الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من باريس: أعلن السجناء المشاركون في حملة 'ثلاثاء.. لا للإعدام'، والتي ينظمها سجناء 25 سجناً في إيران منذ 45 أسبوعاً عبر الإضراب عن الطعام، أن النظام الإيراني نفذ 147 عملية إعدام فقط خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر). وأكد السجناء أنَّ هذه الإعدامات تهدف إلى تحقيق غايات سياسية، وبث الرعب في المجتمع، وقمعه، وتعزيز السيطرة عليه. ودعت حملة 'ثلاثاء.. لا للإعدام' جميع الضمائر الحية حول العالم إلى الاتحاد ضد هذه العقوبة اللاإنسانية، وطالبت المجتمع الدولي بممارسة الضغط على النظام الإيراني لإنهاء الإعدامات ووضع حد للعنف.
خلفية وتأسيس الحملة
انطلقت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" كواحدة من أبرز الحركات الاحتجاجية للسجناء السياسيين في إيران منذ شباط (فبراير) 2024 (بهمن 1402). بدأت هذه الحملة بإضراب عن الطعام بين السجناء السياسيين، وتحوّلت تدريجيًا إلى حركة مقاومة منظمة ضد عقوبة الإعدام في إيران. تهدف الحملة إلى جذب انتباه المجتمع الدولي والرأي العام المحلي إلى تفاقم واستمرار الإعدامات في إيران، مما جعلها رمزًا للنضال ضد أحد أكثر مظاهر القمع قسوة.
تشمل السجون المشاركة في هذه الحركة 25 سجنًا، منها: سجن إيفين (قسم النساء، الأقسام 4، 6، 8)، قزلحصار (الوحدتان 3 و4)، السجون المركزية في كرج، لاكان رشت (قسم الرجال والنساء)، قائمشهر، أرومية، مشهد، سلماس، أردبيل، تبريز، خوي، نقدة، مريوان، كامياران، بانة، سقز، خرمآباد، النظام شيراز، دستكرد أصفهان، بم كرمان، شيبان الأهواز، كهْنوج كرمان، وسجن طهران الكبير.
يهدف السجناء من خلال هذه الحملة إلى الاعتراض على الطبيعة اللاإنسانية وغير القابلة للتعويض لعقوبة الإعدام بغض النظر عن نوع التهمة أو الدوافع. وطالبوا الشعب الإيراني والمجتمع الدولي بدعم هذه الحركة لإنهاء موجة الإعدامات في إيران.
لماذا حملة "لا للإعدام"؟
تُعد إيران واحدة من الدول ذات أعلى معدلات تنفيذ أحكام الإعدام في العالم، مما جعلها محل انتقاد شديد من قِبل منظمات حقوق الإنسان. في عام 2023 وحده، تم تنفيذ أكثر من 743 حكم إعدام، بما في ذلك إعدام 28 شخصًا في أسبوع واحد، منهم طفلان.
كما تشير التقارير إلى أنه منذ عام 2022، وفي أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة مهسا أميني، قُتل أكثر من 750 شخصًا (منهم 68 طفلًا) على يد قوات الأمن.
تُطبق عقوبة الإعدام في إيران على نطاق واسع، بما في ذلك جرائم المخدرات، والبغي، والمحاربة، وغيرها من التهم. وتُعد طريقة "علم القاضي" في إصدار أحكام الإعدام واحدة من أكثر الأساليب القضائية المثيرة للجدل في النظام الإيراني، حيث تعتمد هذه الطريقة على التقييم الشخصي للقاضي بدلاً من الأدلة القانونية الموثوقة.
خلفية تاريخية عن الإعدام في إيران
تُستخدم الإعدامات كأداة قمع في إيران منذ الثورة عام 1979. وقد استغل النظام هذه العقوبة لبث الرعب والسيطرة على المجتمع.
في صيف عام 1988، وبناءً على فتوى من آية الله الخميني، تم إعدام حوالي 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقد سُجلت هذه المذبحة، المعروفة باسم "مجزرة السجناء السياسيين"، في المحافل الدولية كواحدة من أكثر الجرائم وحشية.
وفي انتفاضة نوفمبر 2019، التي اندلعت نتيجة ارتفاع أسعار البنزين، قُتل أكثر من 1500 شخص على يد قوات الأمن. كما قُتل ما لا يقل عن 750 شخصًا خلال احتجاجات عام 2022 عقب وفاة مهسا أميني.
وبحسب التقديرات، أعدم النظام الإيراني أكثر من 120 ألف شخص لأسباب سياسية منذ تأسيسه.
وضع السجناء في إيران
وفقًا للإحصاءات، تحتل إيران مرتبة متقدمة بين الدول التي تسجل أعلى نسب السجناء في العالم. ووفقًا لتقارير نوفمبر 2024، تجاوز عدد السجناء السياسيين والمعتقلين في إيران 210 آلاف شخص. كما تشير التقارير إلى أنه بين عامي 1981 و2024، تم اعتقال وسجن أكثر من 12 مليون و380 ألف شخص في إيران، مما يعكس مستوى القمع المرتفع في البلاد.
آخر بيان لحملة "ثلاثاء لا للإعدام"
في ۳ كانون الأول (ديسمبر) 2024 دخلت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" أسبوعها الخامس والأربعين. وشهد هذا الأسبوع استمرار إضراب الطعام في 25 سجنًا مختلفًا في إيران. وأشار البيان إلى النقاط التالية:
-
خلال الأسبوع الماضي فقط، تم إعدام أكثر من 28 شخصًا في السجون الإيرانية، من بينهم طفلان أُعدما في سجني يزد وقزلحصار.
-
بلغ عدد الإعدامات خلال عام 2023 ما مجموعه 743 إعدامًا.
-
في خطوة لاإنسانية، أصدرت السلطة القضائية الإيرانية أحكامًا بالإعدام على ستة سجناء سياسيين في سجن إيفين بتهمة البغي. وتشمل الأسماء: وحيد بنيعامريان، بويا قبادي، بابك عليبور، عليأكبر دانشور، أبوالحسن منتظر، ومحمد تقوي.
-
وأوضح البيان أن القاضي إيمان أفشاري، رئيس الشعبة 26 بمحكمة الثورة، أصدر أحكام الإعدام بناءً على "علم القاضي"، دون تقديم أدلة موثوقة، وهي ممارسة لطالما كانت محط انتقاد.
دعوة إلى المجتمع الدولي
تدعو حملة "ثلاثاء لا للإعدام" جميع الضمائر الحية حول العالم إلى الاتحاد ضد هذه العقوبة اللاإنسانية. كما تطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغط على النظام الإيراني لإنهاء الإعدامات ووضع حد للعنف.
تُظهر حملة "ثلاثاء لا للإعدام"، التي انطلقت من داخل السجون الإيرانية، قمة المقاومة ضد أحد أكثر أشكال القمع وحشية في إيران. ومع استمرار تنفيذ أحكام الإعدام وإصدار أحكام جديدة، تؤكد هذه الحملة أن السجناء السياسيين يقفون بثبات دفاعًا عن الكرامة الإنسانية وضد عقوبة الإعدام وسياسات النظام القمعية.