الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الكويت: ليس هناك خفايا وراء زيارة الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح باستثناء كواليس بروتوكولية بريطانية لم يكشفها الإعلام الرسمي ولا وزارة الخارجية في الكويت.
قد تكون أحد الأسباب المحورية تواضع الإدراك الإعلامي الكويتي لأهمية التوضيح لطبيعة الزيارة الشخصية لسمو الأمير إلى المملكة المتحدة وظروفها، والفرق عن زيارة الدولة الرسمية.

⇔ أمير الكويت يزور المملكة المتحدة بدعوة شخصية من الملك البريطاني

⇔ بريطانيا والكويت: صفقات دفاعية طويلة الأمد وتعاون تكنولوجي

لقاء ملكي في اسكتلندا – الملك تشارلز الثالث يستقبل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في دومفريز هاوس، في مشهد يعكس عمق العلاقات الثنائية.

زيارة أمير الكويت إلى المملكة المتحدة جاءت تلبية لدعوة شخصية من الملك تشارلز الثالث بمناسبة مرور 125 سنة على العلاقات مع الكويت، لذلك تمت في اسكتلندا، وليس في لندن حيث زار الأمير مقر مؤسسة دمفريس هاوس التي يرأسها ملك بريطانيا.

الأمير مشعل يزور دومفريز هاوس في المملكة المتحدة، حيث التقى الملك تشارلز وتبادل الهدايا التي جسدت اندماج الثقافتين عبر نسيج "شراكة 125" الفريد

تختلف زيارة الدولة الرسمية عن زيارة الأمير الأخيرة، لأنها ذات طبيعة شخصية، فزيارة الدولة الرسمية لها بروتوكول مختلف تماما عن الزيارة الشخصية التي جرت في اسكتلندا وليس في العاصمة لندن كما هو معتمد في البرتوكول الملكي البريطاني لزيارات الدولة الرسمية.

⇔ لقاء ملكي بريطاني - بحريني في قلعة وندسور

زيارات الدولة الرسمية للرؤساء والملوك إلى المملكة المتحدة لها بروتوكول ملكي منذ عقود، واعداد مسبق سياسي وإعلامي وبالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني، وتشمل على مأدبة عشاء بحضور أفراد الأسرة الملكية البريطانية، في قصر باكنغهام أو قصر ويندسور.

لقاء القادة في بكنغهام: الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في زيارة دولة رسمية إلى قصر بكنغهام، حيث التقى الملكة إليزابيث بحضور الأمير فيليب دوق أدنبرة

وتصاحب زيارة الدولة الرسمية إلى المملكة المتحدة عزفاً موسيقياً من فرقة الحراسة الملكية الذين يرتدون ملابس عسكرية مميزة، والقبعة السوداء الطويلة، واستعراض عسكري، ونقل الضيف في العربة الملكية ليتم الاستقبال من قبل الملك البريطاني.
والمعروف أن ملك تشارلز الثالث له تاج ملكي بريطاني، وتاج آخر اسكتلندي حيث يعتمد استخدام التاج على مقر الإقامة والاستقبال في حال كانت في العاصمة البريطانية أو اسكتلندا والاستقبال للضيوف من رؤساء وملوك في مقر الإقامة.

كان يفترض على وزارتي الخارجية والإعلام في الكويت، توضيح الفرق بين الزيارة الشخصية لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى الملك تشارلز الثالث وبين زيارة الدولة الرسمية إلى المملكة المتحدة خصوصاً أن الزيارة تتم لأول مرة للأمير منذ توليه مقاليد الحكم في 20 كانون الأول (ديسمبر) 2023.

متانة العلاقات الثنائية: الملكة الراحلة إليزابيث الثانية تودع أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بعد ختام زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة

ونظرا لطبيعة الملابسات التي صاحبت زيارة أمير الكويت إلى المملكة المتحدة الأخيرة، ساد اللغط في الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية حيث طغى سوء الفهم لطبيعة زيارة أمير الكويت التي جاءت تلبية لدعوة شخصية من الملك تشارلز الثالث.

جسور الثقافة: الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد والملكة الراحلة إليزابيث الثانية يستعرضان مقتنيات كويتية نادرة من المجموعة الملكية، في لقاء يعكس عمق العلاقات التاريخية

لذلك لم تحظ الزيارة بتغطية إعلامية بريطانية وعربية دولية لأن البروتوكول الملكي لزيارات الدولة الرسمية يختلف عن الزيارات الشخصية، نتيجة عدم اهتمام الإعلام الكويتي الرسمي بتوضيح التفاصيل البروتوكولية تفادياً لسوء الفهم والتفسير!

استقبال رسمي في ويندسور: أمير الكويت الراحل صباح الأحمد يتجول مع الأمير الراحل فيليب في قلعة ويندسور، حيث شملت الزيارة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 جولة عسكرية في أكاديمية ساندهيرست الملكية

ويلاحظ أن زيارة سمو أمير الكويت لم تصاحبها مآدبه عشاء رسمية بحضور أفراد الأسرة الملكية البريطانية، التي تتصدرها الخطابات، كما حصل في زيارة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد في العام 2007.

وصاحب البرتوكول البريطاني، أيضاً، كمآدبه العشاء، والعزف والاستعراض الموسيقي للحرس الملكي زيارة سمو أمير قطر، وزيارة جلالة ملك البحرين إلى المملكة المتحدة في العام الماضي، التي نقلها تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ونظرا لطبيعة الظروف الخاصة، فقد بادر رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر بالاتصال الهاتفي مع أمير الكويت قبل الزيارة، وقدم التهنئة بمناسبة الذكرى 125 سنة على العلاقات بين الكويت والمملكة المتحدة، وتوضيح ظروف ارتباطات مسبقة تحول دون تواجد رئيس وزراء بريطانيا اثناء الزيارة الأميرية الشخصية.

لحظات دبلوماسية رفيعة – في تسلسل زمني وفق اتجاه عقارب الساعة: الملكة إليزابيث في لقاء مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ثم اجتماعها بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأخيراً مع العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى

ولا تعني الزيارة الشخصية للأمير الأخيرة إلى المملكة المتحدة، استبعاد زيارات الدولة الرسمية إلى المملكة المتحدة، وباقي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وفقا للبرتوكول الأميري في الكويت.

*إعلامي كويتي