد اللاجئين باعداد كبيرة في ولاية النيل الابيض والقضارف وولاية كسلا، وكذلك في ولايات دارفور، من جانبنا بدأنا منذ اواخر اغسطس الماضي في قيادة حملة واسعة وشاملة لتسجيل اللاجئين وتوفيق اوضاعهم باستكمال اوراقهم، وحتى نهاية العام يمكننا الحديث عن أرقام اكثر دقة عن وجود اللاجئين بالبلاد.
س: ايضا افرزت الحرب لاجئين سودانيين خارج البلاد، هل هنالك احصائية بأعدادهم، وهل هنالك معسكرات، واتصالات من جانبكم مع الدول التي لجأ لها المواطنين السودانيين..؟
ج: نعم هنالك لاجئين سودانيين، والحرب زادت من اعداد النزوح داخليا وخارجيا، وحسب الاحصائيات فان الحرب ادت لنزوح عشرة مليون سوداني منهم مليونا لاجئ في دول (مصر، تشاد، جنوب السودان، يوغندا، كينيا، اثيوبيا، ودولة إرتريا)، فيهم من اكتسب صفة اللجوء او من نال الاقامة في تلك البلد، الاعداد كبيرة، ولنبدأ بدولة تشاد التي وصل لها سكان ولاية بأكملها وهي ولاية غرب دارفور، ويمكن القول ايضا ان معظم سكان اقليم دارفور لجأوا لشرق تشاد، وبالتالي زادت الاحصائيات علي الموجودين اصلا حيث كان عددهم حوالي (300) الف لاجئ من بداية الحرب في دارفور، ثم تضاعف العدد الان ليصل لنحو المليون لاجئ بشرق تشاد، وهي ارقام تقريبية، كذلك في دولة مصر هنالك اعداد مقدرة لكن لا يعيشون في معسكرات، بعكس دول مثل اثيوبيا ، تشاد، وجنوب السودان التي يتواجد فيها السودانيين داخل معسكرات لجوء، لدينا تواصل مع الدول التي تستضيف اللاجئين، وزرت خلال الاسابيع الماضية الجارة اثيوبيا حيث وقفت على اوضاع اللاجئين السودانيين.. كذلك نتواصل مع جنوب السودان، ويوغندا، وفي خطتنا زيارة دول الجوار التي نزح اليها مواطنينا، خاصة وأننا نعمل الان على تجهيز وتهيئة وضعنا في الادارة لعملية العودة الطوعية للسودانيين بعد انتهاء الحرب .. ووضع الخطط والبرامج للاستجابة لتلك العودة، وأرى ان الزيارة لمعسكرات اللاجئين في الخارج ستوفر لنا حصر وتحديد الارقام بصورة أوضح.
س: شهدت تجربة لجوء سودانيين لدولة مثل اثيوبيا مصاعب كبيرة وقسوة حتى انها اضطرتهم للعودة كيف تقيمون وضعهم وعودتهم..؟
ج: صحيح هنالك سودانيين عبروا لاثيوبيا وتم استقبالهم في معسكرين هما “كومر”و “واولالا”، وبشهادة الاثيوبيين انه تم وضع المعسكرين بالخطأ وفي مناطق غير آمنة، وهذا الامر انتج خيارين بالنسبة للاجئين السودانيين، إما بالبقاء في معسكر جديد تم انشاءه .. فيما اختار حوالي ثلاثة الاف العودة لبلادهم، وفي الحقيقة انا قمت بزيارتهم في مدينة القلابات، اما الحديث عن تعرضهم لعنف، فهذا يصبح علاقة بين دولتين .. ومن هنا اوجه صوت شكر لمحلية باسندة التي قدمت خدمة كبيرة في استقبال العائدين.
س: الى اي مدى تأثرت معتمدية اللاجئين من حيث تقديم خدمتها وادائها بالحرب وحجم الضرر الذي تعرضت له..؟
لا ابالغ اذا قلت اننا فقدنا كل شي من ناحية الممتلكات، بالمقابل هنالك مناطق آمنة استطعنا مواصلة العمل فيها وما نزال، مثلا في الخرطوم فقدنا كل شئ يتعلق بالممتلكات والاوراق، كذلك في ولايات كردفان كانت لنا مكاتب في الابيض وكادقلي والفولة، هذه فقدنا منها الجزء الاكبر، في دارفور فقدنا كل شئ ما عدا مكتبنا في منطقة “اللعيت”، التأثير كبير، والاكبر في العاملين، فمع التخفيض، بدأنا من جديد في استيعاب أعداد قليلة من العاملين، نظرا لعملنا في مناطق محددة ومهام محددة، ما يؤثر علي الاداء، وبخلاف الاصول فان الميزانيات اصبحت ضعيفة، وحتى المانحين حتي يتمكنوا من الصرف على وضع طوارئ فهذا يستغرق زمنا طويلا.. التأسيس الان في العاصمة الادارية بورتسودان بحجم صغير مقارنة مع ما كنا نمتلكه من هياكل ومقار، لكن نمضي ونحاول حتي الخروج لبر الامان.
س: هنالك اتهامات طالت لاجئين شاركوا مع المليشيا المتمردة في الحرب ..؟
ج: كثيرا ما قمت بالاجابة على هذا السؤال في وسائل الاعلام المختلفة، وهو امر غير مقبول لدينا، اطلاق اتهام على اللاجئين بهذه الصورة، يمكن تأكيد اتهام مشاركة أجانب في الحرب، لكن لاجئين فهذا الامر يحتاج لاستقصاء وتدقيق، لذلك نحن نقوم بهذا التحقيق، حتى نتعرف على الأسباب لمشاركتهم، فالمليشيا اجبرت مواطنين علي المشاركة معها في القتال وكذلك يمكن أن يكونوا اجبروا لاجئين، ورغم بطء التحقيق في هذا الامر الا انه يمضي الان، وفي الاخر سيصدر تقرير حول مشاركة الاجانب هل فيهم لاجئين ام لا، واذا ثبت ذلك فاننا سنقوم بنزع صفة اللجوء ممن شاركوا لان الامر له علاقة بأمن الدولة.
س: دعم خدمات اللاجئين من جانب المانحين، هل تناقصت ام زادت..؟
ج: تمويل العمل الانساني في العالم اصبح ضعيف، وهو مترجم هنا في السودان، كذلك بلادنا لديها تقاطعات كبيرة مع المجتمع الدولي وهنالك دول تفرض عليها مقاطعة اقتصادية، وبالتالي هنالك مانحين لديهم آراء حول الدعم وكيف يتم صرفه، لكن عموما فان حجم الدعم من جانب المانحين لا يغطي (20%) من كلفة ايواء اللاجئين وتقديم الخدمة لهم هنا في السودان، حسب احصائية اجريتاها هنا في المعتمدية
س: هنالك حديث عن هيكلة في الادارة هل تمت ام ما تزال مجرد مقترحات..؟
ج الاجابة المباشرة ان الهيكلة لم تتم، ولاعتبارات كثيرة، اذ لابد للهيكلة ان تحدث بالتوازي مع خطة استراتيجية، كانت لدينا خطة خمسية وضعناها قبل الحرب نسختها الحالة الطارئة التي مرت بها بلادنا، ونحن الان امام وضع خطة استراتيجية لموائمتها مع الهيكلة التي تم تأخيرها، صحيح في ديسمبر من العام الماضي قمنا بإنهاء خدمة المتعاقدين بعقودات عمل في المعتمدية عبر “إنهاء خدمة” وأبقينا علي المعينين في الفصل الاول، ثم بدأنا من جديد بتكليف البعض من الجانبين الفصل الاول او وظائف المشروعات حسب الحوجة، ومن لم يتم تكليفهم دخلوا الان في التخفيض، وبالطبع هؤلاء لديهم حقوق، ومن جانبنا لم ننسي حقوقهم ونعمل الان على استخراجها لهم، والحديث سيأتي في وقته.
س:كان هنالك حكم محكمة صدر اتجاه عدد (400) من معلمي الادارة، وكلف المعتمدية مبلغ طائل كاستحقاقات فصل تعسفي كيف تمضي هذه القضية الان..؟
س:صحيج صدر حكم من محكمة الاسئناف بان تدفع المعتمدية استحقاق الفصل التعسفي لاؤلئك المعلمين لكن ايضا من جانبنا قمنا باستئناف الحكم، في الاخير لو المحكمة أصدرت حكما نهائيا سنكون ملتزمين بتنفيذه، لكن بالمقابل لن نترك حقوق المعتمدية، وسنعمل على ملاحقة من إرتكب الخطأ في ذلك الفصل، الان لن نتحدث عن اي تفاصيل لحين الوصول للقرار النهائي.
س: بما ان كل هذه الامور لم تحدث وحتي التخفيض نفسه سبق وان تم لماذا برأيك هذه الحملات الاعلامية على المعتمدية وقيادتها بان هنالك تصفية سياسية..؟
ج : اعتقد ان اجابة هذا السؤال ترجع لمن يقومون بتلك الحملات، لكن من ناحيتنا فنحن لا نرى ان هنالك أي خصومة او تصفية على أساس سياسي او أي تصنيف آخر، وتلك الاراء تأتي من جهة محددة، مثلا في دارفور كان هنالك (200) موظف يتواجد منهم الان فقط (30)، في رئاسة المعتمدية في الخرطوم كان هنالك (88) موظفا وعاملا، العاملين منهم الان لا يتجاوزون نصف العدد، كذلك في كردفان والشرق، وهذه الاصوات دائما ما نسمعها. ولا توجد اي تصفية سياسية، وانما هي تقديرات الادارة، وفي الحقيقة ان التخفيض جاء لاسباب مالية وضعف في تمويل الوظائف، وعلي الاطلاق لا توجد أي تصنيفات علي اساس سياسي او مناطقي انما هي تقديرات فنية وإدارية.
سونا
كانت هذه تفاصيل خبر معتمد معتمدية اللاجئين: بدأنا في وضع خطط العودة الطوعية اللاجئين السودانيين لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.