كتبت: ياسمين عمرو في الاثنين 23 ديسمبر 2024 10:21 صباحاً - توصلت الأبحاث والدراسات الطبية في عام 2024 إلى تغيرات يراها البعض طفيفة ولكنها مؤثرة؛ بشأن العمر المناسب لإدخال الطعام الصلب للرضع، وأنواعه، وطريقة تقديمه، والتي تعد مرحلة ونقلة مهمة ومثيرة في حياة الطفل وأسرته، إذ تعكس البداية الحقيقية للطفل لاكتشاف عالم النكهات والمغذيات التي تُكمل دور حليب الأم أو الحليب الصناعي، وعادة ما تؤثر هذه الخطوة على نمو الرضع وصحتهم على المدى الطويل.
لهذا يطرح التقرير التالي جديد عام 2025..بشأن العمر المثالي لإدخال الطعام الصلب للرضع، يطرحه الدكتور كمال عبد الرحيم أستاذ طب الأطفال.. وتفاصيل كثيرة تهمكل أم.
اكتشافات العلم لصالح الأمهات والأطفال:
كلنا يعرف أن التغذية السليمة في أولى سنوات الطفولة، تُعد حجر الأساس لصحة الطفل مدى الحياة، وهذه الفترة الحساسة تتطلب عناية وتوجيهًا دقيقًا؛ لضمان نمو الطفل بصحة جيدة وجسم قوي.
أحدثت توصيات عام 2024 نقلة نوعية في فهمنا للعمر المناسب لإدخال الطعام للرضع، حيث أكدت أن التوازن بين توقيت إدخال الطعام ونوعيته هو المفتاح لنمو صحي وسليم للطفل.
ليبقى دور الأمهات أساسيًا في مراقبة أطفالهن واستشارتهم للأطباء؛ لضمان تجربة غذائية ناجحة وممتعة.
إدخال الطعام للرضع: مابين التوصيات القديمة والحديثة:
لعقود طويلة مضت كانت التوصيات الطبية بشأن العمر المناسب لإدخال الطعام الصلب محط جدل بين الأطباء والباحثين؛ حيث كانت التوصيات السابقة من منظمة الصحة العالمية توصي:
الاعتماد الكامل على الرضاعة الطبيعية، خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، وبعد ذلك يفضل إدخال الاطعمة الصلبة تدريجيا مع استمرار الرضاعة.
والجديد هو ما أكدت عليه الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وهو تقديم الأطعمة الصلبة بداية من عمر 4-6 أشهر، بشرط أن يكون الطفل جاهزًا لذلك من الناحية التنموية.
اعتبارات قبل إدخال الطعام المبكر:
تأثير إدخال الطعام المبكر أو المتأخر على صحة الطفل، العلاقة بين توقيت إدخال الطعام وتطور الجهاز المناعي والهضمي، كيفية الوقاية من الحساسية الغذائية وتحقيق توازن غذائي مستدام.
وجدت الدراسات الطبية ان العمر الأنسب لإدخال الطعام للرضع هو الشهر الرابع أو الخامس ، حيث يكون الجهاز الهضمي للطفل قد تطور بما يكفي لاستقبال الأطعمة الصلبة دون مضاعفات.
مع ضرورة مراقبة علامات جاهزية الطفل في هذا العمر مثل: القدرة على الجلوس مع دعم بسيط، فقدان رد فعل اللسان الطارد للطعام، الاهتمام بمراقبة الطعام الذي يتناوله البالغون.
تعرفي على: أعراض الحساسية الغذائية عند الأطفال و طرق لعلاجها
أسباب البداية المبكرة لدخول الطعام الصلب:
نضوج الجهاز الهضمي: في هذا العمر، يكون الجهاز الهضمي قد أنتج الإنزيمات اللازمة لهضم المواد الصلبة بشكل أفضل
تقديم الطعام قبل هذا العمر قد يسبب مشاكل مثل الإمساك أو الحساسية.
نمو الجهاز المناعي:يبدأ الجهاز المناعي في التطور الكامل بحلول الشهر الخامس إلى السادس، مما يقلل من خطر الحساسية الغذائية إذا تم تقديم الطعام بشكل صحيح.
تقليل خطر السمنة: بينا أظهرت الدراسات أن تقديم الطعام قبل الشهر الرابع قد يرتبط بزيادة خطر السمنة في المستقبل، فإن التقديم بعد الشهر السادس قد يؤثر سلبًا على نمو الطفل وتقبله للطعام
أنواع من الطعام يُنصح به
الأطعمة الغنية بالحديد..نظرًا لأن مخزون الحديد في جسم الطفل يبدأ في التناقص بعد الشهر السادس، ولهذا ينصح بإدخال الأطعمة الغنية بالحديد مثل: الحبوب المدعمة بالحديد (الشوفان أو الأرز)، اللحوم المهروسة (مثل الدجاج واللحم البقري)، والعدس والبقوليات ويُعتبر أمرًا ضروريًا لتعويض هذا النقص.
الخضروات والفواكه المهروسة: إذ يجب البدء بالخضروات مثل البطاطا الحلوة، الكوسة، والجزر، والفواكه مثل الموز، التفاح، والأجاص.. تُعد خيارات ممتازة لتعويد الطفل على الطعم الحلو الطبيعي.
تناول الأطعمة الصحية: للحفاظ على صحة الكلى لدى الرضيع، ومنع تعويده على الأطعمة غير الصحية، بمعنى تجنب السكريات والملح الزائد.. كما أوصى الأطباء في عام 2024.
علامات استعداد الطفل للطعام الصلب
وفقًا للتوصيات الحديثة، لا يُعتبر العمر وحده مؤشرًا كافيًا على استعداد الطفل. يجب أيضًا ملاحظة العلامات التالية:
- قدرة الطفل على التحكم برأسه ورقبته أثناء الجلوس.
- الاهتمام بالطعام، مثل محاولة الإمساك به أو مراقبة الآخرين أثناء تناولهم الطعام.
- القدرة على نقل الطعام من الملعقة إلى الحلق دون بصقه بشكل مفرط.
عواقب التبكير بإدخال الطعام الصلب
الحساسية الغذائية:
أظهرت الأبحاث أن إدخال الطعام (قبل 4 أشهر) قد يزيد من خطر الإصابة بحساسية الغذاء، مثل حساسية الفول السوداني أو البيض، كما ان الجهاز المناعي والجهاز الهضمي يكونان غير ناضجين بما يكفي، بينما التقديم المتأخر (بعد 7 أشهر) قد يؤدي إلى زيادة خطر الحساسية-أيضا- اضافة إلى صعوبة تقبل الطفل لأنواع معينة من الطعام لاحقًا
الوقاية من الحساسية:
ينصح الأطباء بإدخال الأطعمة المسببة للحساسية مثل البيض، الفول السوداني، والأسماك بكميات صغيرة ، مع مراقبة ردود فعل الطفل، وهناك أدلة متزايدة على أن التقديم المبكر المدروس لهذه الأطعمة بين الشهرين الخامس والسابع قد يساعد في تقليل خطر الحساسية.
أخطاء شائعة يجب تجنبها :
- إدخال الطعام الصلب قبل أوانه؛ بمعنى تقديم الطعام قبل الشهر الخامس قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية ومشاكل في النمو.
- تقديم أكثر من نوع جديد في وقت واحد، بينما يجب تقديم نوع واحد من الطعام ومراقبة الطفل لمدة 3 أيام على الأقل قبل إدخال نوع آخر لتجنب الحساسية.
- الاستخدام المفرط للحبوب المكررة، والاعتماد الزائد على الحبوب مثل الأرز المطحون، مما قد يسبب نقصًا في تنوع العناصر الغذائية.
- إجبار الطفل على الطعام، ويوصى باحترام إشارة الجوع والشبع التي يُظهرها الطفل.
نصائح للأمهات
استشارة الطبيب دائماً: كل طفل مختلف عن الآخر، لذا من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد الوقت المناسب لإدخال الطعام، بناءً على حالة الطفل الصحية ونموه.
إدخال الطعام تدريجيًا: ابدئي بملعقة صغيرة يوميًا وزيدي الكمية تدريجيًا مع مراقبة رد فعل الطفل.
تجهيز الطعام منزليًا: حيث يُفضل تحضير الطعام في المنزل لتجنب المواد الحافظة، واستخدام أجهزة مثل الخلاط لتنعيم الطعام.
تحفيز الطفل على الاكتشاف؛ بمعنى السماح للطفل بلمس الطعام وتجربته بيده يعزز حواسه ويجعله أكثر تقبلاً للطعام.
ملاحظة من"الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.