ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن يوم زايد للعمل الإنساني، يوم من أيام البر والوفاء للمؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس منهجية لتحقيق عمل الخير، واستدامته، وبنى الإنسان الإماراتي على خير ما يبنى عليه إنسان، ويعد بحق رائداً للعمل الإنساني، المستمد من الشريعة الإسلامية والوصايا النبوية، وآثاره تخلد سيرته العطرة، داخل وخارج الدولة.
وأكد أ. د. محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، من العلماء الضيوف، أن التاريخ يمر بمحطات مضيئة تخلّد ذكرى رجال عظماء، تركوا بصمات لا تُمحى في حياة شعوبهم، بل وفي وجدان الإنسانية جمعاء، ومن بين هذه الشخصيات الاستثنائية، يبرز اسم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لم يكن مجرد قائد لدولة، بل كان رمزاً للعطاء والخير، يحمل همّ الإنسان أينما كان، ويجعل من الإنسانية منهج حياة.
وأكد أنَّ «يوم زايد للعمل الإنساني يوم برٍّ ووفاءٍ، وأنا من خلال تجوالي في هذه الدولة المباركة، دولة الإمارات العربية المتحدة، وما شاهدته فيها، خرجت بمقولةٍ هي: يحقُّ لكم أن تفخروا ببلدكم، وأن تفخروا بقادتكم الحاليين والآباء المؤسسين، وعلى رأسهم القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه».
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم- قطاع المعاهد الأزهرية، من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، أنَّ من مآثر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في العطاء البشري، أنه استهدف به بناء الإنسان وتنمية العمران، بل وتطلع بحق إلى تقدم البشر في المجتمعات الإنسانية، في مختلف الأمكنة والأزمنة، وكذا الإسهام الجاد في رقي الحضارة، فضلاً عن تحقيق مقومات الأمن والطمأنينة، وتحصيل المنافع لأبناء وطنه ولغيرهم في دنيا الناس.
وقال: «لقد أجاد بحكمته المعهودة في إحكام الربط بين هذا العطاء وتحقيق أهداف التعليم المعتبرة، وترسيخ القيم المجتمعية الأصيلة التي تسهم قطعاً في رُقِيِّ المجتمعات الإنسانية وتحضر أهلها، وعليه فإن المجتمع الذي أسسه رجل حكيم فريد مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حقيقٌ بأن يربط هذا العطاء بجملة أهداف إنمائية، تعم المجالات المعرفية، والتعليمية، والثقافية، والصحية، والمجتمعية، وغيرها من الإنماءات الأخرى في مختلف المجالات».
وتابع فضيلته: «بهذا نلحظ أن قواعد العمل الإنساني والتسامح المجتمعي التي رسخها الشيخ زايد في بلده وأورثها أهله وولده ووطنه من بعده تعد من جملة الأهداف الرئيسة في المجتمع الإماراتي من أجل نشر ثقافة الوعي بأهمية بناء الإنسان وتنمية العمران على حد سواء، على نحو يحقق فاعلية هذه الثقافة المهمة، سيادةً ونشراً، تصرفاً وسلوكاً، تعليماً وتعلماً، معرفة وتثقيفاً، تأصيلاً وتفريعاً».
وأوضح أن من فوائد العطاء نشر التسامح في المجتمع، وتحقيق الترابط والألفة بين أفراده، فتحصل بذلك المودَّة، وتستصحب المحبة، وتكثر الألفة، وتعْظُم في نفوس الناس قيم المجتمع الإنساني، وغيرها، وهذا لا يتأتى إلا بنشر ثقافة التراحم والتعاطف وعدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد، أجناساً وأفراداً، بقطع النظر عن اختلاف عقائدهم أو أجناسهم أو ألوانهم أو ألسنتهم، وتحصيل ذلك كله إنما يكون من خلال ما رسخه الشيخ زايد - طيب الله ثراه - في شأن إرساء قواعد الأمن وترسيخ أسس السلام، ونشر ثقافة المحبة والألفة المجتمعية بين الناس، والتي تسهم بفاعلية في استبقاء التراحم في المجتمع، وتؤكد نماءه بين أفراده، فضلاً عن تعظيم كل ما يتصل بالقيم الإنسانية النبيلة، من عفو وصفح، وتعاون وتصالح، وتآلف وتقارب وإصلاح بين الناس.
بدوره، استذكر فضيلة الشيخ عبدالرحمن الدارمي الكوتمباري، أحد ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، خلال شهر رمضان المبارك، مآثر المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مؤكداً بأنه كان شخصية فذة ونموذجاً فريداً في القيادة الحكيمة والأعمال الخيرية والإنسانية، وقد تجاوزت مبادراته الخيرية حدود الإمارات ممتدةً إلى مختلف أنحاء العالم، ما جعله رمزاً عالمياً في البذل والعطاء.
وفي سياق الاحتفاء بإرث المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أشار الشيخ الكوتمباري إلى حرص الجاليات الهندية على إحياء ذكراه في مختلف المناطق الهندية، تقديراً لدوره البارز في دعم القضايا الإنسانية وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وفي هذا الإطار نظّمت أكاديمية المجمع في نيلامبور بولاية كيرالا، والتي يتولى فضيلته منصب الأمين العام لها، فعاليات متميزة بهذه المناسبة، حيث اجتمع طلاب الأكاديمية بمن فيهم الأيتام وحفاظ القرآن الكريم، في أجواء روحانية، تخلّلتها تلاوة القرآن الكريم والدعاء للشيخ زايد خلال وقت الإفطار، تعبيراً عن امتنانهم لإرثه الإنساني الذي امتد تأثيره خارج حدود الإمارات.
كما عبّر الشيخ عبدالرحمن الدارمي عن خالص شكره وامتنانه للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات على اختياره ضيفاً لصاحب السمو رئيس الدولة خلال الشهر الفضيل، مضيفاً أن هذه الضيافة تعكس متانة العلاقات التي تربط الإمارات بالمؤسسات العلمية والدينية في مختلف أنحاء العالم، وتجسد رؤية الدولة في دعم المبادرات الثقافية والإنسانية على المستوى الدولي.
من جانبه، قال الدكتور محمد داود خرسيوف- روسيا الاتحادية، من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة: «إن في تاريخِ الشعوبِ، يبرزُ بعضُ القادةِ بصفتهم رموزاً مضيئة، تُستمدُّ منها القيمُ الإنسانيةُ العاليةُ، التي تعزِّزُ التضامنَ بين البشرِ، وتخففُ من معاناةِ المحتاجينَ والمظلومينَ، ومن بين هؤلاءِ القادةِ العظماءِ، كانَ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اللهُ ثراه- الذي تركَ بصمةً لا تُمحى في مجالِ العملِ الإنسانيِّ، ليس فقط على مستوى دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ، بل على مستوى العالمِ بأسرهِ».
وتابع: «كانَ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجلاً عظيماً، ارتبطَ اسمُهُ بالخيرِ والعطاءِ منذُ بدايةِ حياتِهِ العمليةِ، وقد استمدَّ هذا النهجَ من تعاليمِ الإسلامِ السمحةِ، التي تدعو إلى الرحمةِ والتسامحِ والإحسانِ إلى الآخرينِ، فمنذُ أن تولَّى الحكمَ في إمارةِ أبوظبي ثمَّ لاحقًا قيادةَ دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ بعد قيامِ الاتحادِ جعلَ العملَ الإنسانيَّ جزءًا أساسياً من سياساتِهِ الداخليةِ والخارجيةِ».
وقال: «في دولةِ الإماراتِ، عملَ الشيخ زايد على توفيرِ الحياةِ الكريمةِ للمواطنينَ، من خلالِ تنفيذِ مشاريعَ تنموية شاملة، شملت التعليمَ، والصحةَ، والبنيةَ التحتيةَ، والزراعةَ، والرعايةَ الاجتماعيةَ، وكانَ يؤمنُ بأنَّ التنميةَ ليست مجردَ بناءِ المدنِ والطرقِ، بل هي قبلَ كلِّ شيءٍ بناءُ الإنسانِ وتحقيقُ رفاهيتِهِ».
وأضاف فضيلته: «لم يقتصرْ عملُ الشيخ زايد على حدودِ وطنِهِ فقط، بل امتدتْ يدُهُ البيضاءُ إلى مختلفِ بقاعِ الأرضِ، حيثُ كانتْ هناكَ حاجةٌ، فقد أسَّسَ العديدَ من المؤسساتِ الخيريةِ والإنسانيةِ، مثلَ «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، التي أصبحتْ رمزاً للعطاءِ بلا حدودٍ، وقدمَ الدعمَ الماليَّ والإغاثيَّ للدولِ المنكوبةِ، بسببِ الحروبِ أو الكوارثِ الطبيعيةِ، على مستوى العالم».
وقال: «كانَ للشيخ زايد اهتمامٌ خاصٌّ بقضايا البيئةِ والزراعةِ، حيثُ أطلقَ مبادراتٍ لتوفيرِ المياهِ وتحسينِ الإنتاجِ الزراعيِّ، ليسَ فقط في الإماراتِ، ولكنْ أيضاً في دولٍ أخرى تعاني من الجفافِ والفقرِ، وقد أثبتتْ هذهِ الجهودُ أنَّ الإنسانَ يمكنُ أنْ يعيشَ بكرامةٍ وسطَ ظروفٍ صعبةٍ، إذا توفرتِ الإرادةُ والرؤيةُ الحكيمةُ».
من جانبها، أكدت الدكتورة حكيمة شامي، من المملكة المغربية، من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، أنه عبر صفحات التاريخ، كان العظماء يحملون رسالة البناء والتعمير، ويسيرون على نهج التكافل والرحمة، جاعلين من الإنسان محور التنمية والازدهار، ولقد كانت سير أهل الحكمة من الحكام في التاريخ الإسلامي، أنموذجاً في إرساء قيم العدل، وتكريس مبادئ الخير والعطاء.. وفي العصر الحديث، جاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليعيد إحياء هذه القيم، حيث لم يكن مجرد حاكم يسيّر أمور دولته، بل كان باني مجد، وراعي خير وعطاء، وصاحب رؤية إنسانية عميقة، رجل آمن بأن القيادة ليست امتيازاً، بل مسؤولية كبرى تجاه الإنسان والمجتمع، فكانت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية مثالاً حيّاً على استمرارية عطائه، كما قدمت الإمارات في عهده مساعدات لمئات الدول، بغض النظر عن الدين أو العرق، مما جعلها منارة للعمل الإنساني، يقول رحمه الله: «إن العمل الخيري والإنساني واجب علينا، وهو من أسس ديننا الحنيف، ومن أهم ركائز مجتمعنا»، فكانت فلسفته، طيب الله ثراه، قائمة على أن العطاء واجب وليس تفضلاً، وأن قيام الدولة القوية ليس فقط في بناء اقتصادها وبنيتها التحتية، بل في إنسانيتها ووقوفها إلى جانب المحتاجين.