ابوظبي - سيف اليزيد - استعرض الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى وجامعة خليفة روبوت الحبارى «حوبوت» المدعوم بالذكاء الاصطناعي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، إضافة إلى إنجازات الرؤية البيئية للتدخُّل الاستباقي لصون الطبيعة التي أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصل تطويرها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وانعقد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في نسخته الـ21 تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، في الفترة من 31 أغسطس إلى 8 سبتمبر 2024 في مركز أدنيك أبوظبي، بمشاركات محلية وإقليمية ودولية واسعة.
وركَّز جناح الصندوق على التعريف بنموذج التدخُّل الاستباقي للمحافظة على الحبارى الذي يقوم على الإكثار في الأُسر والإطلاق إلى البرية والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية منذ وقت مبكِّر قبل الانخفاض الحاد لأعداد الحبارى، ما ساعد على تأمين تنوُّع جيني كبير من مختلف السلالات والمجموعات الجغرافية للحبارى الآسيوية المهاجرة والمقيمة وحبارى شمال إفريقيا.
ومن أهم معروضات جناح الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، أوَّل روبوت للحبارى صممته جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. ويوظّف الروبوت «حوبوت» أنظمة الذكاء الاصطناعي للإسهام في أبحاث الحياة البرية، ودعم جهود الحفاظ على الحبارى وغيرها من الأنواع المعرَّضة للمخاطر. وصُمِّم «حوبوت» على شكل أنثى طائر حبارى ويستخدم ميزات الذكاء الاصطناعي المتطوِّر للتعرُّف على سلوك الحبارى آنياً، ومحاكاته للتواصل والتفاعل الاجتماعي مع الحبارى الحية، ما يمكِّن من استخدامه في التلقيح الاصطناعي لتجديد التنوُّع الوراثي للحبارى المكاثرة في الأسر. وتقوم أجهزة الاستشعار والكاميرات الموجودة على الروبوت بجمع البيانات والصور وبثها باستخدام الأقمار الصناعية لزيادة المعرفة بطائر الحبارى، والإسهام في تقييم ملاءمة الموائل والغطاء النباتي في العالم.
وقال عبدالله غرير القبيسي، المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «نسعد بالمشاركة في هذا المعرض لنُطْلِعَ شركاءنا وجماهيرنا من حماة الطبيعة وعشّاق البرية وهواة الصيد المستدام على التطوُّرات التاريخية لهذا البرنامج عبر عقوده الخمسة، وآفاق التعاون لتحقيق أهدافنا المشتركة في إطار الالتزام المتصل بالعمل من أجل صون تراثنا الثقافي ونقله لأبنائنا وأحفادنا كما ورثناه عن الآباء والأجداد».
وأشار القبيسي إلى الدور الأساسي لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تنفيذ الرؤية الاستباقية للوالد المؤسِّس الشيخ زايد منذ إطلاقها في عام 1977 ومواصلتها حتى تحوَّلت إلى إرث عالمي لدولة الإمارات في المحافظة على الطبيعة. وتطرَّق إلى قصص النجاح التي مهَّدت لنجاح عمليات التربية في الأُسر، بما يشمل إنشاء شبكة متطوِّرة من المراكز والمشاريع وإجراء الأبحاث العلمية والدراسات الميدانية والتطوُّر المتصل في أعداد الطيور التي تربّى وتُطلق في البرية، والتأثير الإيجابي الملحوظ لبرامج الصندوق على المجتمعات المحلية في مناطق الحبارى على امتداد نطاق الانتشار.
وسلَّط جناح الصندوق في المعرض الضوء على قصص نجاح هذه الرؤية، ومختلف الجوانب المتصلة بالمسح الميداني والدراسات الإيكولوجية والزيادة التصاعدية في أعداد الطيور التي تُربّى وتُطلق في البرية، والتأثير الإيجابي لمشاريع الحبارى على المجتمعات المحلية فيما يتعلَّق بتطوير البنية التحتية وتوفير فرص العمل، ورفع مستوى الوعي البيئي وتحسين الظروف المعيشية في المناطق المحيطة بمراكز إكثار الحبارى ومناطق الإطلاق والمحميات الطبيعية، إضافة إلى قصص نجاح ملهمة في إكثار أنواع أخرى من الكائنات المهدَّدة مثل الحبارى العربية والحبارى الهندية الكبيرة.
وتعرَّف الزوّار على مجموعة من طيور الحبارى الآسيوية المنتجة في مراكز الصندوق، واحتضن الجناح نماذج محنَّطة لذكور وإناث الحبارى الآسيوية وحبارى شمال إفريقيا والحبارى العربية في خلفية تشابه بيئتها الطبيعية المتمثّلة في الأراضي الرملية والعشبية.
وفي ركن التعليم، شارك الأطفال والشباب بلعبة تفاعلية لها مستويات متتالية، يكتسب اللاعب منها معلومات قيِّمة عن طائر الحبارى وأنواع الغذاء ومفهوم السلسلة الغذائية، وأهمية الحفاظ على الأنواع المستوطنة في دولة الإمارات.