حين سقط الاتحاد السوفياتي، عمّ الفرح العالم اجمع بسبب الدعاية الاميركية الناجحة في حينه، والقاضية بأن سقوط آخر معقل شيوعي مؤثر في العالم، سيفرج عن الحرية التي كانت "اسيرة" نصف الكرة الارضية تقريباً، ولن يكون هناك من وجود لديكتاتورية وتفرّد بالرأي وفرض امور بالقوة... اليوم، تحل الذكرى الـ33 لسقوط الاتحاد السوفياتي (بفارق يوم واحد)، ولكن للاسف، سقطت معه كل الافكار والاحلام والكلمات التي تم غرسها في عقولنا، وعدنا الى واقع مرير مفاده ان الاحادية في العالم قرّبت الولايات المتحدة الاميركية أكثر فأكثر الى مفهوم الخطيئة الاصلية، حيث باتت تلعب دور الله في تقرير مصير شعوب وأمم تحت ستار الحرية. وها نحن اليوم بعد ان هلّلنا بأن خطر الحرب النوويّة قد بات في النسيان بفعل سيطرة قوّة واحدة، اصبحنا اقرب من اي وقت مضى الى اندلاع مثل هذه الحرب، ولم يعد الكثير من الدول يرغب في ان تتحكّم دولة واحدة فقط في مصير العالم، وبات الاتّجاه نحو العودة الى الخروج من مفهوم الاحادية الى رحاب الثنائية على الاقل.
ما علاقة هذا الكلام عن الوضع في لبنان؟ الحقيقة هي ان المسألة تتمحور حول الكذب الاميركي (وهنا يجب التفرقة بين الشعب والمسؤولين الرسميين) على العالم بشكل عام وعلى لبنان بشكل خاص. ففي حين يقولون في العلن انهم يدعمون الجيش اللبناني ويريدونه قوياً وصلباً لاستعادة السيادة وسحب اي ذريعة من بقاء القوة العسكرية لحزب الله، تراهم يتستّرون في السر بخبث ولؤم على الفظاعة الاسرائيليّة التي تستهدف عناصر الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، وآخرها كان في العامرية. يخرج المسؤولون الاميركيون ويقولون انهم ابلغوا الاسرائيليين انه لا يجب استهداف الجيش وقوات "اليونيفيل"، فتعمل اسرائيل العكس تماماً، وثم تزعم انها لا تريد الاذية للجيش ولا للبنانيين انما معركتها فقط مع حزب الله. وبدل الانتفاض للكرامة الاميركية، تكتفي واشنطن بالتعبير عن قلقها... واذا ما ارادت ان تقسو على الاسرائيليين، تبلغهم "قلقها البالغ" من استهداف الجيش اللبناني.
انها قمّة الوقاحة والكذب، فالادارة الاميركية هي نفسها التي تمنع تسليح الجيش بالاسلحة المناسبة ليتمكن من مواجهة اسرائيل، وسحب البساط من تحت حزب الله الذي لن يجد عندها ذريعة مقنعة للاحتفاظ بسلاحه. واميركا هي نفسها التي تروّج لقرب التوصل الى اتفاق لوقف النار يعيد للجيش اللبناني السيطرة على مساحة واسعة في الجنوب، بالتشارك مع قوات الامم المتحدة الدولية وجنود آخرين دوليين، ثم تتفرج على استهداف اسرائيل للجيش نفسه الذي من المفترض ان تعتمد عليه لحماية الحدود وضمان عدم خرق وقف اطلاق النار من الجانب اللبناني، لانّ الجميع يعرف ان الخرق الاسرائيلي لهذا الاتفاق، اذا ما حدث، لا سلطة للجيش لمنعه كونه يأتي من الجو. ويمعن الاسرائيليون في استهداف الجيش للدلالة على انه ليس بمقدوره مواجهتهم، ولادراكهم بكل ثقة ان لا امكانات لديه تسمح له بهذه المواجهة، فليس هناك من معارك برية ولا يمكن مواجهة الطيران الحربي بالاسلحة الرشاشة البسيطة.
هكذا، تسمح اميركا لاسرائيل بقصف الجيش اللبناني، وتتباكى على وضع هذا الجيش وتروّج لوجوب تعزيزه وتقويته، وتقدّم له الهبات والدعم من آليات واجهزة تملكها اي ميليشيا في اي مكان في العالم، من دون ان تسمح له بامتلاك رادع جوّي قادر على جعل الاسرائيلي يفكّر مرتين قبل العودة الى هوايته الاجرامية. لا شك ان احداً لا يمكنه تصديق الادّعاءات الاميركية بأنه لا يمكن ردع المسؤولين الاسرائيليين او اعادتهم الى رشدهم، لانّ الحل بسيط ومعروف ويقضي بوقف تزويدهم بالاسلحة والمال حتى ينفذوا المطلوب منهم، وعندها تصطلح كل الامور.
هل من العدل ان تستفيد اسرائيل فقط من وقوف اقوى دولة في النظام العالمي الاحادي الى جانبها والتي تغض الطرف عن ممارساتها وتصرفاتها مهما كانت فظيعة وهمجيّة وغير انسانية؟ ثم تحاول اميركا اقناعنا ان قلبها على المظلومين من الفلسطينيين واللبنانيين على حدّ سواء، وعلى الجيش اللبناني الذي تشيد به في كل مناسبة.
لا يحتاج الامر الى الكثير من التحليل والتبصير لمعرفة ان سياسة الولايات المتحدة قائمة على الكذب، وانه آن الاوان للخروج من النظام الاحادي للعالمية الذي اثبت فشله الذريع، الى نظام اكثر توازناً.
كانت هذه تفاصيل خبر إسرائيل تتقصد استهداف الجيش وأميركا تغض النظر لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.