اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

حروب الـAI .. هل هي محاولة للتخلص من البشر؟!

أثناء الحرب السورية اضطر حزب الله للبقاء على اتصال ومشاركة المعلومات، مع أجهزة الاستخبارات السورية والروسية، التي كان يرصدها الأمريكيون بانتظام، فمثلت الحرب لأسرائيل حصان طروادة الذي حمل داخله، كنزًا ضخمًا من عمق وجودة المعلومات والخوارزميات، لوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، ومن ثم قامت بتحليلها ودراستها، ومنها بيانات نعي القتلى التي استخدمها الحزب بانتظام، التي احتوت على معلومات صغيرة ولكنها قيمة، مثل المدينة التي ينتمي إليها المقاتل، ومكان مقتله، ودائرة أصدقائه الذين نشروا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى الجنازات كانت أكثر إفشاءً للمعلومات، حيث كانت أحيانًا تُخرج القادة الكبار من الظل، ولو لفترة وجيزة.

مما ساعد إسرائيل فى توجيه ضربات قاسية لحزب الله مستخدمة الذكاء الاصطناعي فى غاراتها الجوية بدون طيار، فنجحت إسرائيل في توجيه أقسى ضرباتها إلى جسم الحزب منذ بدء الصراع مع العدو، في عملية أمنية استثنائية من حيث القدرة على الوصول إلى الأهداف، وإلى الوسائط، وفي إظهار عناصر التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي، أدّت إلى موت وإصابة الآلاف عجّت بهم المستشفيات في الجنوب والبقاع وبيروت والضيعة.

وباستثناء إسرائيل الشريرة واستخدامها للذكاء الاصطناعي فى الإرهاب المسلح والأسلحة القاتلة والفتاكة، العالم من حولنا يحتضن الثورة التكنولوجيا، ويعمل على إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن أنشطة الأعمال فى مختلف أنحاء العالم، وصياغة السياسات السليمة فى مجالات مثل البنية التحتية الرقمية، وسوق العمل، والابتكار والتكامل الاقتصادي، والعلوم البيئية، والمساعدات الإنسانية، وقطاعات الصناعة والنقل والتمويل والتعليم والرعاية الصحية ومن أجل الخير. ونحن فى المنطقة العربية نعاني الانقسامات ونعيش أسوأ مراحل التاريخ ، عبر فيها العرب فقط بالغضب الذي سيطر على تصريحاتهم، وقد باتوا أمام وضع جديد تتغير معه خريطة جديدة للمنطقة يخطط، ويجري الإعداد لها، وتصدرت الساحة حسابات جديدة، ولم يهتم العرب إلا بالشجب وهامشياً بالإعلان عن تقديم المساعدات الطبية، والوقوف مع لبنان؟! تراجع دور كبار المنطقة، وفرض المال سطوته وكل ما قدم لا يتناسب مع هول الجريمة وتهديد آمن المنطقة. تعيش المنطقة العربية واقعاً مريراً لا تعرف معه ماذا يخبأ المستقبل لها ونفضت الولايات المتحدة يدها مما حدث، وقال البنتاجون أن لا علم لديه بما حدث ولا صله له بما حدث، والأمم المتحدة أسفة لسقوط ضحايا. إننا على حافة وتغيير جذري والعرب مشغولون بإنفاق الاموال على الترفيه، ونسوا معه العلم وعلوم المستقبل بذكائها الاصطناعي للدفاع عن نفسها، وأصبحوا حقول تجارب.

في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن الأمة التي تتصدر الذكاء الاصطناعي “ستصبح حاكمة العالم”. إن تقدم الذكاء الاصطناعي في الحرب الحديثة سيغير إلى الأبد العلاقات بين القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وكذلك صناعة التكنولوجيا الخاصة. ولهذا السبب، تعهدت الصين بـ150 مليار دولار لتصبح الرائدة عالميًا في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالإنفاق الروسي البالغ 181 مليون دولار من عام 2021 إلى عام 2023 وإنفاق الولايات المتحدة البالغ 4.6 مليار دولار.

في عام 2019، ذكرت جينز أنه سيتم شراء أكثر من 80 ألف طائرة استطلاع بدون طيار ونحو 2000 طائرة هجومية بدون طيار في جميع أنحاء العالم في العقد المقبل.

وتدير المملكة المتحدة طائرات بدون طيار تحمل صواريخ وتخطط لإنفاق 415 مليون جنيه استرليني على طائرات بروتيكتور بدون طيار بحلول عام 2024. ولا يمكن الاستهانة بالمملكة العربية أيضًا باعتبارها وافدًا جديدًا إلى سوق الطائرات بدون طيار، حيث استثمرت 69 مليار دولار في عام 2023 – 23 في المئة من ميزانيتها الوطنية – في الدفاع. بالإضافة إلى ذلك، تخطط المملكة العربية السعودية لإنشاء صندوق بقيمة 40 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها أكبر مستثمر في الذكاء الاصطناعي في العالم. ومع زيادة الإنفاق على تطوير الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة، قد تمكن التطورات في التكنولوجيا في نهاية المطاف الطائرات بدون طيار من اتخاذ القرارات على الفور دون تدخل بشري أثناء الصراع.

وقد يؤدي هذا إلى القضاء على المفاوضات السلمية في الصراع، حيث ستتكون ردود فعل الطائرات بدون طيار من العنف الانتقامي البحت. لقد تقدمت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بالفعل من استخدامها من قبل حلف شمال الأطلسي لتحديد المواقع الاستراتيجية الصربية المخفية أثناء حرب كوسوفو في عام 1999 إلى استخدامها من قبل الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية مباشرة. بعد أن نجحت طائرة استطلاع بدون طيار في تحديد موقع أسامة بن لادن، استخدم الجيش الأمريكي بشكل متزايد الطائرات بدون طيار وزودها بحمولات قاتلة، ونفذ 14000 ضربة بطائرات بدون طيار في أفغانستان وحدها من عام 2010 إلى عام 2020.

تظل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل أكبر مستخدمي الطائرات بدون طيار، وتستمر ترساناتها في النمو. استخدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الطائرات بدون طيار المسلحة لأكثر من عقد من الزمان، بما في ذلك Predator وReaper، وكلاهما من صنع شركة General Atomics ومقرها كاليفورنيا. وفقًا لـ Drone Wars، خلال أربع سنوات من الصراع في سوريا من عام 2014 إلى عام 2018، استخدمت المملكة المتحدة طائرات Reaper بدون طيار أكثر من 2400 مرة خلال المهام الاستراتيجية، أي ما يعادل طائرتين في اليوم. تقدر وزارة الدفاع أنه بحلول عام 2035، ستشكل الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد 70 في المئة من القوات الجوية الأمريكية. وفي الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على تطوير طائراتها بدون طيار المسلحة، ونشرت طائرات بدون طيار في غزة لإجراء عمليات المراقبة، وتسليم المتفجرات، وأكثر من ذلك.

وعلاوة على ذلك، تنتشر تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بسرعة إلى الجيوش في جميع أنحاء العالم. والآن تمتلك كل دولة عضو في حلف شمال الأطلسي تقريبًا القدرة على استخدام الطائرات بدون طيار في الصراعات. وفي السنوات الخمس الماضية، أنشأت كل من تركيا وباكستان أيضًا برامج تصنيع الطائرات بدون طيار. وتزود الصين حاليًا العديد من الدول بطائراتها بدون طيار من طراز Wing Loong وسلسلة CH، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية ونيجيريا والعراق. حتى الجهات الفاعلة غير الحكومية تستخدم الطائرات بدون طيار. فقد استخدم حزب الله طائرات استطلاع بدون طيار إيرانية الصنع لانتهاك المجال الجوي الإسرائيلي، بينما تستخدم حماس طائرات بدون طيار ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023.

إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب ينتشر بسرعة أيضا. تشير التقارير إلى أن أوكرانيا زودت طائراتها بدون طيار بعيدة المدى بالذكاء الاصطناعي الذي يمكنه تحديد التضاريس والأهداف العسكرية بشكل مستقل، واستخدامها لشن هجمات ناجحة ضد المصافي الروسية.

كما استخدمت إسرائيل نظام الذكاء الاصطناعي “لافندر” في الصراع في غزة لتحديد 37000 هدف لحماس. وبناءً على ذلك، تم وصف الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس بأنه “أول حرب ذكاء اصطناعي”.

ومع ذلك، لا يوجد دليل يشير إلى أن نظام AWS، وهو نظام بدون سيطرة بشرية كبيرة، قد تم استخدامه في الصراع حتى الآن. مع تزايد المخاوف بشأن ظهور ما يسمى “الروبوتات القاتلة”، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب يثير أسئلة أخلاقية وقانونية متزايدة الأهمية. على وجه الخصوص، قد لا تتمكن الطائرات بدون طيار من التمييز بين المقاتلين والمدنيين. لحسن الحظ، لا تزال العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي قيد التطوير. يشير تشبيه “الروبوتات القاتلة” إلى الطائرات بدون طيار التي يمكنها العمل بشكل مستقل؛ ومع ذلك، فإن معظم الذكاء الاصطناعي الحالي لا يعمل بشكل جيد إلا في مجموعة ضيقة ومحددة مسبقًا من الظروف، مع مدخلات من المشغلين البشريين. ومع ذلك، فإن التكامل المتزايد للذكاء الاصطناعي في الطائرات بدون طيار وغيرها من أنظمة الحوسبة الآلية يخلق مخاطر حقيقية للغاية لحسم الصراعات دون سيطرة بشرية ذات مغزى. قد يتحدد استخدام العنف أثناء الصراع من خلال غرائز الآلات غير القادرة على التنقل عبر الغموض الأخلاقي للحرب واتخاذ القرارات الأخلاقية.

من المستحيل التنبؤ بكيفية مواكبة القانون لمثل هذه التطورات التكنولوجية أو حتى إيقافها، لكن الإطار القانوني الحالي يفتقر بالتأكيد إلى الوضوح والبصيرة. ومن غير المؤكد ما إذا كان من الممكن الإجابة عن الأسئلة الأخلاقية أو المعنوية المحيطة بالصراع الذي تحركه الخوارزميات والآلات دون تدخل بشري. إن استخدام الطائرات بدون طيار الآلية، التي ليست أسلحة في حد ذاتها بل هي منصات لتسليم الأسلحة، لا يتم تنظيمه على وجه التحديد بموجب القانون الدولي.

وعلى الرغم من أن استخدام الطائرات بدون طيار يحكمه نفس المبادئ التي تحكم جميع الأسلحة بموجب القانون الدولي – وهي قواعد التمييز والتناسب وحظر الهجمات العشوائية – فإن غياب أي قوانين محددة يجعل التنظيم صعبًا للغاية. يتعين على المجتمع الدولي إنشاء إطار قانوني دولي يضمن احتفاظ البشر دائمًا بالسيطرة ذات المغزى على أنظمة الأسلحة الزاحفة وألا تختار الأنظمة الأهداف العسكرية أثناء الصراع بشكل مستقل، حتى لا تتحول هذه التكنولوجيا القاتلة لوسيلة سريعة للتخلص من البشر.

مودي حكيم – بوابة روز اليوسف

كانت هذه تفاصيل خبر حروب الـAI .. هل هي محاولة للتخلص من البشر؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا