شكرا لقرائتكم خبر عن أنبوب ينهي حياة «رزان» بمجمع الدمام والان نبدء بالتفاصيل
بدموع سبقت كلماته حزنًا على فراق رزان ابنته وفلذة كبده التي اختطفها الإهمال الطبي ليضع نهاية لحياتها وصف والدها الفجيعة التي هزت أركانه وزلزلت حياته. فلم يكن يتوقع أن يكتب القدر تلك النهاية المأساوية لابنته المتفوقة التي كانت تحلم بالالتحاق بكلية الطب لكن القدر لم يمهلها لتحقيق حلمها وحلم أسرتها وكتب الاهمال الطبي نهاية مأساوية لها.
التفاصيل حزينة ومؤلمة لكنها تكشف حلقة جديدة من حلقات الخطأ الطبي الذي تشهده المستشفيات ولم تنته فصوله حتى الآن.
فها هي رزان أحمد الهدهود ذات الـ 17 عامًا والطالبة المتفوقة على مستوى المنطقة الشرقية وتدرس بالصف الثالث بثانوية سناء الجعفري بالدمام وتخطو خطوات واثقة نحو تحقيق أحلامها تتعرض لآلام في البطن وبعض أجزاء من الجسم ويتم نقلها إلى مجمع الدمام الطبي -كما يقول والدها أحمد الهدهود- مضيفًا انه بعد زيارتنا للطبيب بالمجمع طلب تنويم رزان، وبعد مرور 13 ساعة تم نقلها إلى غرف التنويم في قسم الجراحة بسبب عدم توفر سرير في قسم الباطنة.
ويستطرد الهدهود: بعد نقل ابنتي إلى تنويم قسم الجراحة بدأت المعاناة، حيث كانت الغرفة غير صحية بسبب وجود مرضى لديهم أمراض مزمنة، كما أن قلة الاهتمام بنظافة الغرفة من الأسباب الرئيسية لنقل المرض إلى ابنتي، والدليل انها لم تعان من ضيق التنفس طيلة عمرها.
وأضاف الهدهود بقوله: بعد مرور 5 ليالٍ على دخول ابنتي إلى مجمع الدمام الطبي تلقيت اتصالًا فجر السبت قبل الماضي من قبل المجمع يفيد بضرورة إدخال أنبوب عن طريق الفم؛ لتحسين وضع التنفس لدى رزان وأن المريضة ووالدتها المرافقة معها رفضتا ذلك.
وقال الهدهود: توجهت فورًا إلى المجمع لإقناع ابنتي رزان بعد أن قام الأطباء بشرح مفصل عنها وأنها تحتاج إلى أنبوب عاجل لرفع نسبة الأوكسجين، علما بان ابنتي تحدثت مع والدتها قائلة (انه في حالة موافقة أبي على وضع الأنبوب لن أرفض ذلك ولكن احساسي يقول «انني سوف أموت بسبب هذا الأنبوب»)، وبالفعل حدث ما تنبأت به رزان وكان آخر عهدها بالحياة بعد ادخال الأنبوب الذي جرح رئتها مما تسبب بنزيف حاد خرج من الأنف والفم لم يستطع الأطباء إيقافه فماتت بسبب أنبوب، والدليل على جرح الرئة بالأنبوب هو خروج الدم منها.
وقال والدها: إن أحد الأطباء الذين قابلتهم بالمستشفى بعد ان أبلغته ان ابنتي كانت ترفض الأنبوب ولكني أقنعتها بذلك تعجب مما قلته وتساءل.. هل ابنتك كانت تتحدث معك قبل إدخال الأنبوب؟ فقلت له: نعم. ولم يجب عن سبب سؤاله ولكن ماعرفته انه كيف لمريض أن يحتاج لأنبوب أكسجين وكان يتحدث بشكل طبيعي؟
وتساءل الهدهود.. إذا كانت ابنتي رزان انتظرت كل هذا الوقت في الملاحظة بقسم الطوارئ فكيف كانت تحتاج إلى تنويم؟
وطالب أحمد الهدهود بفتح تحقيق عاجل للأطباء المشرفين على علاج ابنته رزان بعد أن توفيت في مجمع الدمام الطبي بسبب نزيف حاد بالرئة.
مضيفًا انه تم تشخيص الحالة خطأ ومن ثم إدخال الأنبوب بطريقة خاطئة مما سبب نزيفًا حادًا بالرئة بعد جرحها جرحًا كبيرًا من الأنبوب الذي تم ادخاله.
وقال والد رزان انه خاطب وزير الصحة في برقية عاجلة وحتى الآن لم يصله الرد، والقضاء سوف يفصل بيني وبين الصحة، فأنا أسعى إلى إيقاف الأخطاء الطبية.. فصمتي عن هذا الخطأ سوف تكون ضحيته نفس بريئة.
الهدهود يطالب بسرعة التحقيق في الواقعة
قانوني: الهيئة الشرعية مختصة بنظر القضية
وقال المحامي والمستشار القانوني عبدالرحمن البو علي: تكيف هذه القضية على أساس أنها خطأ طبي يوقع الطبيب تحت طائلة المسؤولية المباشرة عن المآلات الناتج عنها هذا الخطأ، وعليه فإن اختصاص النظر في هذه القضية هي لجنة قضائية مختصة تسمى الهيئة الصحية الشرعية يكون من أعضائها قاضٍ لا تقل درجته عن «قاضي أ» وتتدرج إجراءات القضية فتكون ابتداءً عند لجنة التحقيق الأولي، ومهام هذه اللجنة النظر في وجود الخطأ الطبي ومن المقصر وما نوع التقصير فيه، إذ أن أحد أعضاء هذه اللجنة سيكون مختصًا في اطار الخطأ الحاصل وبعده تحال مع الأسانيد إلى الهيئة الصحية وتحكم فيها الهيئة الصحية في الشقين الخاص والعام، وفي حالتنا هذه فإن الأقرب أن يحكم القاضي الشرعي بالدية لصالح ذوي الطفلة، وكذا فإنه فيما لو ثبت التقصير من قبل الطبيب فتصل العقوبة في حقه بالتدرج بالإنذار أو الغرامة المالية أو إلغاء الترخيص بمزاولة المهنة وشطب الاسم من سجل المرخص لهم.
قال المتحدث الرسمي لصحة الشرقية أسعد سعود: «إشارة إلى شكوى والد الفتاة (ر، هـ) 17 عامًا» يتهم برج الدمام الطبي بالتسبب في وفاتها فجر السبت قبل الماضي، حيث إن الأطباء قاموا بإدخال أنبوب اكسجين والذي تسبب بجرح الرئة، مما أدى إلى نزيف حاد خرج من فمها وأنفها، وعلى إثرها فارقت الحياة (حسب وصفه).
نفيدكم بأن صحة الشرقية تلقت الشكوى وأحالتها على الفور إلى إدارة المتابعة الفنية بالمديرية وبدأت بمباشرة اتخاذ إجراءاتها المتبعة في مثل هذه القضايا مع ذوي العلاقة بالمستشفى المعني، وسوف يتم بمشيئة الله اتخاذ اللازم على ضوء نتائج التحقق والتحقيق.