الأَبَدُ يَبدَأُ الآنَ. في كُلِّ آنٍ، وَكُلِّ الآنِ.
هذا لبنانُ.
قَبلَهُ، الزَمَنُ دَوَّامَةٌ. هُوَّةٌ. مَعَهُ، الزَمَنُ تاريخٌ. مَعنى. لانِسيانٌ يَتَغَلَّبُ على مَنطِقِ الطَبيعَةِ وَلامَنطِقِها. عَبقَرِيَّتُهُ؟ تَآلُفُ الأَنَفَةِ والقُدوَةِ. النِعمَةُ!.
هذا الُلبنانُ.
مِن دونِهِ، إستِلابُ مَصيرِ الوجودِ. بِهِ، شَريعَةُ الأُلوهَةِ تَتَبَدَّى شَريعَةَ الإنسانِ. حُجَّةَ إختيارِ الجَوهَرِ. كَرامَةَ الخَيارِ المَعصومِ مِنَ الأُفولِ. أهَدَفُ البَدءِ هو؟ بِما هو دَعوَةُ قُوَّةٍ أقوى مِنَ الرَجَسِ وأبعَدَ مِنَ الحُدودِ، هو الِلماذا لِلبَدءِ. وأيُّ بَدءٍ؟ بَدءُ الأَبَدِ... بِما هو لبنانُ خَلقُ دَيمومَةٍ مِنَ الحَياةِ لِلحَياةِ.
ها ميليتو السَرديسيُّ Μελίτων Σάρδεων Melítōn Sárdeōn، (المُتَوَفي العامَ 180)، أُسقُفُ مَملَكَةِ ليديا، القِدِّيسُ وأحَدُ آباءِ الكَنيسَةِ، يَشهَدُ في كِتابِهِ: Apologia ad Marcum Aurelium، "الدِفاعُ عَنِ المَسيحِيَّةِ"، المُدَوَّنُ العامَ 175 لِلإمبراطورِ ماركوسُ اوريليوسُ (حُكمُهُ مِنَ العامِ 161 الى العامِ 180)، ‒تِلميذُ الفَيلَسوفِ زَينونَ الصَيدونِيِّ، مؤَسِّسُ المَذهَبِ الرِواقيِّ القائِمِ على مواجَهَةِ الشَهَواتِ بِفَضائِلَ الحِكمَةِ وَتَحقيقِ الكَمالِ في قُدسِيَّةِ النَفسِ‒، لِثالوثِيَّةِ الإيمانِ الُلبنانيِّ-الفينيقيِّ (الإِلَهُ الأبُ، الإِلَهَةُ الأُمُّ، الإِلَهُ الإبنُ) وأثَرِهِ في الثالوثِ المَسيحيِّ (الإلَهُ الآبُ، الإِلَهُ الإبنً، الإلَهُ الروحُ). وَلا يَكتَفي، بَل يورِدُ أنَّ "الأَبَدَ فِكرَةٌ لُبنانِيَّةٌ تَجَسَّدَت مَحَطَّاتَ دَربِ صَليبٍ مَحفورَةٍ على صُخورٍ تُوِّجَت بِمَحَطَّةِ القيامَةِ، وَمَنصوبَةٍ بَينَ بيبلوسَ وأفقا كَما بَينَ الغينَةِ وَبَلدَةِ المَشنَقَا التي يَعني إسمُها بالفينيقِيَّةِ-السيرو-آرامِيَّةِ، الآلامَ". وَلِتَوكيدِ شَهادَتِهِ، يَصِفُ لِلرومانِيِّ "حَدَائِقَ أدونيسَ"، الإلَهِ-الإبنِ، التي تَنتَشِرُ في مَنازِلَ الُلبنانِيِّينَ-الفينيقيِّينِ في ذِكرى عَودَتِهِ لِلحياةِ بَعدَما صَرَعَهُ الخِنزيرُ البَرِيُّ، رَمزُ الشَرِّ، وَهي عِبارَةٌ عَن "حَبَّاتِ حِنطَةٍ يَزرَعُها المُراهِقونَ في صُحونٍ فَخارِيَّةٍ لِتَنموَ قُبالَةَ الشَمسِ عَلامَةً إنتِصارِ القيامَةِ على الموت... وَمِنها المَسيحُ هَتَفَ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وِإنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ."
وَقد إستَبقى مُراهِقو لبنانَ هَذِهِ العَلامَةِ رَمزَ المَسيحِ المُتَجسِّدِ مِلءَ غَلَبَةِ الحَياةِ.
خاصِيَّةُ الحَقيقَةِ
الأَبَدُ يَبدَأُ هُنا. في كُلِّ الهُنا، وَكُلِّ هُنا.
هذا لبنانُ.
خاصِيَّةُ هوِيَّةٍ حُكماً. أولَوِيَّتُها تَصميمٌ يَحفَظُ في أَبَدِهِ الأُلوهَةَ جَوهَراً والإنسانَ جَوهَراً.
هذا الُلبنانُ.
حَقيقَتُهُ فَرَحُ الوجودِ حَتماً، لا مِعناهُ فَحَسبَ.
أجَذرِيَّةٌ خاصِيَّةُ حَقيقَةِ لبنانَ، وَهي مَحيِيَةٌ تَجَلِيَّاً، بِوَجهِ عَبَثِيَّةِ "حِكمَةِ هذا العالَمِ" قائِدَتِهِ الى الهَلاكِ؟ وَأيُّ جَذرِيَّةٍ؟ أَبَدُ البَدءِ... بِما هو لبنانُ مَجرى الحَياةِ لِلحَياةِ. وَسيادَتِها.
بِمَعنى المَلءِ هذا، لبنانُ في تَوقِهِ المُتَفَرِّدِ عَن سائِرِ ما عَداهُ مِن مُحيطٍ شَرقاً وَغَرباً الى الأُلوهَةِ الحَقِّ، كَما شَهِدَ لَهُ المَلفانُ السَرديسيُّ أمامَ إمبراطورِ العالَمِ القَديمِ، مُقلِعٌ مُنذُ البَدءِ عَن المُكوثِ في ذاتِهِ وَلِذاتهِ لإِثباتِ ذاتِهِ. وَبِما هو إنفِتاحٌ مَحضٌ على حَقيقَةِ الأُلوهَةِ، فيما سائِرُ ما عَداهُ نُزوعٌ الى الذُروَةِ كُلٌّ لِتأليهِ ذاتِهِ، هو تَجاوزٌ لِذاتِهِ كُلِيَّاً.
بِذَلِكَ يَجِدُ لبنانُ نَفسَهُ حَقَّاً، في الأَبَدِ وَلِلأَبَدِ.
أجَل! سائِرُ ما عَداهُ، لبنانُ، يُمكِنُهُ تَهميشُ الأُلوهَةِ حَدَّ القَضاءَ عَلَيها بِتأليهِ ذاتِهِ، وَحَتَّى تأليهِ ذاتِيَّةِ حَيواناتِهِ وأشيائِهِ الفانِيَةِ، في عَصابِيَّةِ الشَراسَةِ، وَكفاياتِ الصَنَمِيَّاتِ. لَكِنَّ هذا السائِرَ سَيَبقى أسيرَ قَلَقِهِ المُهلِكِ... حينَ لبنانُ، ذاتُ مُطلَقِ الكَمالِ، باقٍ أبَداً مَحفوراً في الأُلوهَةِ وَلَها. دَربَها وَرَكيزَتَها. بِوَعيٍ كَونِيٍّ إشعاعُهُ إنسانِيٌّ.
أَبَدُ الأَبَدِ، لبنانُ. كالحَقيقَةِ... لا يَنتَهي.
وآنُ أَبَدِهِ قادِرٌ على إنقاذِ الأُلوهَةِ... والإنسانِ.
كانت هذه تفاصيل خبر لبنان الأبد لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.