الدمام - شريف احمد - يستضيف مجلس الشورى غداً الأربعاء، وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان، لمناقشة واستعراض أداء الوزارة والصعوبات والمعوقات التي تواجهها والعديد من الملفات الأخرى التي تخص الوزارة، من المتوقع أن مناقشة الخطط الاستراتيجية للوزارة، والهيكل التنظيمي الجديد، ومؤشرات التقدم في برنامج تنمية القدرات البشرية، وملف الفصول الثلاثة، وتطوير المناهج، وظاهرة غياب الطلاب، والتقييم الذاتي والخارجي، وبرنامج الخصخصة، وتعيين المعلِّمين، ومستويات الطلاب في الاختبارات الدولية، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالتعليم ومنسوبيه.
وأوضح مختصون أكاديميون وتربويون لـ"اليوم"، أن حضور وزير التعليم لجلسات مجلس الشورى يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة للتعليم وتطويره، مطالبيت بالاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية فيما يحقق جودة التعليم.

الأنظمة التعليمية

وقال مدير وحدة الجودة والاعتماد الأكاديمي في كلية التربية في جامعة طيبة د. بدر البدراني: تتحقق النهضة والتطور والازدهار للأمم عبر تطوير مؤسساتها التعليمية وتحسين جودة مخرجاتها؛ لتكون قادرة على مواجهة التحديات ومواكبة التغيرات السريعة، وقد شهدت الأنظمة التعليمية في العديد من دول العالم محاولات إصلاحية أدت إلى استحداث برامج وأنظمة جديدة تهدف إلى تعزيز التعليم وتحسين نواتجه.

تابع: يمر التعليم في المملكة العربية السعودية حاليًا بمراحل تطويرية مهمة، حيث تشمل رؤية المملكة 2030 للتعليم أهدافًا تطمح المملكة لتحقيقها، ويجب على وزارة التعليم دراسة تطبيقها ودراسة مدى تحققها؛ ومن هذه الأهداف: تعزيز جودة المخرجات التعليمية، زيادة كفاءة الأداء، تقليل الهدر التربوي، تحسين البيئة الإدارية، تحفيز المدارس على الإبداع والابتكار، الإسهام في التنمية الاقتصادية، دعم تنمية رأس المال البشري، وتلبية متطلبات سوق العمل، ولعل من الطرق العلمية والعملية في هذا المجال هو الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية فيما يحقق جودة تعليم ذات إمكانيات عالية، ولعل المواءمة بين مؤسسات التعليم العام ومؤسسات التعليم العالي بحيث تكون مخرجات التعليم العام متوافقة مع متطلبات التعليم العالي، ومخرجات التعليم العالي متوافقة مع متطلبات التعليم العام يُعتبر من الأساسيات في شأن التخطيط المستقبلي لوزارة التعليم.

تجويد مخرجات التعليم

قالت أستاذة المناهج وطرق التدريس د. أميرة الزهراني: حضور وزير التعليم لجلسات مجلس الشورى يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة للتعليم وتطويره، ويمثل فرصة حاسمة لمناقشة وتحسين مخرجات التعليم ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق تقدم حقيقي، حيث تتضمن المناقشات تحليلاً دقيقاً للوضع الحالي للتعليم وتحديد المجالات المرغوبة للتحسين بهدف التركيز على تجويد مخرجات التعليم وضمان جودتها.

تابعت: من أبرز الموضوعات المتوقع طرحها تحسين مناهج التعليم حيث يتم تطوير وتحديث المناهج الدراسية لتكون متناسبة مع متطلبات العصر واحتياجات سوق العمل، مع التركيز على المهارات الناعمة كالتفكير الناقد والابتكار والتواصل، وتقييم مؤسسات التعليم من خلال تطوير نظام تقييم شامل وعادل لمؤسسات التعليم، بحيث يتم تحديد مدى تحقيقها لأهداف التعليم وجودة التعليم المقدمة، وتعزيز التدريب المهني للمعلمين: يعتبر المعلم العنصر الأساسي في تحقيق تحسين جودة التعليم. ويتم ذلك بتوفير فرص تدريب مستمر وتطوير مهني للمعلمين، وتعزيز البحث العلمي والابتكار من خلال تشجيع البحث العلمي والابتكار في مجال التعليم يمكن أن يسهم البحث في تحديد أفضل الممارسات والسبل لتحسين نوعية التعليم وتطويره، وحضور وزير التعليم يوفر فرصة لمناقشة مختلف جوانب تطوير التعليم، بما في ذلك تجويد مخرجات التعليم وضمان تحقيق جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية ملائمة وشفافة.

رؤية المملكة 2030

وقال المختص في القيادة والسياسات التعليمية د. خالد الدندني: يُشكل قطاع التعليم دوراً رئيسياً ومحورياً في عملية التنمية المستدامة للدول المتقدمة، وهو العنصر الحيوي المهم الذي تراهن عليه رؤية المملكة 2030 نحو تحقيق مستهدفاتها الوطنية الشاملة، والتعليم جزء من عملية تحول كبيره تشهدها المملكة في مختلف القطاعات.

وأوضح: لا يمكن إغفال جانب التعليم في أي عملية إصلاح أو تطوير، وتواجه وزارة التعليم العديد من التحديات تسعى إلى التغلب عليها، ومنها تطوير منظومة التعليم بما ينسجم مع التجديدات المعرفية والتقنية، وتحسين مخرجات وجودة التعليم، ورفع مستوى المهارات والقدرات البشرية لدى الطلاب والطالبات الذي يكفل تحقيق أفضل النتائج التي تؤهلهم لسوق العمل، وتمكنهم من المنافسة عالمياً، وكذلك تعزيز مستوى الوعي بأهمية الانضباط المدرسي ودوره في تجويد العملية التعليمية ورفع مستوى الأداء والمخرجات، وذلك بالشراكة بين التعليم والمجتمع وفق مشروع وطني تعمل عليه وزارة التعليم ، ووبالنظر إلى كيف يمكن الاستفادة من هذا التوجه نحو التغيير في منظومة التعليم وتطوير مخرجاته، وكذلك الوصول إلى أفضل المستويات التعليمية؛ كان لابد على وزارة التعليم من تبني استراتيجية تستند على أسس علمية وفق رؤية واضحة ومراجعة شاملة تجعل من نظامنا التعليمي أكثر رصانة وكفاءة ومنافسة يدعم المهارات المتقدمة والحاجات المعرفية اللازمة.

تطوير منظومة التعليم

وقالت أستاذ تقنيات التعليم المشارك بجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز، د. تهاني الدسيماني: تطوير منظومة التعليم يعتبر من الأهداف الوطنية الاستراتيجية التي تركز وتسعى لتحقيقها عدة جهات ومبادرات وطنية معنية بالتعليم والتدريب بما في ذلك وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والتدريب وبرنامج تنمية القدرات البشرية وغيرها من الجهات التي تتطلب جهودا مشتركة ومتعددة الأوجه تتضمن التركيز على الجوانب الحيوية في التعليم من خلال التركيز على نواتج تعلم موحدة ومبنية على معايير المناهج على كافة نطاق منظومة التعليم مدعمة بالتطوير المهني المستمر للمعلم القادر على توظيف استراتيجيات تدريس فعالة تركز على الطالب، وتنمي ما لديه من معارف ومهارات وقيم ليحقق هذه النواتج مع التركيز على تلبية الاحتياجات المختلفة للطلاب.

وأوضحت: تلعب عمليات وأدوات التشخيص والتقويم للتعلم دوراً مهماً في قياس مخرجات العملية التعليمية وتطوير العملية التعليمية. كما ان للمشاركة المجتمعية الفعالة من قبل الأسرة مع المدرسة يعمل على خلق بيئة ايجابية داعمة لتعلم وتميز الطالب، لذلك فان التركيز على هذه المكونات الأساسية للعملية التعليمية يعد من اهم ممكنات نجاح منظومة التعليم والتعلم.

الخبرات العالمية

وقالت أستاذة الإدارة والتخطيط التربوي أ.د. فوزية الشمري: سياسات ونظم القبول في التعليم الجامعي تحتاج مرونة بالاطلاع على الخبرات العالمية، واقترح وجود جامعات تخصصية، حيث أن جامعاتنا متماثلة ومكررة في نفس البرامج التعليمية، حتى وأن كانت في نفس المنطقة تجد البرنامج يتكرر فيها جميعاً.
وكان مجلس الشورى فتح المجال للمواطنين بطرح مقترحاتهم واستفساراتهم من خلال رابط خُصص لذلك لمناقشتها الملفات مع وزير التعليم.