الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - انطلاقاً من عالم الكوميديا، ولتسليط الضوء على فن «ستاند أب كوميدي» وتطويره في الإمارات، تعاون نادي الكوميديا الإماراتي، و«فوكس سينما»، لتقديم ثلاث فعاليات في عالم الكوميديا، بدأت مع «سهرة الكاستينغ»، لتصل إلى «سهرة الميكروفون المفتوح» التي ستقام اليوم 23 أغسطس، فيما ستكون فعالية الختام من تقديم نجوم نادي الكوميديا الإماراتي مباشرة أمام الجمهور. وتم فتح المجال لغير المحترفين العرب للمشاركة في تجارب الأداء، ليعلنوا مواهبهم في هذا المجال الذي يشهد نمواً في الإمارات.

فن حديث العهد

وعن تجارب الأداء التي نظمت واختيار المشاركين، تحدث الكوميدي علي بن صويلح الشهير بلقب «بن صويلح» لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «أردنا أن ننظم يوماً خاصاً بتجارب الأداء في الإمارات، لأن عدد مقدمي (ستاند أب كوميدي) في الإمارات قليل جداً، كما أن هذا الفن مازال حديثاً في الدولة، مقارنة ببعض دول الخليج التي لديها نوادٍ كوميدية عربية متخصصة، في حين أن أغلبية النوادي الكوميدية في الإمارات هي باللغة الإنجليزية». وأضاف بن صويلح: «قررنا تأسيس نادٍ كوميدي وتقديم مجموعة عروض كي يرتفع عدد الأعضاء، وأتى هذا التعاون، ونظمنا فعالية تجارب الأداء التي كان هدفها اختيار مجموعة من الموهوبين، لتقديم عروض خاصة بهم في أكثر من فعالية». ولفت بن صويلح إلى أن عدد المسجلين في تجارب الأداء عبر الموقع الإلكتروني، قد تخطى 300 شخص، موضحاً أنه خلال تجارب الأداء تبين أن بعض الناس لا يعرفون ما هو فن «ستاند أب كوميدي»، فمنهم من قدم فقرات تمثيلية أو قرأ الشعر، وقد تم اختيار نحو 45 إلى 50 موهبة من المشاركين، كانوا الأقوى من بين الجميع، وتم انتقاء 15 منهم لفعالية «سهرة الميكروفون المفتوح»، والعدد المتبقي تم تنسيبهم إلى نادي الكوميديا، وسيتم منحهم الفرص للمشاركة في العروض القادمة التي ينظمها النادي.

ونوه بن صويلح بأن تجارب الأداء هذه تشكل فرصة مهمة للراغبين في دخول هذا العالم، موضحاً أنه لم يحصل على فرصة مماثلة حين بدأ في تقديم عروضه الكوميدية، بل تطلب دخوله المجال الكثير من الجهد اليومي. ونوه بأن الذين اجتازوا تجارب الأداء والمشاركين في «سهرة الميكروفون المفتوح» سيقدمون عروضهم في ليلة واحدة، بينما سيتم بعدها القيام بجولة محلية في الإمارات لمجموعة من مقدمي هذه العروض، وسيتم اختيار موهبة جديدة في كل سهرة تطل قبل ظهور نجم السهرة.

تعامل مع الجمهور

وتحدث الممثل والكوميدي أحمد سيف عن المعايير التي حكمت اختيار الفائزين في تجارب الأداء، وقال: «الثقة بالنفس والحضور والأداء تعد من العناصر الأساسية في اختيار الفائز، إضافة إلى اختيار الموضوعات، إذ يجب أن تكون قابلة للطرح بأسلوب خيالي وكوميدي، لأن طريقة استقبال النكتة هي التي تحدث الفرق، سواء كانت مثيرة للحماسة أو تحمل في طياتها شيئاً من التصنع». وأضاف حول معايير نجاح الكوميدي: «يعد الارتجال في (ستاند أب كوميدي) من العناصر الأساسية التي يجب أن تتوافر لدى مقدمها، إذ يجب أن تكون لدى الكوميدي المقدرة على التعامل مع الجمهور على المسرح، سواء تعرض للمقاطعة، أو حتى لجهة تمتعه بسرعة البداهة في حال خطرت طرائف معينة على باله، فيما تعتبر الطريقة التي يتم بها قفل النكتة من العناصر المهمة جداً، التي تحدد مدى الإبداع لدى الكوميدي».

ونوه سيف بأن عالم «ستاند أب كوميدي» في الإمارات مازال حديثاً، موضحاً أن الكوميديين الإماراتيين الأوائل، يعايشون اليوم حدوث كثير من الإيجابيات والتحسينات التي طرأت على هذا العالم، فضلاً عن بدء تنظيم العديد من العروض الكبيرة، ومنها «أسبوع أبوظبي للكوميديا» الذي شهد مشاركة نجوم كبار في المجال، ووجود الإماراتيين إلى جانبهم في المهرجان يشكل قفزة جديدة في هذا العالم، فضلاً عن «مهرجان دبي للكوميديا»، مشدداً على أن هذا التوسع الذي يشهده المجال يأتي من خلال نادي الكوميديا الإماراتي. ولفت إلى أن الكوميدي يقدم الموضوعات الاجتماعية بشكل ساخر ومضحك، مشيراً إلى أنه في الإمارات يتم الابتعاد عن طرح المحرمات، ومنها الدين والسياسة وكذلك العنصرية، والاعتماد على نحو أكبر على الموضوعات الحياتية اليومية.

فكاهة عربية

تحمل الفعاليات التي نظمت وستستكمل خلال أغسطس وفي الجولة المحلية، حس الفكاهة العربي، بهدف تسليط الضوء على كثير من الموضوعات الحياتية في الثقافة العربية بشكل مضحك وكوميدي. وسيجتمع نجوم الكوميديا من نادي كوميديا الإمارات على المسرح لإضحاك الجمهور بخفّة ظلّهم في سهرة لا تنسى في فوكس سينما. يذكر أن دور فوكس سينما لا تكتفي بعرض أهمّ وأضخم الأفلام وأحدث الإصدارات في عالم السينما، بل اعتادت أيضاً استضافة العروض الكوميدية والحفلات، وعرض مباريات كرة القدم والوثائقيّات.

علي بن صويلح: خلال التجارب تبين أن البعض لا يعرفون ما هو فن «ستاند أب كوميدي»، فمنهم من قدّم فقرات تمثيلية أو قرأ الشعر.

أحمد سيف: الثقة بالنفس والحضور والأداء من العناصر الأساسية في اختيار الفائز، إضافة إلى اختيار الموضوعات.