ما زلتُ أتذكر زيارتي لمقر المدارس، حينها عرضتْ طالبات الصف الثالث الثانوي مشاريع التخرج بحضور أولياء أمورهن. كنتُ أتأمل حماسهن في إبراز جهودهن. ثم انتقلنا إلى قسم البنين، وحضرتُ أحد معارض الأنشطة الطلابية، فوجدت الشغف لدى الطلاب في إبراز مهاراتهم. عدتُ إلى المكتب ومشاعري ممتلئة بالفرح والسعادة، ولاحظتُ أمرًا رئيسيًّا مهمًّا، تلمسته مما شاهدته في أبنائنا الطلبة: مهارات اكتُشفت ثم بُنيت، وأخرى صُنعت وعُززت فيهم.

في عالم يتغير بسرعة الضوء أصبح بناء المهارات من أهم الأدوات التي تساعدنا على مواجهة التحديات وصنع الفرص.

فرحلة تعلم المهارات ليست مجرد واجب، بل هي مفتاح لتحقيق الأحلام، وتحويل الشغف إلى واقع ملموس.

المهارات هي مجموعة القدرات التي تُمكننا من التفكير الإبداعي، والعمل بفاعلية، والتواصل بثقة.

ومن هذه المهارات ما يتضمن حل المشكلات، والتحليل، والمهارات الشخصية، مثل التعاون والقيادة، والمهارات التقنية، مثل البرمجة أو التصميم، وغير ذلك من المهارات التي يطلق عليها الآن (المهارات الناعمة).

همستُ في نفسي وقلتُ: في عالم اليوم، الذي يعتمد على التكنولوجيا والابتكار، نحتاج إلى أكثر من مجرد شهادة لنتميز، بل نحتاج إلى مهارات تجعلنا قادرين على التفكير بطريقة فريدة، والعمل تحت الضغط، والتكيف مع التغيير بسرعة.

ينبغي ألا نُقدِّم فقط التعليم الأكاديمي، بل نوفر بيئة تشجع على الإبداع والابتكار والاستقلالية.

من خلال الأنشطة الصفية، والرحلات الميدانية، والمسابقات العلمية والفنية والرياضية، نبني جيلا ًقادرًا على مواجهة المستقبل بثقة.