شكرا لقرائتكم خبر عن الإخوان والحوثي وثالثهما الشيطان "ماذا حدث اليوم في العاصمة صنعاء؟" والان مع التفاصيل
عدن - ياسمين التهامي - "وقفا في ميدان واحد، تزاوجت أيديهم الملطخة بالدماء، هتفا ضد التحالف العربي".. وفضحت مظاهرة اليوم في صنعاء، التحالف سيئ السمعة بين مليشيا الحوثي الانقلابية وحزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في ذكرى انطلاق عاصفة الحزم.
عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية، نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صورةً تُبرز مشاركة قيادات من حزب الإصلاح الإخواني في تظاهرة الحوثيين.
وقال - معلّقاً على الصورة: "يظهر في الصورة القيادي في حزب الإصلاح فرع تعز، غالب سلطان، جوار يحيى بدر الدين الحوثي شقيق مؤسس جماعة الحوثي ووزير الترببة والتعليم في حكومة الإنقلاب".
مشاركة الإخوان في تظاهرة اليوم تفضح التقارب بين الطرفين على معاداة الشعب اليمني والتحالف العربي، والتي دأبت جماعة الإخوان على نفيها، إلا أنّ هذا النفي يمكن أم يُفهم في سياق الممارسات المعتادة عن الجماعة الإرهابية التي ترقص على كل الحبال، وصولاً إلى تحقيق أهدافهما.
اللافت أنّ مشاركة الإخوان في التظاهرة جاءت بعد يومٍ من تصريح لافت لمهدي المشاط رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى، الذي كشف فيه أنّ المليشيات الانقلابية تتلقّى ما دعاها "رسائل إيجابية"، قائلًا إنّ "الإخوان نادمون على الانخراط في صفوف التحالف"، غير أنّ القيادي الحوثي لم يشر إلى أنّ مليشيا الإصلاح هي في الأساس تطعن التحالف والشرعية من الخلف.
على الدرب نفسه، سارت الإخوانية توكل كرمان التي دعت صراحةً، حزب الإصلاح بتغيير تحالفاته على الأرض بما يساعده على تجاوز أزمة الوجود التي تهدده، وقالت إنّ طريق حزب الإصلاح باتجاه مليشيا الحوثي أصبح إجبارياً.
كرمان - المعروفة بمعاداة التحالف العربي والترويج للإرهاب - أضافت عبر حسابها على "فيسبوك": "الخيارات محدودة..إما إن يغيروا موقفهم تجاه الإصلاح، أقصد التحالف والأحزاب وكل الذين يقاومون الحوثي. أو أن يغير الإصلاح إستراتيجيته تجاه الأصدقاء والخصوم..
لا مانع أن يكون خصوم الأمس أصدقاء اليوم، وأصدقاء الأمس خصوم اليوم، ومن باب أولى إن كانوا أصدقاء زائفين..هكذا هي السياسة، لا عداوات دائمة ولاصداقات دائمة ".
يشير تصريح كرمان إلى مدى الوهن الذي أصاب مليشيا الإصلاح، والذي يستدعي من التحالف العربي موقفاً حازماً بشأنه، لا سيّما عند النظر إلى التصعيد الإرهابي من قِبل الإخوان في تعز، والذي ارتكب انتهاكات ترتقي إلى حد اعتبارها جرائم حرب ضد المدنيين في الأيام الأخيرة.
في هذه الأثناء أيضاً، دشّن حزب الإصلاح في محافظة تعز ما تُسمى "الهيئة الوطنية لحماية السيادة ودحر الانقلاب"، وهي كيان معادٍ يعمل على استهداف التحالف والحكومة، في مؤامرة إخوانية تستهدف استنزاف "الشرعية" بغية الانقاض على السلطة.
المؤامرة اكتملت الكشف عن دور قطري مشبوه في هذا السياق، حيث تموّل الدوحة هذا الكيان المشبوه، فيما بثّت قناة الجزيرة فعالياته وذلك ضمن مخطط شامل لجماعة الإخوان بتحويل تعز إلى ساحة صراع مع التحالف.
ولا يمكن النظر إلى تحالف المليشيات الحوثية بنظيرتها الإخوانية بأنّها علاقة سرية، فكثيراً ما أقدم أي منهما على تصرف يفضح هذه التوأمة الإرهابية، ولعل الدليل الأبرز على ذلك هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء.
ففي تصريحٍ فاضحٍ لهذه العلاقة، صرح القيادي الحوثي محمد عبد الحوثي، وهو المسؤول عن وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة المليشيات، عندما قال إنّهم "يُرحّبون بأي تقارب مع الإصلاح"، بل وأثنى على كوادر الجماعة وعلى مواقفها بالوقوف بجانب الحوثيين.
اللافت أيضاً أنّه على مدار السنوات الأربع الماضية، كشف النقاب عن قتلى من جماعة الإخوان تمّ القضاء عليهم أثناء قتالهم في صفوف المليشيات، وتحديداً في جبهات صعدة ونهم وتعز والبيضاء، عندما اقتحمت قوات الجيش معسكر (101) للانقلابيين في البقع بصعدة.
هذا الأمر اعتُبر تأكيداً على العلاقة الوثيقة بين الإخوان والمليشيات، وهي العلاقة التي عزّزها رئيس الجماعة محمد اليدومي في زيارته إلى صعدة واللقاء بزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في 2014، حيث اعتبر الإخوان هذا اللقاء بداية صفحة جديدة وطي خلافات الماضي.
ولا يمكن فصل الأزمة الخليجية وقطع العلاقات مع قطر عن تنامي العلاقة المشبوهة بين الإخوان والحوثيين، فالدوحة لجأت إلى تنمية هذه التوأمة الإرهابية للوقوف ضد التحالف العربي.
وكان تسريب صوتي لمكالمة هاتفية يتحدث فيها القيادي الإخواني حميد الأحمر مع شخص آخر، قد كشف عن علاقة تربط بين الإخوان والحوثيين، بعد أن ظلت الجماعة تردد عبر وسائل الإعلام وجود صراع بينها وبين الانقلابيين.
وقال الأحمر في ذلك التسجيل: "أنت تشكو يا أستاذ جمال من نفس ما نشكو منه نحن في الإصلاح، عندنا شكوى من شخص اسمه محمد قحطان، ومحمد قحطان رجل مراوغ في طبعه، مشكلتنا الآن أن محمد قحطان اليوم أحد أهم الأشخاص الذين ما زالوا موجودين بالبلد، هذا الرجل غير منضبط أساساً".
وأكّد التسجيل أنّ قحطان تمرَّد على قيادات الإخوان التي رفضت مواجهة الانقلابيين.