كتبت - هبة البيه:
أكد محمد الدوسري، رئيس الاتصالات واستقطاب المشاركين بقطر بيوبنك - عضو مؤسسة قطر أن أبحاث قطر بيوبنك تعوض النقص الحاد في بيانات أبحاث الطب الحيوي، حيث تم استقطاب 25% من السكان للمشاركة في برنامج البحوث الطبية، كما نجري دورات تدريبية لطلبة الجامعة والخريجين وتعريفهم بمبادئ البنوك الحيوية، بالإضافة إلى إطلاق برنامجين للدراسات العليا في الاستشارات الوراثية وطب الجينوم وتحسين مجهودات بناء القدرات البشرية ودعم رؤية قطر الوطنية 2030، لافتاً إلى اتباع البنك لإستراتيجية شاملة لزيادة الوعي وتشجيع الجمهور على المشاركة في أبحاث البنك.

وقال في حوار خاص لـ الراية إن قطر بيوبنك يعمل على تطوير أول رقاقة جينية قطرية للاستعمال الطبي ودراسة تسلسل الحمض النووي والفحص الجيني المخبري لآلاف القطريين، معلناً في الوقت نفسه عن نتائج المرحلة الثانية من العينات التي جمعتها قطر بيوبنك التي أجريت على أكثر من 6800 مشارك لمعرفة تاريخهم المرضي (5300 منهم من القطريين)، والتي أظهرت أن 47% منهم تم تحويلهم لعيادات الأمراض غير المعدية من بينها 22% نتيجة هشاشة العظام و18% نتيجة ارتفاع الكوليسترول في الدم و13% لارتفاع السكر، وتبين أن 6% من المشاركين يعانون من أمراض الغدة الدرقية و5% من ارتفاع ضغط الدم.

• كم عدد المتطوعين والمشاركين في بحوث قطر بيوبنك؟
- نحن ممتنون للشعب القطري لاهتمامه وحماسه تجاه قطر بيوبنك، فبالإضافة إلى عدد المشاركين الذي بات اليوم يزيد عن 15 ألفاً تم أخذ عيناتهم بالفعل، يواصل الكثيرون غيرهم التسجيل والتواصل معنا بهدف المشاركة.

• كيف تستفيدون من مثل هذه العينات التي يتم جمعها؟
- في السنوات القليلة القادمة، ستكشف الأبحاث التي سيتم تنفيذها بفضل المعلومات والعينات التي جمعها قطر بيوبنك عن مدى تأثير نمط الحياة والبيئة والجينات الوراثية على صحة السكان في قطر وفهم أسباب إصابة بعض الأفراد في قطر دون غيرهم بأمراض معينة.

• وكيف يتم استقطاب المشاركين؟
- يمتلك قطر بيوبنك إستراتيجية عامة وشاملة لاستقطاب المشاركين، تستفيد من قوة المشهد الإعلامي المحلي، بهدف زيادة الوعي وتشجيع الجمهور على التسجيل والمشاركة، وهي استراتيجية عرضناها خلال مشاركتنا في فعاليات أسبوع بيوبنك أوروبا، وهي مشاركتنا الثانية على التوالي.

وحتى الآن وفي أقل من 4 سنوات نجحنا في استقطاب 25% من عدد السكان المستهدف وهو 60 ألف شخص للمشاركة في برنامجنا للبحوث الطبية ونواصل جهودنا لتسجيل بقية العدد خلال السنوات القادمة، ما سيمكننا من رسم الخريطة الجينية لسكان الدولة.

 نتائج الفحوصات
• ما هي أبرز نتائج الفحوصات التي يقوم بها قطر بيوبنك؟
- يمكن للفحوصات التي نجريها للمشاركين في قطر بيوبنك أن تساعد في اكتشاف أمراض لدى المشاركين لم يكونوا على علم مسبق بها.

وكنا قد كشفنا عن نتائج المرحلة الثانية من الأبحاث التي أجريناها على أكثر من 6800 مشارك لمعرفة تاريخهم المرضي (5300 منهم من القطريين)، والتي أظهرت أن 47% منهم تم تحويلهم لعيادات الأمراض غير المعدية من بينها 22% نتيجة هشاشة العظام و18% نتيجة ارتفاع الكوليسترول في الدم و13% لارتفاع السكر، وتبين أن 6% من المشاركين يعانون من أمراض الغدة الدرقية و5% من ارتفاع ضغط الدم.

كما بينت الدراسة أن 42% من السيدات لا يمارسن أي نوع من أنواع الرياضة و26% من الرجال لا يمارسون الرياضة أيضا وهناك 11% من الرجال يمارسون الرياضة بشكل منتظم مقابل 5% من السيدات. ومن خلال هذه النتائج نكون قد حققنا قفزة كبيرة في مجال الطب الشخصي في قطر، ستكون أساساً للبناء عليه مستقبلاً.

شراكات عالمية
• ما هي أهم الشراكات المحلية والعالمية لقطر بيوبنك؟
- نتعاون مع شتى المؤسسات الصحية ومؤسسات البحث والرعاية الصحية في دولة قطر، كذلك لدينا شراكات دولية أيضاً، مع بيوبنك أوروبا، وبيوبنك أمريكا، وغيرهما من البنوك الحيوية في العديد من الدولة في سبيل تبادل الخبرات والتجارب.

ففي إطار الجهود المكثفة التي يبذلها قطر بيوبنك لضمان توافق أنشطته باستمرار مع الشريعة الإسلامية، أبرمت مؤسسة قطر شراكة مع معهد جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة في جامعة رايس في هيوستن بولاية تكساس، لوضع سياسات تنظيم الآثار الأخلاقية التي تتعلق بالبحوث الطبية الحيوية.
كما أطلقت مؤسسة قطر مؤخراً مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، وسوف يتعاون قطر بيوبنك مع المركز لضمان توافق العمل الذي نقوم به مع الشريعة الإسلامية وأخلاقيات الممارسة الطبية.

دورات تدريبية
• ما هي أحدث مشروعات قطر بيوبنك؟
- هدفنا الرئيسي هو العثور على طرق لتطوير أنظمة تساعد في توفير البيانات الجينومية، المتعلقة بسكان دولة قطر إلى جميع مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات والعيادات من أجل تقديم علاج فعال ومصمم بعناية لتلبية احتياجات المرضى، مع ضمان حماية المعلومات الخاصة بالمرضى والحفاظ على سريّتها.

إلى جانب جهودنا البحثية، نقدم أيضاً دورات تدريبية، مثل التدريب الصيفي الذي ننظمه لطلبة الجامعة والخريجين حديثاً، لتعريفهم على مبادئ البنوك الحيوية، خاصة ما يقوم به قطر بيوبنك، وعلى التقنيات المختبرية التي يستخدمها، والتي تشمل عملية استخلاص الحمض النووي وقياسه.

البحوث الوراثية
• ما هو الدعم الذي تقدمه مؤسسة قطر للبنك؟
- قطر بيوبنك هو مركز تابع لمؤسسة قطر، التي قامت بإنشائه عام 2010 بموجب شراكة بين مؤسسة قطر والمجلس الأعلى للصحة، وبالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، بهدف دعم وتعزيز البحوث الطبية في القضايا الصحية التي تمس أبناء دولة قطر.

ونحن نستفيد، منذ ذلك الحين، من القدرة على الوصول إلى مجتمع واسع يضم خبراء وطلابا وأفرادا من مختلف اتجاهات الحياة، وهو ما يساعدنا في العمل لتحقيق أهدافنا.

وفي إطار سعينا لترجمة نتائج البحوث الوراثية الأساسية إلى منتجات وإجراءات على الجانب السريري للرعاية الصحية، أطلق قطر بيوبنك وقطر جينوم عضو مؤسسة قطر، بالتعاون مع قسم الوراثة الطبية في وايل كورنيل للطب- قطر، وقسم المختبرات الطبية في مؤسسة حمد الطبية، بالإضافة إلى فريق البحوث في مركز سدرة للطب، مبادرة لتشكيل فريق عملٍ وطني لتطوير أول رقاقة جينية قطرية للاستعمال الطبي. وتحتوي هذه الرقاقة على المتغيرات الجينية الخاصة بالسكان القطريين، التي حُددت من خلال دراسة تسلسل الحمض النووي والفحص الجيني المخبري لآلاف المواطنين القطريين.

تطورات البرنامج
• ما هي أبرز تطورات برنامج قطر جينوم؟
- شكّل برنامج قطر جينوم مجموعة عمل توجيهية للنشر، حملت اسم “ائتلاف برنامج قطر جينوم للبحوث”، لتتولى تنسيق جهود الباحثين المحليين الذين يعملون على البيانات المستمدة من أول 3 آلاف جينوم، بحيث تنشر النتائج التي توصلوا إليها في المجلات العلمية الأكبر تأثيرا. ومن شأن ذلك أن يعزز مكانة مشروع قطر جينوم على الساحة الدولية لطب الجينوم.

تخصصات دراسية
• كيف تقومون باستثمار هذا النجاح لدى الجيل الجديد من الباحثين؟
- اتساقًا مع اهتمام مؤسسة قطر بالتعليم وبناء القدرات البشرية، أطلق برنامج قطر جينوم التدريبَ العملي الصيفي في عام 2015، للمساعدة في بناء الجيل القادم من الباحثين في قطر.

وسعيًا لتشجيع الطلاب المحليين على توجيه مسارهم المهني نحو طب الجينوم، تعاون برنامج قطر جينوم مع الجامعات والمؤسسات المحلية لإنشاء برنامجين للدراسات العليا في الاستشارات الوراثية وطب الجينوم، بهدف تحسين مجهودات بناء القدرات البشرية في قطر ودعم رؤية قطر الوطنية 2030 لتطوير مجتمع مدّعم بالمعرفة.