فقد اعترف قاليباف بأن سقوط نظام الأسد يمثل اضطرابًا كبيرًا في شبكة الدعم اللوجستي للقوى الموالية لنظام الإيراني في المنطقة. وقال: "سقوط حكومة الأسد في سوريا يعطل الخلفية اللوجستية للقوات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية". ومع ذلك، أعرب عن تفاؤله بأن "حزب الله في لبنان سيتكيف بسرعة مع الظروف الجديدة".
تحذير من الفوضى
وفي اعتراف لافت، وصف قاليباف الوضع في سوريا بأنه "أمر لا مفر منه"، مشيرًا إلى أن طهران سبق أن حذرت الحكومة السورية من احتمال اندلاع الفوضى. وأوضح قائلاً: "لو تم الاستماع إلى هذه التحذيرات في الوقت المناسب، لما دخلت سوريا في حالة من الفوضى الداخلية".
بدوره، دافع حسين سلامي عن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا بعد سقوط الأسد، مؤكدًا أن "النظام لم یضعف ولم یفقد أذرعه الإقليمية". وردًا على الانتقادات التي تشير إلى تراجع نفوذ طهران، قال: "لو كنا ضعفاء، لما تمكنّا من تنفيذ عمليات مثل 'الوعد الصادق'. الجمهورية الإسلامية لم تفقد قدراتها".
تحديات كبيرة
وبرر قائد حرس النظام وجود النظام في سوريا بضرورة مواجهة توسع تنظيم داعش، مشيرًا إلى أنه لم يكن أمام إيران خيار سوى التدخل عسكريًا في كل من العراق وسوريا. وأضاف سلامي: "يتوقع البعض أن نخوض الحرب نيابة عن الجيش السوري، لكن لدينا منطقًا سياسيًا قويًا ومشروعية راسخة للدفاع عن أنفسنا".
ووصف قاليباف التحولات الإقليمية بأنها محاولة "لتشكيل نظام جديد"، محذرًا من أن النظام سیواجه تحديات كبيرة إذا بقي في موقف المتفرج. كما انتقد الجماعات المعارضة السورية المسلحة وما وصفه بـ"تعاونها مع إسرائيل"، مؤكدًا: "سنتخذ قراراتنا بناءً على سلوك هذه الجماعات ومدى توافقها مع إسرائيل".
خطأً لا يُغتفر
وشدد قاليباف على أهمية تصريحات خامنئي بشأن سقوط الأسد، قائلًا: "تصريحات الولي الفقیة هي المرجعية النهائية لجميع التحليلات، وأي انحراف عنها يُعتبر خطأً لا يُغتفر".
وكان خامنئي قد انتقد، في خطاب ألقاه في 11 كانون الأول (ديسمبر)، المنتقدين لسياسة النظام تجاه سوريا، مؤكداً التزام النظام باستراتيجيته الإقليمية رغم تصاعد الانتقادات.
وتُظهر تصريحات قاليباف وسلامي شعورًا متزايدًا بالضعف داخل القيادة الإيرانية. وكشف سلامي عن العقبات الكبيرة التي واجهتها إيران خلال تدخلها العسكري في سوريا، قائلاً: "لقد تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى سوريا".