لقد أصبح ”تمثال الكلب الوفي هاتشيكو“ في شيبويا في طوكيو يحظى الآن بشعبية كبيرة لدى السياح الأجانب الذين يزورون اليابان. ولكن هناك أنصاب تذكارية في جميع أنحاء البلاد تحكي قصص الروابط العميقة بين اليابانيين والكلاب. وفي هذه المقالة سنقوم بالتطرق لبعضها.
تمثال قطيع كلاب سخالين هسكي التي ساعدت فريق استكشاف القطب الجنوبي (مدينة تاتشيكاوا في طوكيو)
يقع ”متحف علوم القطبين الجنوبي والشمالي“ التابع للمعهد الوطني للأبحاث القطبية في زاوية منطقة تكتظ بمرافق الأبحاث، وعلى بُعد خمس دقائق سيراً على الأقدام من مبنى بلدية مدينة تاتشيكاوا. وفي حديقة المتحف، حيث يمكن التفاعل مع نتائج الأبحاث التي يجريها المعهد الوطني للأبحاث القطبية في القطبين الجنوبي والشمالي، يوجد تمثال لقطيع مكون من 15 كلبًا من سلالة سخالين هسكي. هذا التمثال هو نصب تذكاري لتخليد ذكرى الكلاب التي ماتت بعد أن تُركت في القطب الجنوبي خلال الرحلة الاستكشافية الأولى (1957-1958)، (صورة العنوان الرئيسي).
كلاب سخالين هسكي هي سلالة من الكلاب تم تحسينها في سخالين (جزيرة كارافوتو) وجُزر الكوريل (أرخبيل تشيشيما). كانت تُربى منذ القدم في هوكايدو ككلاب عاملة لأنها تستطيع تحمل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، وهي مطيعة للبشر، قوية، ويمكنها البقاء لمدة أسبوعين تقريبًا دون تناول الطعام.
عندما تقرر استخدام زلاجات تجرها كلاب سخالين هسكي لاستكشاف القطب الجنوبي، تم اختيار حوالي أربعين كلبًا من بين ألف كلب في هوكايدو في ذلك الوقت، وتدريبها. تم إرسال 22 كلبًا من نخبة الكلاب إلى القطب الجنوبي مع فريق الشتاء الأول.
ومع ذلك، في فبراير/شباط من عام 1958، تم إلغاء نزول فريق الشتاء الثاني في القطب الجنوبي فجأة بسبب سوء الأحوال الجوية. تم ترك قطيع كلاب سخالين هسكي الخمسة عشر، المقيدة بالسلاسل، داخل قاعدة شوا عندما انسحب فريق الشتاء الأول بمفرده.
وفي يناير/كانون الثاني من عام 1959، عاد أعضاء الفريق إلى القاعدة وصُدموا عندما اكتشفوا أن اثنين من الكلاب الخمسة عشر تمكنا من الهروب من سلاسلها والبقاء على قيد الحياة. كانا الكلبين ”تارو“ و”جيرو“. تحولت هذه القصة المعجزة إلى فيلم بعنوان ”أنتارتيكا“، ونالت اهتمامًا واسعًا في الدول الأجنبية أيضًا.
تمثالا تارو وجيرو (يسار) موجودان أيضًا أمام سفينة أبحاث القطب الجنوبي ”فوجي“ المحفوظة والمعروضة في ميناء ناغويا. الصورة على اليمين لتارو (يسار) وجيرو (يمين) في القطب الجنوبي، © جيجي برس.
تم العثور على سبعة كلاب ميتة وهي مقيدة بالسلاسل، بينما اعتُبرت الكلاب الستة الباقية مفقودة. ومع ذلك، بعد تسع سنوات، في عام 1968، تم العثور على جثة أحدها بعد ذوبان الثلوج بالقرب من قاعدة شوا. وهذا يعني أنه بالإضافة إلى تارو وجيرو، كان هناك ”كلب ثالث“ تحرر من السلاسل وعاش حول القاعدة لفترة من الوقت.
وقال السيد كيتامورا تايتشي، الذي كان ”مدرب الكلاب“ في الرحلة الشتوية الأولى والعضو الوحيد الذي تمكن من اللقاء مجددًا مع تارو وجيرو، إنه بمساعدة الصحفي كايتسو هيروشي، تم في عام 2020 تحديد هوية ”الكلب الثالث“ على أنه ”ريكي“. توصل الاثنان إلى استنتاج مفاده أن ريكي كان يحمي تارو وجيرو. تم توثيق أعمال التحقق الشاملة الخاصة بهما في كتاب بعنوان ”لا أحد يعرف اسم ذلك الكلب“ (تأليف كايتسو هيروشي، إشراف كيتامورا تايتشي، نشر دار شوغاكوكان شوئيشا بروداكشين).
وتم وضع النصب التذكاري للكلاب الخمسة عشر عند مدخل برج طوكيو في شهر سبتمبر/أيلول من عام 1959 من قبل جمعية حماية الحيوان اليابانية. وفي وقت لاحق، تمت إزالته بسبب مشاريع الصيانة حول البرج. وفي عام 2013، تم التبرع به ونقله إلى المعهد الوطني للأبحاث القطبية. أي أن الكلاب عادت إلى نقطة انطلاق فريق استكشاف القطب الجنوبي لأول مرة منذ حوالي نصف قرن.
وتظهر بعض الكلاب وهي تعوي بحزن، بينما يرقد بعضها الآخر بجانب بعضها البعض. وربما كانت تنتظر عودة فريق رحلة الشتاء، وهي تتأمل المناظر الطبيعية التي تبعث على الحنين إلى مسقط رأسها في هوكايدو.
تم تصميم التماثيل البرونزية الخمسة عشر (يسار) من قبل الفنان أندو تاكيشي الذي قام بتصميم ”تمثال الكلب الوفي هاتشيكو“ أمام محطة شيبويا في طوكيو، تصوير: هيساكي أمانو. الصورة على اليمين لتماثيل كلاب سخالين هيسكي عند مدخل برج طوكيو، © جيجي برس.
تم افتتاح متحف علوم القطبين الجنوبي والشمالي في عام 2010. يمكن الاستمتاع بالتعلم عن المناطق القطبية من خلال مسرح الشفق القطبي والمعارض الفعلية لجليد القطب الجنوبي والنيازك وغيرها. الصورة على اليسار لعربة ثلجية قطعت مسافة 5200 كيلومتر ذهابًا وإيابًا من محطة شوا إلى القطب الجنوبي بين عامي 1968-1969. الصورة على اليمين لزلاجة الكلاب التي كان يتم استخدامها قبل بدء استخدام عربات الثلوج، تصوير: أمانو هيساكي.
كلب إطفاء الحرائق ”بونكو“ الذي لعب دورًا نشطًا في أماكن الحرائق (مدينة أوتارو في هوكايدو)
تتمتع مدينة أوتارو بأجواء الحنين بفضل مستودعاتها المبنية من القرميد وأرصفتها الحجرية، ولا تزال تحتفظ بسحر المدن الساحلية من عصر ميجي إلى عصر تايشو. في المدينة يوجد تمثال برونزي لكلب أمام ”مستودع أوتارو القديم“، والذي يقع على طول قناة أوتارو، على بعد حوالي 10 دقائق سيرًا على الأقدام من محطة أوتارو. اسم ذلك التمثال هو ”بونكو“. يُعتبر التمثال من المعالم السياحية الشهيرة في مدينة أوتارو، حيث يأتي السياح لالتقاط الصور التذكارية معه.
تمثال ”بونكو“ عند مدخل ”مستودع أوتارو القديم“ الذي تم بناؤه في عام 1893 © بيكستا.
وبونكو هو كلب ذكر هجين كانت تتم تربيته في المقر الرئيسي لمركز إطفاء الحرائق في مدينة أوتارو في أوائل عصر شوا (بين عام 1910 والثلاثينيات من القرن الماضي). وعندما كان يتم إرسال سيارة الإطفاء، كان أول من يركب فيها ويقف على درجات الصعود ويتجه إلى أماكن الحوادث. وقد تم إرساله أكثر من ألف مرة. وتم نشر قصص شجاعته في جميع أنحاء البلاد من خلال الصحف والمجلات والإذاعة، مثل كيفية طرده للمتجمهرين في مكان الحريق، ووضع خرطوم الماء في فمه وتسليمه لرجال الإطفاء وغير ذلك.
هناك أيضًا قصة مفادها أنه عندما كان يقال له ”صعود!“، كان يقفز إلى درجات سيارة الإطفاء، وعند قول ”نزول!“، كان ينزل على الفور، الصورة من تقديم المقر الرئيسي لمركز الإطفاء في مدينة أوتارو.
في الثالث من فبراير/شباط عام 1938، مات بونكو محاطًا بالكثير من الأشخاص، عن عمر يناهز 24 عامًا. وبالمقارنة مع الإنسان، فقد عاش ما يقارب مئة عام. يمكن تتبع حياته ككلب في الكتاب المصور ”كلب الإطفاء بونكو“ (تأليف ميزوغوتشي تاداشي، الرسوم كاجي أيوتا، نشر دار بونكيدو).
في تلك الفترة، كانت مدينة أوتارو تحتوي على العديد من المنازل الخشبية ووقعت فيها العديد من الحرائق الكبيرة. لذلك، تم تحسين أنظمة مكافحة الحرائق وبدأ بناء المباني الحجرية. وقد عمل بونكو في ذلك الوقت تقريبًا.
عندما كان جروًا، وُجد وهو ينبح وسط أنقاض أحد الحرائق، فأنقذه رجال الإطفاء وأحضروه معهم إلى المقر الرئيسي لمركز الإطفاء. كان بونكو يحب ارتداء القبعة الرسمية، وكان كلبًا ذكيًا يذهب إلى العيادة البيطرية بنفسه عندما يمرض.
وهناك مكان آخر في مدينة أوتارو حيث تمكن مقابلة بونكو فيه. وذلك المكان هو مبنى القناة في المتحف العام لمدينة أوتارو، والمجاور لمستودع أوتارو القديم. حيث يتم عرض بونكو المُحنَّط، وهناك تمكن مقابلة ”بونكو“ الذي يتمتع بفراء أبيض مع بقع بنية وأذنين متدلِّيتين قليلًا، وجهًا لوجه.
في عام 2006، وفي الذكرى الـ 68 لموت بونكو، بدأت حملة لجمع التبرعات لبناء نصب تذكاري له من قبل الأعضاء المنتسبين لمركز الإطفاء بشكل رئيسي. في يوليو/تموز من نفس العام، تم الانتهاء من تمثال برونزي في الساحة أمام مستودع أوتارو القديم. منذ ذلك الحين، أصبحت شخصية ”بون تشان“ الأنيقة، التي ترتدي أغطية الرأس والأوشحة والأزياء المتنوعة التي تتناسب مع المواسم والمناسبات، تسعد الزوار.
وتقوم السيدة يوشيدا ريئكو من جمعية أوتارو للسياحة بمساعدة الأشخاص على ”تغيير الملابس“ والتقاط الصور ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. تقول السيدة يوشيدا: ”لدينا أوشحة وعصابات رأس في الربيع والخريف، ومعاطف هابّي (معطف ياباني تقليدي يتم ارتداؤه أثناء المهرجانات في اليابان) في الصيف لمهرجان ”أوشيو“ التقليدي في مدينة أوتارو، وكنزات صوفية وأوشحة في الشتاء، كما أن هناك تصاميم خاصة بموسم عيد الميلاد“.
هناك مكان آخر في مدينة أوتارو حيث يمكن مقابلة بونكو. ذلك المكان هو مبنى القناة في المتحف العام لمدينة أوتارو، المجاور لمستودع أوتارو القديم، حيث يتم عرض بونكو المُحنَّط. هناك يمكن مقابلة ”بونكو“ الذي يتمتع بفراء أبيض مع بقع بنية وأذنين متدلِّيتين قليلًا، وجهًا لوجه.
بونكو يرتدي وشاحًا زهريًا مُهدى من سكان المدينة، تصوير: يوشيدا ريئكو.
في ذكرى رحيل بونكو التي توافق الثالث من شهر فبراير/شباط يقوم سكان المدينة بوضع حلوى الكراميل التي كان يحبها كثيرًا عند تمثاله (يسار)، تصوير: يوشيدا ريئكو. الصورة على اليمين لبونكو المُحنَّط والمعروض في مبنى القناة في المتحف العام لمدينة أوتارو، الصورة من تقديم المتحف العام لمدينة أوتارو.
كلاب زيارة الأضرحة بالنيابة (مدينة إيسي في محافظة ميي)
يُعتبر ضريح إيسي، والمعروف باسم ”أو إيسي سان“، المركز الرئيسي لما يقرب من ثمانين ألف ضريح في اليابان. ويوجد مكان شهير لالتقاط الصور أمام متجر الهدايا التذكارية العريق ”متجر إيسي سيكيا الرئيسي“، والذي يقع على طريق غيكو المؤدي إلى الضريح.
وهناك تمثال برونزي لكلب يحمل على ظهره طفلًا يحمل مغرفة، واسم ذلك التمثال ”هيشاكو دوجي (طفل المغرفة)“.
وعند قاعدة التمثال هناك نص تعريفي به من قبل الفنان النحَّات الذي قام بصنعه السيد يابوؤتشي ساتوشي.
ويقول ذلك النص ”منذ القدم، كان الناس يحلمون بزيارة الأضرحة، ولكن من قام بتحقيق أمنيات أولئك الذين لم يتمكنوا فعليًا من زيارتها كانت كلاب الصلاة بالنيابة عن أصحابها. ويقال إن الكلاب التي كانت تحمل مغرفة على ظهرها استمرت بالسير في الطرق المؤدية إلى الأضرحة تحميها الكثير من النوايا الطيبة. وإن جلوس الطفل على ظهر الكلب هو رمز للقلب الطيب“.
تمثال ”هيشاكو دوجي“ أمام ”متجر إيسي سيكيا الرئيسي“ (من موقع إيسي سيكيا الرسمي على الإنترنت).
وعندما تم إنشاء 53 محطة على طريق توكايدو في عصر إيدو، أصبحت ”زيارة ضريح إيسي“ حدثًا كبيرًا يحلم به عامة الناس ”مرة واحدة في العمر“، وأصبحت ظاهرة تنتشر مرة واحدة كل ستين عامًا تقريبًا. ويُطلق عليها اسم ”أوكاغي مايري (زيارة البركات)“ لأنه يتم فيها تلقي البركات من الآلهة.
وقد قامت ”أوكاغي إنو (كلاب البركات)“ بزيارة ضريح إسي نيابة عن أصحابها الذين لم يتمكنوا من زيارته بسبب المرض أو لأسباب أخرى. وهي كلاب تحمل مغرفة على ظهرها وتتجه بمفردها إلى ضريح إيسي الكبير.
ووفقًا لكتاب ”الكلاب تزور ضريح إيسي“ (تأليف نيشينا كونيو، نشر دار هيبونشا شينشو)، فقد ظهرت كلاب الزيارة بالنيابة عن أصحابها لأول مرة في الأدب الياباني عام 1771. حيث كتب أحد الكهنة في ضريح إيسي أن كلب تاكادا زينبي الأليف من مقاطعة ياماشيرو (محافظة كيوتو حاليًا) زار ضريحي غيكو ونايكو (في محافظة ميي حاليًا) وحصل على التمائم.
وبعد ذلك، واصلت الكلاب زيارة ضريح إيسي أيضًا. وخلف معبد جونينجي فودودو في مدينة سوكاغاوا في محافظة فوكوشيما، يوجد تمثال لكلب يُدعى شيرو حصل على تمائم من ضريح إيسي نيابة عن صاحبه المريض خلال عصر كانسي (1789-1801).
وكان ”أوكاغي إنو (كلب البركات)“ يرتدي لوحة اسمية خشبية توضح عنوان صاحبه وأنه كلب زيارة الأضرحة نيابة عن صاحبه، بالإضافة إلى قطعة نقدية معدنية مربوطة بخيط حول رقبته.
وبالطبع، من المستحيل أن يذهب كلب بمفرده إلى ضريح إيسي الكبير، الذي لم يسبق له رؤيته من قبل. لذلك في الواقع، كان هناك ”نظام دعم“ يُسمى ”مورا أوكوري“، حيث يتم إرشاد الناس من خلال أشخاص آخرين على طول الطريق وإرسالهم من قرية إلى أخرى. وفي ذلك الوقت، كان يُعتقد أنه إذا قمت بمعاملة ”أوكاغي إنو“ بشكل جيد، فستحصل على حسنات لنفسك، ولم يكن هناك أي شخص تقريبًا يسرق القطع النقدية من الكلاب.
وبالمناسبة، كان هناك ”أوكاغي إنو“ سار ذهابًا وإيابًا قاطعًا مسافة 2400 كيلومتر من تسوغارو كوروإشي (محافظة أوموري) إلى ضريح إيسي الكبير على مدى ثلاث سنوات، وهو ما يعتبر الرقم القياسي لأطول رحلة كلب منفردًا في اليابان.
حتى في لوحة أوكيوئي ”يوكَّايتشي، طريق أويواكي سانغو في قرية هيناغا“ لأوتاغاوا هيروشيغي، تم رسم كلب أوكاغي أمام بوابة المدخل إلى الضريح.
وحتى في عصر ميجي (1868-1912)، كان لا يزال من الممكن رؤية الكلاب تزور ضريح إيسي، على الرغم من انخفاض أعدادها. ولكن تغير الوضع تمامًا عندما انتشرت في جميع أنحاء البلاد قواعد تربية الكلاب التي تم تطبيقها في طوكيو في عام 1873، وأصبحت تربية الكلاب الأليفة أكثر صرامة. وبعد ذلك، انقطعت أخبار ”أوكاغي إنو“ تمامًا.
ومع ذلك، فقد عادت أخبار ”أوكاغي إنو“ للظهور مرة أخرى الآن بعد مرور 150 عامًا منذ ذلك الوقت. حيث يُقبل الناس على تجربة تقوم فيها كلابهم الأليفة بتمثيل دور ”أوكاغي إنو“ في ”زُقاق أوكاغي“ الذي يقع في وسط البلدة المحيطة بمعبد نايكو في ضريح إسي. حيث تتجول الكلاب الأليفة بحبل شيميناوا (حبل مفتول من القش للزينة) ومحفظة كينتشاكو (محفظة تقليدية صغيرة لحفظ المقتنيات الصغيرة والنقود أثناء حملها) مربوطان برقبتها، وكمكافأة لها تحصل على بطاقة خشبية كتميمة لحمايتها من الأوبئة.
الصورة على اليسار لكلب ”أوكاغي إنو“ وهو يسير في ”زُقاق أوكاغي“ الذي تمت إعادة إنشاء مناظر المدينة التي كانت موجودة بين عصر إيدو وعصر ميجي فيه. الصورة على اليمين لـ ”علاقة أوكاغي إنو“ المشهورة كهدية تذكارية،الصورة من تقديم زُقاق أوكاغي
”تشيروري“ كلبة الحراسة التي أصبحت أول كلب علاجي في اليابان (حي تشوؤ في مدينة طوكيو)
في حي جينزا في طوكيو، والذي يقصده رجال الأعمال والسياح، وعلى بعد خمس دقائق مشيًا من محطة جينزا على خط قطار مترو طوكيو، هناك تمثال برونزي لأم وجرائها الصغيرة في داخل ”حديقة تسوكيجي جينزا في حي تشوأو“ والتي توجد بالقرب من مسرح كابوكيزا. وهذا التمثال هو نصب تذكاري لكلبة الحراسة ”تشيروري“ التي أصبحت أول كلبة علاجية في اليابان، وجرائها الصغيرة.
يقع نصب تشيروري التذكاري عند مدخل ”حديقة تسوكيجي جينزا في حي تشوؤ والتي تقع بالقرب من دار لرعاية المسنين حيث كانت تعمل تشيروري في السابق ككلبة علاجية، تصوير: أمانو هيساكي
إن الكلاب العلاجية هي كلاب تتفاعل مع المرضى وكبار السن في أماكن الرعاية الطبية والتمريضية، وتساهم في رعايتهم الجسدية والعقلية. وقد تم الإبلاغ عن العديد من التأثيرات نتيجة للقيام بذلك، كالاستقرار النفسي، وتحسن حالة مرضى الخرف، وتعزيز التعافي من الآثار اللاحقة للاحتشاء الدماغي.
وفي صيف عام 1992، تم إنقاذ تشيروري من القتل الرحيم في مركز رعاية الحيوانات على يد السيد أوكي تورو، الموسيقي ومؤسس الرابطة الدولية للكلاب العلاجية. وقام بكتابة قصتها حتى أصبحت كلبة علاجية بالتفصيل في الكتاب الذي ألفه بعنوان ”الكلبة الشهيرة تشيروري“ (دار إيواساكي شوتن للنشر).
حيث كانت تشيروري كلبة ضالة من سلالات هجينة، ورغم إعاقتها بسبب إصابتها بإعاقة في ساقها اليمنى، فقد كرَّست 12 عامًا من حياتها لعلاج كبار السن والضعفاء جسديًّا حتى وفاتها في ربيع عام 2006. وأكثر ما يميزها هو ”عيونها الجميلة“. ومن خلال التواصل البصري اللطيف والنظر في عيون الآخرين، عملت على تضميد جروح قلوب العديد من الأشخاص.
كتاب ”الكلبة الشهيرة تشيروري“ من تأليف © أوكي تورو
وقد تم ذكر قصة تشيروري حتى الآن في خمسة كتب مدرسية، وتم نشر قصتها في كتب في داخل وخارج اليابان.
وبينما كان أولئك الأشخاص يبذلون جهدهم في العلاج الفيزيائي برغبة في لمس تشيروري، كان من بينهم من أصبح قادرًا على استخدام يديه، ومنهم من أصبح قادرًا على الكلام، ومنهم من استعاد الرغبة في الحياة، بالإضافة إلى طلاب مدارس إعدادية تغلبوا على عدم رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة... وهناك قصص لا حصر لها.
ولكن يقول السيد أوكي إن أعظم إرث لتشيروري هو أنها مهدت الطريق للكلاب الضالة مثلها لكي تعيش ككلاب علاجية.
ويضيف قائلًا ”في المستشفى الذي زرته بعد زلزال شرق اليابان الكبير، عرف الجميع بوجود الكلاب العلاجية، ورحبوا بي بحرارة. وكان أحد الأشخاص الذين جرف التسونامي كلبه الأليف يحتضن صورته ويعانق الكلب العلاجي بقوة“.
يقول هاسيغاوا صوتويوشي (يمين) لتشيروري وهو يلامسها ”لقد كنت أنتظرك“. بتشجيع من تشيروري، عمل بجد على العلاج الفيزيائي، وتعافى من حالة تتطلب رعاية تمريضية من المستوى 5 حتى تمكن من الوقوف بمفرده (على اليسار أوكي تورو)، الصورة من تقديم الرابطة الدولية للكلاب العلاجية
تعاني ناكازاتو إيكو من إصابة خفيفة في الدماغ وأصبحت غير قادرة على تحريك أطرافها منذ سقوطها على الأرض في المنزل. في بداية الجلسات العلاجية، كانت تقوم بمجرد التحديق بتشيروري (يسار)، ولكن في النهاية أصبحت الابتسامة تغطي وجهها، الصورة من تقديم الرابطة الدولية للكلاب العلاجية
وهناك العديد من التماثيل الشهيرة الأخرى للكلاب الوفية والكلاب الأليفة في جميع أنحاء اليابان. وأود التعريف بعضها أدناه.
[تمثال الكلب الوفي شيرو في ضريح روكين (الكلاب المسنة)] مدينة أوداتي في محافظة أكيتا. خلال عصر إيدو، عندما سُجن صاحبه الصياد روكوجو بتهمة الصيد دون حمل رخصة صيد، وعمل شيرو بجد لإنقاذ صاحبه من الإعدام. ويتم تقديسه ككلب مسن يصلي من أجل سلامة العائلة، كما يتم تقديم العديد من ألعاب الكلاب له كقرابين.
[تمثال راكوغو ”موتو إينو“] حي تايتو في مدينة طوكيو. هناك تمثال كلب أمام بوابة مدخل ضريح كورامائي، يقف كما لو كان يصلي أمام مبنى الضريح. حيث قام ”شيرو“ الذي كان في الأصل كلبًا بتمني أمنية في هذا الضريح. وتم بناؤه في عام 2010 ويحمل اسم قصة راكوغو (فن سرد القصص بشكل هزلي) القديمة التي تدور حول كيف أصبح الناس بشرًا بفضله.
[تمثال سايغو تاكاموري] حي تايتو في طوكيو. بالقرب من مدخل حديقة أوينو يوجد تمثال لسايغو تاكاموري، أحد الشخصيات البارزة في عصر نهضة ميجي مع كلبه الأليف. وتم إنشاؤه بواسطة النحات تاكامورا كون. وكان سايغو معروفًا بحبه للكلاب، وهناك أسطورة تقول إنه أطعم كلابه طعامه المفضل، ثعبان البحر.
[تمثال كلب مرافقة المكفوفين سابو] مدينة ناغويا في محافظة آيتشي، ومدينة غوجو في محافظة غيفو. إن كلب الراعي الألماني ”سابو“ هو كلب مرافقة للمكفوفين وكان قد فقد ساقيه الأماميتين بعد أن صدمته سيارة لحماية صاحبه. وفي عام 1983، العام التالي للحادث، صدر كتاب للأطفال بعنوان ”ابذل جهدك! يا كلب مرافقة المكفوفين سابو“، وأصبح من أكثر الكتب مبيعًا.
[نصب تذكاري لكلب الإرشاد غون في جبل كويا] مدينة كودوياما في محافظة واكاياما. يشتهر جبل كويا بأنه مكان مقدس أسسه كوبو دايشي (كوكاي). وهناك نصب تذكاري للكلب ”غون“ الذي كان يرشد زوار المكان الذين كانوا ينزلون في محطة كودوياما بوابة الوصول إلى ذلك المكان، ويقودهم إلى معبد جيسوئين، وهو معبد والدة كوبو دايشي.
[نصب تذكاري للكلب الكفيف دان] مدينة ماتسوياما في محافظة إهيمي. في داخل حرم مدرسة شيومي الابتدائية يوجد تمثال للكلب ”دان“. حيث وجد تلاميذ المدرسة جروًا كفيفًا ضالًا، ولكن بسبب قواعد المدرسة، لم يكن بمقدورهم الاحتفاظ به. إلا أن حب الأطفال للكائنات الحية والتعاطف مع المخلوقات التي لديها إعاقة أثَّر في البالغين في النهاية وجعلهم يتحركون لإنقاذه...
(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان الرئيسي: تماثيل برونزية لخمسة عشر كلبًا من كلاب سخالين هسكي في ”متحف علوم القطبين الجنوبي والشمالي التابع للمعهد الوطني للأبحاث القطبية“. تم إنشاؤها على يد أندو تسوكاسا، مصمم تمثال الكلب الوفي هاتشيكو أمام محطة شيبويا في طوكيو، لإحياء ذكرى أرواح الكلاب التي ماتت خلال الرحلة الاستكشافية الأولى للقطب الجنوبي، تصوير: أمانو هيساكي)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | ليس فقط «هاتشيكو»... تعرف على قصص أشهر الكلاب الوفية في اليابان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.