شكرا لقرائتكم خبر عن «فنجان» من البن والإبداع.. في مكتبة محمد بن راشد والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - في أجواء تعبق بروائح القهوة، ومن حبيبات البن وألوانها، رسمت نخبة من الفنانين، لوحات من سحر هذا المشروب، وعرضت مقتنيات خاصة من متحف القهوة، وذلك خلال الفعالية التي نظمتها مكتبة محمد بن راشد في دبي، أول من أمس، للاحتفاء باليوم العالمي للقهوة الذي يصادف الأول من أكتوبر.
وصحبت المكتبة ضيوفها خلال الفعالية إلى عادات تقديم القهوة في العديد من البلدان، إلى جانب المشروبات المتنوّعة والمستحدثة منها. وقدم فنانون مشاركون في المعرض، أعمالاً ترتكز على القهوة، سواء في الألوان، أو حتى حبيباتها التي شكلت طبقات بارزة في اللوحات.
وجسّد الفنان السوري عمر هبرة، علاقته بالقهوة من خلال أعمال تعكس مشاهد الطبيعة، مشاركاً في الفعالية بعدد من أعماله المميزة، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أنه دمج في اللوحات ما بين تدرجات لون القهوة مع الأكريليك، من أجل منح اللوحات المزيد من الحياة، لافتاً إلى أنه لونها ببودرة القهوة التركية والإسبريسو والنسكافيه.
وأشار إلى أنه اعتمد على المشاهد الطبيعية المستوحاة من شجرة القهوة بشكل خاص، موضحاً أن الاعتماد على مادة القهوة وحدها للتلوين لا يؤثر فيما يقدمه الفنان، فلكل مبدع روحه التي يعبر عنها من خلال الأدوات المتباينة، والقهوة تعني الكثير للفنان وتؤثر في مزاجه، ولذا قد يتعاطى معها كمادة بشكل مختلف.
وجوه نسائية
فيما شاركت الفنانة الأردنية رحاب صيدم، بلوحات أبرزت من خلالها جماليات الوجوه النسائية بالقهوة ومزيج من الأكريليك ومواد أخرى، معتمدة على تقنية الكولاج في اللوحات، إذ مزجت اللون مع أشياء متنوعة، مشيرة إلى أنها كفنانة تهتم كثيراً بنظرة العين في اللوحة، وتعشق تقديم الوجوه بشكل مختلف تماماً.
وأوضحت أنها تحب الألوان لاسيما الفاتحة، لذا الرسم بالقهوة شكل تحدياً بالنسبة لها، إذ عملت على مزجه بألوان الأكريليك، فكانت اللوحة مقسّمة كمواد من 80% من القهوة، و20% من الأكريليك، لافتة إلى أنها وضعت في اللوحات زهرة القهوة، إذ وجدت تشابهاً بينها وبين الياسمين الدمشقي، ما منح اللوحات مزيداً من الأنوثة والسحر، على حد وصفها.
فيما شارك الفنان المصري، شهاب شكري بخيت، بلوحة واحدة معتمداً على رسم فنجان القهوة بالأكريليك، وملأه بحبيبات القهوة المغطاة بـ«الريزن» (مادة شفافة عازلة). وقال إنه أراد المزج بين الألوان المشعة المحيطة بالفنجان المملوء بالألوان الداكنة، للدلالة على ما يحمله من نشاط وحيوية وتجسيد هذا المعنى بشكل رمزي.
وأضاف «فنجان القهوة أكثر من مجرد مشروب تقليدي واجتماعي يجمع الناس مع بعضهم بعضاً، فالقهوة من أكثر المشروبات التي يستهلكها العالم على نحو يومي، ولذا يحمل خصوصية في حياتنا، وتنعكس هذه الخصوصية في لوحتي، إذ تمنح الانطباع بقوة المشروب والتركيز العالي الذي يحمله».
أدوات عتيقة
بينما قال مدير متحف القهوة، خالد الملا، عن المقتنيات التي عرضها خلال الفعالية التي نظمتها مكتبة محمد بن راشد «يعد اليوم العالمي للقهوة مهماً، وتعمدت إبراز أدوات القهوة القديمة، والمرتبطة بكيفية تقديمها على مر السنين»، مشيراً إلى أن المقتنيات القديمة تمنح المرء القدرة على المقارنة بين أدوات الماضي والحاضر. وحول أقدم القطع، نوه بأن المتحف يمتلك مقتنيات تعود إلى القرن الـ16، وأخرى تعود للدولة العثمانية، وثالثة ترجع إلى عام 1925، فضلاً عن المطبوعات القديمة التي يجمعها، والخاصة بأسرار وتاريخ القهوة.
الرسم و«الورطة الجميلة»
نظّمت مكتبة محمد بن راشد خلال الاحتفاء باليوم العالمي للقهوة ورشة خاصة بالرسم بالقهوة وتقنياته.
وقالت الفنانة اللبنانية ماجدة نصر الدين، التي أشرفت على الورشة لـ«الإمارات اليوم»: «يحمل الرسم بالقهوة قصة مختلفة معي، إذ أشعر بأن كل حواسي تعمل مع بعضها بعضاً، فالقهوة محملة بالذكريات، ولذا منحتها فرصة كبيرة في أعمالي، وقدمت تجارب متكاملة بهذه المادة، كونها تحمل العمق والعاطفة»، واصفة القهوة بـ«مادة تغفر الأخطاء، والتصحيح فيها سهل جداً بخلاف الألوان المائية، ولكن هذا يحمل في الوقت عينه تحدياً، لأنه عبارة عن تلوين بلون واحد، وتشبه إلى حد كبير الرسم بالرصاص». وأوضحت الفنانة اللبنانية أن الرصاص لون واحد، وهو أساس تعلم الرسم، ويمكن الانطلاق من الأسود إلى تدرجات فاتحة جداً لرسم الضوء، وهكذا القهوة. ورأت أن الورشة الخاصة بالرسم بالقهوة، مهمة لتعلم جماليات جديدة، مثنية على العدد الكبير من المشاركين الذين أتوا لاختبار هذه «الورطة الجميلة في الفن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news