الافتراض هو أن نعتقد بشيء ما دون دليل مقبول، ثم نتصرف على هذا الأساس دون التحقق من صحة الافتراض، فالافتراضات مريحة لعقولنا، ولكنها قد تؤدي لمشكلات كبيرة، بل إلى كوارث.

مثلاً، قد يفترض المدير أن الموظف يفهم التفاصيل الدقيقة في مشروع ما، دون تأكيد صريح وواضح، ليجد أن أموراً مهمة جداً قد أسيء فهمها، ما يؤثر في نتائج المشروع.

وقد يفترض الموظفون أنهم يعرفون التوقعات المتعلقة بأدوارهم أو الأهداف الاستراتيجية لمكان عملهم، دون التحقق من ذلك، وبالتالي قد تأتي النتائج دون المستوى.

وفي الحياة الشخصية، قد تتأثر العلاقات بشدة عندما يفترض المرء أنه يفهم مشاعر شريكه أو أفكاره دون حوار مفتوح، بحجة أن هذا الأمر أو ذاك هو «أمر بديهي»، لكن عملياً لا يوجد شيء اسمه أمر بديهي.

مثل هذه الافتراضات يمكن أن تؤدي إلى صراعات وجفاء عاطفي.

وفي ما يلي استراتيجيات للمساعدة في إدارة الافتراضات والتحقق من صحتها، أولاً: اطرح الأسئلة، فدائماً تأكد من الافتراضات التي تقوم بها أنت والآخرون من خلال طرح الأسئلة، قبل المضي قدماً في اتخاذ القرارات. ثانياً: اطلب تغذية راجعة باستمرار، يشجع ذلك على الفهم المتبادل للمواقف والقرارات، وبالتالي تجنب كثير من الأخطاء في العمل والمنزل. ثالثاً: فكر في البدائل، فعندما تجد نفسك تقوم بافتراض ما، فكر في الاحتمالات الأخرى، فمثلاً لو فكر الزوج في أن زوجته ربما نسيت أخذ جوازات السفر كان سيتأكد منها ويمنع وقوع المأزق. رابعاً: تعزيز التواصل المفتوح، فالتأكد من أن الجميع يشعرون بالراحة في التعبير عن أفكارهم يمكن أن يمنع مخاطر الافتراضات. خامساً: التعلم من أخطاء الماضي، من خلال التفكير المنتظم في القرارات السابقة التي أدت فيها الافتراضات إلى نتائج سيئة، وبالتالي يؤدي إلى فهم الخطأ الذي حدث، ولماذا، وكيفية تعديل النهج في المستقبل. بالتأكيد يمكننا تقليل سوء الفهم بشكل كبير، وتحسين عمليات صنع القرار، وتحقيق نتائج أكثر استنارة ونجاحاً بأن نتحقق من الافتراضات.

د. علاء جراد – الإمارات اليوم