مشاهدُ الأمطارِ والسيولِ في منطقةِ الباحةِ وغيرهَا من مناطقِ المملكةِ في هذَا الموسمِ وفي شهرِ رمضانَ المباركِ تبعثُ في الحياةِ بكاملِهَا نشوةً تفوقُ كلَّ خيالٍ.. كيفَ لا وهِي تدرُّ المزنَ العذبَ الذي يغذِّي الحياةَ، ويبعثُ فيها نظارةً بهيَّةً وحيويَّةً متدفقةً.. السدودُ طفحتْ.. والأوديةُ والشِّعابُ والأشجارُ ارتوتْ.. وذلكَ من فضلِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ الذي قالَ في محكمِ التَّنزيلِ: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
ومنطقةُ الباحةِ مثلُ غيرِها من مناطقِ وطنِنَا الغالِي مرَّت بفترةِ جفافٍ أثَّرت بشكلٍ عامٍّ على الزراعةِ تبعهُ هجرةٌ سكانيَّةٌ وفي الأعوامِ الأخيرةِ وبفضلِ الاهتمامِ والدعمِ والتشجيعِ من الدولةِ وفقَ مبادرةِ السعوديةِ الخضراء التي تسعَى إلى حشدِ جهودِ كافةِ الجهاتِ الفاعلةِ في المجتمعِ لخفضِ الانبعاثاتِ وزيادةِ التشجيرِ وحمايةِ الأرضِ والطبيعةِ تشجِّع على العودةِ للاهتمامِ بالزراعةِ التي كانتْ مصدرًَا أساسًا للاكتفاءِ الذاتيِّ ورافدًا للاقتصادِ الوطنيِّ، وبعدَ اكتشافِ البترولِ وانتشارِ التعليمِ وتنوِّعِ مصادرِ الدخلِ والمردودِ الوظيفيِّ المجزِي في المدنِ الكُبْرى ابتعدَ السكَّانُ عن المناطقِ الريفيَّةِ واختفت الزراعةُ؛ بسببِ الجفافِ وقلَّةِ اليدِ العاملةِ، وتحوُّل الاقتصادِ من الفرديِّ الرعويِّ إلى المؤسَّساتيِّ، وتلكَ نقلةٌ نوعيَّةٌ لم يكنْ هناكَ مفرٌّ منهَا، وهي جاذبةٌ في المرحلةِ الحاليَّةِ والتطلُّعاتِ المستقبليَّةِ للمزيدِ من هطولِ الأمطارِ والدعمِ السخيِّ من الدولةِ فإنَّ أكثرَ مَا يتمنَّاه أصحابُ الأراضِي الزراعيَّةِ في منطقةِ الباحةِ هُو الاستمتاعُ بالزراعةِ كهوايةٍ خاصَّة لحنينِ كبارِ السنِّ المفتونِين بشغفِ حبِّ مرابعِ الأجدادِ وموروثاتِهم مهمَا كانتْ متواضعةً؛ لأنَّ لهَا جذبًا معنويًّا أصيلًا، وحبًّا عميقًا متأصِّلًا في حياةِ الإنسانِ.
وبفضلِ البثِّ التقنيِّ انتشرتْ مقاطعُ الأمطارِ والسيولِ وآثارهَا على السدودِ وهي توفِّر فرصةً ثمينةً للبلدياتِ وفروعِ وزارةِ النقلِ للوقوفِ على الثغراتِ التي ظهرتْ وإعدادِ خطةِ ورصدِ الأموالِ لإصلاحِها وترميمِ الجسورِ والطرقِ وفقَ خطةٍ سريعةٍ ومدروسةٍ؛ لأنَّ التحوُّلات المناخيَّة تنبئُ بالمزيدِ من الأمطارِ، وأخذُ الحيطةِ والتدابيرِ اللازمةِ مسؤوليَّة اداريَّة ملحَّة، والدولةُ -حفظها الله- تتجاوبُ مع كلِّ مطلبٍ وجيهٍ يخدمُ المصلحةَ العامَّة.وقد سبقَ أنْ طلبتُ من معالِي وزيرِ النقلِ تكليفَ مَن يلزمْ بمراجعةِ الخطِّ العامِّ في محافظةِ بلجرشي من خط الزَّاويةِ،
مرورًا ببني سالم ووادي مقمور والعسلة (عنق الزجاجة) إلى محافظةِ بلجرشي وما بعدَ، بما في ذلكَ الطريقُ الفرعيُّ المؤدِّي إلى سدِّ الجانبين -معلمٍ سياحيٍّ جميلٍ- وفي اعتقادِي أنَّ هطولَ الامطارِ بالغزارةِ التي شهدتهَا المنطقةُ توفِّرُ فرصةً ثمينةً لمسحِ الطرقِ الرئيسةِ والفرعيَّةِ وترميمِ الجسورِ والأنفاقِ استعدادًا للموسمِ السياحيِّ المقبلِ الذي سيكونُ مبهرًا ومثمرًا -بإذنِ اللهِ تعالَى-.وفي الختامِ أزفُّ أجملَ التهانِي بمناسبةِ عيدِ الفطرِ المباركِ مع خالصِ الشكرِ والامتنانِ لكلِّ الإداراتِ الحكوميَّةِ وعلى رأسِهم أميرُ المنطقةِ صاحبُ السموِّ الملكيِّ الدكتور حسام بن سعود على اهتمامهِ الدَّائمِ لدعمِ المشروعاتِ التنمويَّةِ والسياحيَّةِ في منطقةِ الباحةِ.حفظَ اللهُ وطنَنَا الغالِي بقيادةِ خادمِ الحرمَين الشَّريفَين ووليِّ عهدِهِ الأمينِ الأميرِ محمد بن سلمان، وكلُّ رمضانَ ووطنُنَا وأمَّةُ الإسلامِ بخيرٍ.
م. سعيد الفرحة الغامدي – جريدة المدينة
كانت هذه تفاصيل خبر المطر من فضل الله على البلاد والعباد لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.