شكرا لقرائتكم خبر عن «ليالي الفن» في دبي.. الإبداع يتجدد بالحديد والأغصان والأقمشة والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - من الحديد والأغصان والأقمشة والمعادن وغيرها من الوسائط الفنية، صاغ 63 فناناً شاركوا في النسخة 17 من ليالي الفن التي انطلقت أول من أمس في مركز دبي المالي العالمي، أكثر من 129 عملاً فنياً، وفق العديد من المدارس الفنية.
وتتميز الفعالية بدعمها للفنانين المحليين والعالميين، إذ باتت تشكل ملتقى للإبداع الفني، وتزود الفنانين الشباب بمنصة لعرض أعمالهم يتمكنون من خلالها من الوصول إلى الجمهور.
وحملت النسخة 17 العديد من المشاركات لفنانين إماراتيين، منهم آمنة البنا، وسليم الكعبي ومحمد جمال الخوري، إلى جانب أسماء عديدة من المقيمين في الإمارات، منهم نور أبوغيدا، ورباب الطنطاوي.
إقبال وتفاعل
وتحدث الرئيس التنفيذي للعقارات في مركز دبي المالي العالمي للاستثمارات، صالح العقربي، لـ«الإمارات اليوم» عن النسخة 17 من ليالي الفن. وقال: «تتميز هذه النسخة بمشاركة 63 فناناً، وقد وضعت الأعمال دون ثيمة محددة، ما دفع كثيراً من الصالات الفنية في الإمارات وخارجها إلى المشاركة في الحدث. وسيتمكن الجمهور من التفاعل مع الأعمال على مدى ليلتين». ولفت إلى أنهم عملوا على التنويع في اختيار الفنانين المشاركين، مع تأكيد منح الفنانين الشباب الفرصة لعرض أعمالهم، وهذا ما يدفع الكثير من الصالات للمشاركة مجدداً، وبعضها بدأ بالتخطيط للوجود في دبي. وأوضح أن ليالي الفن توسعت في برنامجها الذي بات شديد التنوع بوجود الفعاليات والجلسات النقاشية، مع الإشارة إلى أنها باتت تجمع كثيراً من الفنانين من مختلف دول العالم.
تعقيدات الإنسان
وشهدت هذه النسخة مشاركة فنانين إماراتيين، من بينهم محمد جمال الخوري، وقد تحدث لـ«الإمارات اليوم» عن أعماله قائلاً: «تحمل الأعمال عنوان (تعقيد)، وتبرز التعقيدات التي يحملها الإنسان وتناقضاته. وقد وضعت فيها المراحل التي يمر بها الإنسان، وتقودنا إلى الصدمة من تصرفاته في بعض الأحيان». وأشار إلى أنه يسعى إلى ترجمة إحساسه من خلال الأشكال والألوان، موضحاً أنه يهتم بالإنسان وتصويره، وأن ليالي الفن تشكل منصة مهمة له لعرض أعماله وسط كثير من الصالات المهمة ودور المزادات الموجودة في المركز المالي.
مشاهد من الطبيعة
وقدّمت الفنانة الإيرانية نيشتيمان غادري أعمالاً قوامها نشارة الخشب، والمواد اللاصقة، حيث عملت على تقديم مشاهد من الطبيعة وفق مفهوم الاستدامة. وقالت عن أعمالها: «اخترت مواد صديقة للبيئة لأعمالي، وقد صورت مدينة في إيران، حيث تبنى فيها البيوت فوق بعضها البعض، مع استخدام الإضاءة في العمل، إلى جانب تصويري مشهد الغابة من خلال الألوان المتباينة التي تقدّم الفصول واختلافها». ونوهت بأنها اختارت المواد المستدامة من أجل تقديم رسالة مهمة للجمهور حول منح المواد حياة جديدة من خلال الفن، لحماية البيئة، موضحة أن المواد التي تستخدمها تجعل عملية إنجاز اللوحة تتطلب الكثير من الوقت. فالعملية تحتاج إلى تجفيف وتوضع في الفرن، من أجل ضمان عدم تعرض العمل للتلف بسبب عوامل البيئة.
سيناريوهات خيالية
وقدمت الفنانة الإيرلندية، جيما كالهير، لوحات تعبر من خلالها عن أحلامها، إذ ترسم العديد من السيناريوهات الخيالية في اللوحات، مشيرة إلى أنها حملت منذ الطفولة الكثير من الذكريات حول الحرب الأهلية، وكانت مشاهدها قاسية، وهذا ما جعلها تتجه إلى تجسيد الأحلام من خلال الفن. وأشارت إلى أنها تعمدت من خلال الأعمال على تقديم الحيوانات البرية، ومنها النمور، لكنها تضعها في حالة سكون وجمود وليست في حالة هجوم، موضحة أنها حين سافرت وانتقلت للعيش في دبي باتت تشعر بأنها في موطنها، وهذا أثّر في طبيعة الرسومات التي تقدمها، مشيدة بتجربة ليالي الفن، وما تقدمه للفنانين من منصة لعرض أعمالهم.
تدوير الحديد
من جهتها عملت الفنانة الإيرانية محصة أشيوري، على مجموعة من الأعمال التي تعيد تدوير قطع الحديد. ولفتت إلى أنها شديدة الاهتمام بالقطع المعدنية التي لا يلتفت الناس إليها، إذ تعمل على منحها أشكالاً وحياة جديدة، موضحة أن هذا النوع من العمل يتطلب الكثير من الجهد بدءاً بتجميع الحديد وتشكيله في أعمال تحمل معاني وجماليات، فهي مواد ليست لينة في العمل، وتطويعها يحتاج إلى كثير من القوة. وتحدثت عن عمل «الملاك الحديدي الحزين»، مشيرة إلى أنه يرمز إلى هبوط ملاك من السماء اصطدم بطبيعة الحياة التي يعيشها البشر، فيما تُبرز الأعمال الأخرى الصراع بين العقل والقلب، وتستحضر مواضيع ترتبط بحياة البشر.
جلسات نقاشية
إلى جانب الأعمال الفنية المعروضة، تضمنت النسخة 17 من ليالي الفن، برنامجاً حافلاً بالفعاليات، ومنها العروض الموسيقية، وفقرات العزف المباشر. كما تم وضع برنامج خاص بالجلسات النقاشية، مثل الجلسة التي نظمتها دار كريستيز حول «كيفية تأسيس مجموعتك الفنية»، وناقشت جوانب تأسيس المجموعات الفنية، بدءاً من مرحلة البحث، وصولاً إلى مرحلة تحليل السوق، فضلاً عن تقديم نصائح حول جمع الأعمال الفنية وإدارتها. كما عُقدت جلسة نقاشية أخرى بعنوان «إعادة تصور أعمال فريدا كاهلو: من اللوحات الفنية الشهيرة إلى الموضة والعوالم الرقمية من معهد مارانجوني»، لاستكشاف إرث الفنانة الأسطورية باعتبارها مصدر إلهام في عالم الأزياء، وأيقونة معروفة في مجال تمكين المرأة. وفي يوم المرأة نظمت جلسة خاصة بعنوان «إعادة تشكيل السرد القصصي: تمكين المرأة من خلال الفن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news