تخيل نفسك تسير في شوارع طوكيو المزينة بألوان الخريف الزاهية، حيث تتساقط أوراق الأشجار الصفراء والبرتقالية على الأرصفة، وتغمر الحدائق اليابانية التقليدية بجمال ساحر. الفيديو الذي سنعرضه يأخذك في رحلة عبر أشهر المواقع الخريفية في العاصمة اليابانية، بدءًا من حديقة شينجوكو غيوين الشهيرة وحتى معبد ميجي جينغو المهيب. ستستمتع بمناظر البحيرات الهادئة التي تعكس ألوان الطبيعة المتألقة، وتتأمل في الروعة الهادئة التي تنبعث من شوارع طوكيو في فصل الخريف. رحلة مرئية ستنقلك إلى قلب الخريف الياباني، حيث الهدوء والجمال الطبيعي في انسجام تام مع نبض المدينة الحديثة.
مشاهدة الفيديو بزاوية 360 درجة
- على جهاز الكمبيوتر، انقر على الشاشة واسحب مؤشر الفأرة لتتجول في المشهد.
- عبر تطبيق ”يوتيوب“ على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي، تتغير زاوية العرض مع حركة الجهاز. يمكنك أيضا تغيير الزاوية عبر السحب بالإصبع.
- إن استخدام نظارات الواقع الافتراضي أو سماعات الرأس يجعل التجربة أكثر روعة!
لوحة طبيعية في قلب اليابان
يمثل فصل الخريف في طوكيو لحظة ساحرة تجمع بين جمال الطبيعة العابر وتراث المدينة العريق. مع تغير ألوان أوراق الأشجار إلى درجات الأحمر والبرتقالي والذهبي، تبدو وكأنها نبضات الطبيعة الأخيرة قبل قدوم الشتاء. هذه التحولات لطالما ألهمت اليابانيين على مر العصور، وكان تأثيرها واضحاً في الأدب والشعر منذ أكثر من ألف عام. فقد خصصت مجموعة ”مان يوشو“ الشهيرة، التي تحتوي على حوالي 4500 قصيدة، ما يزيد عن 100 قصيدة لتأملات الخريف، مما يعكس مدى تأثير هذا الفصل على المشاعر اليابانية.
من أبرز ما ركزت عليه هذه القصائد هو اللون الناري لأوراق القيقب، التي تعد رمزاً لجمال الطبيعة في هذا الموسم. في وقت لاحق، خلال عصر إيدو (1603–1868)، أصبح تقليد ”مشاهدة أوراق الخريف“ جزءاً راسخاً من الحياة اليومية، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية. قام الساموراي البارزون بزراعة أشجار القيقب، الأزاليا، والجنكة في حدائقهم الخاصة، وهي الأشجار التي أضحت رمزاً لجمال طوكيو في الخريف. هذه الحدائق الخاصة تحولت بمرور الزمن إلى أماكن عامة، وشيدت عليها حدائق شهيرة لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، مثل حديقة ريكوغي وشيبا كوين.
اليوم، تُعتبر هذه الحدائق وجهات مفضلة لمحبي الاستمتاع بجمال أوراق الخريف، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بالعمارة التقليدية، مما يوفر تجربة استثنائية تجمع بين التأمل والهدوء في قلب المدينة.
بداية تلون أوراق شجر حديقة ريكوغين، يتم إضاءة هذه الحديقة ليلاً خلال فصل الخريف. (© سوميسى ناوتو)
من أبرز حدائق عصر إيدو، والتي لا تزال تزين طوكيو الحديثة، هي حديقة ريكوغين الواقعة في منطقة بونكيو. تم إنشاء هذه الحديقة ما بين عامي 1695 و1702 تحت إشراف ياناغاساوا يوشياسو (1658–1714)، الذي كان تابعاً مخلصاً للشوغون الخامس، توكوغاوا تسونايوشي (1646–1709). ياناغاساوا، الذي كان بارعاً في شعر ”واكا“، قام بتجسيد 88 مشهداً طبيعياً مستوحى من مجموعتي الشعر الياباني القديم ”مان يوشو“ و”كوكين واكاشو“. وقد تمثل هذا الإبداع في تصميم البرك والتلال الصغيرة التي تضفي على الحديقة طابعاً شاعرياً.
تضم الحديقة اليوم ما يقارب 560 شجرة، منها شجيرات دودان تسوتسوجي وأشجار القيقب اليابانية، والتي تتلون بألوان زاهية تتنوع بين الأحمر، البرتقالي، والذهبي خلال فصل الخريف. هذه الألوان المتألقة تخلق مشهداً خلاباً، حيث تجمع بين جمال الطبيعة والشعر، لتصبح مصدر إلهام للشعراء والزوار على حد سواء. حديقة ريكوغين ليست مجرد وجهة للنزهة فحسب، بل هي رحلة عبر الزمن والطبيعة، حيث تتجسد فيها روعة الفن الياباني التقليدي في تنسيق الحدائق.
حديقة هيبيا، الواقعة بالقرب من أراضي القصر الإمبراطوري، تضم الحديقة أشجار القيقب وأشجار الكرز، إلى جانب مجموعة متنوعة من الزهور اليابانية والغربية، مما يضفي جمالاً متنوعاً ويجلب البهجة على قلب كل من يتجول فيها على مدار فصول السنة. (© سوميسى ناوتو)
إلى جانب الحدائق اليابانية التقليدية، تبرز حديقة هيبيا، الواقعة في منطقة تشيودا، كواحدة من أروع الحدائق العصرية في طوكيو. تم تشييدها في عام 1903 لتكون أول حديقة على الطراز الغربي في اليابان. تتميز هذه الحديقة بتصميمها الأنيق الذي يجمع بين جمال الطبيعة والفن المعماري الغربي. ومن أبرز معالمها نافورة رائعة يعلوها مجسم لطائر الكركي، رمز الأناقة والرقي في الثقافة اليابانية، حيث يزداد جمال المشهد بانعكاس ألوان أشجار القيقب المحيطة على سطح مياه النافورة الهادئة.
إضافة إلى ذلك، تحتضن الحديقة شجرة جنكة يُعتقد أن عمرها يتجاوز 350 عاماً، وهي شجرة لها قصة خاصة. فقد كادت تُقطع أثناء توسعة طريق هيبيا، لولا تدخل مصمم الحديقة، هوندا سيروكو (1866–1952)، الذي وقف بشدة ضد القرار وهدد بالاستقالة إن تم قطعها. بفضل هذا الموقف، بقيت الشجرة في مكانها لتظل شاهدة على التاريخ وسط هذا المعلم العصري، مما يضيف لمسة من الأصالة والعمق التاريخي إلى هذه الحديقة الحديثة.
تعتبر حديقة هيبيا اليوم وجهة مثالية للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة، سواء كنت تبحث عن هدوء الحدائق أو ترغب في استكشاف التاريخ الذي تنبض به أشجارها العريقة.
أشجار الجنكة ذات اللون الذهبي الأصفر تصطف على جوانب الطريق خارج ملعب تشيتشي نوميا لرياضة الروغبي. هناك مخططات لإعادة تطوير المنطقة مستبقلاً. (© سوميسى ناوتو)
تعتبر شجرة الجنكة الشجرة الرسمية لطوكيو، حيث تزين العديد من الشوارع والطرقات، وأشهرها طريق ميجي جينغو غايئن، المعروف أيضًا بـ”الحديقة الخارجية للمعبد.“ تم إنشاء هذا الطريق عقب زلزال كانتو الكبير عام 1923، وهو يمتد على طول 300 متر ويضم أكثر من 140 شجرة جنكة، مما يجعله وجهة شهيرة تستقطب حشودًا كبيرة من الزوار كل سنة، خاصة خلال فصل الخريف.
في الخريف، تتحول الجنكة إلى لوحة فنية مذهلة بألوانها الصفراء الذهبية، مما يجعل الطريق مشهدًا ساحرًا يستحق الزيارة. يجذب جمال هذا الفصل عشاق الطبيعة للاستمتاع بتدرجات الألوان الزاهية، التي طالما شبهت بـ نسيج الحرير المزخرف في الأقمشة اليابانية التقليدية.
ومع تقدم التكنولوجيا، يمكنك الآن الاستمتاع بجمال هذا المشهد الخريفي، حتى لو كنت بعيدًا، من خلال مجموعة من الصور عبر تقنية الواقع الافتراضي. هذه التجربة تمنحك فرصة فريدة للغوص في جمال الخريف في اليابان من أي مكان في العالم، لتعيش تجربة مدهشة تدمج بين التراث الطبيعي والإبداع التكنولوجي.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: معبد كوهوبوتسو جوشينجي بسيتاغايا. والذي يحاكي العديد أشهر حدائق كيوتو. © سوميسى ناوتو)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | بالفيديو: روعة أوراق الخريف في طوكيو... مشاهد تأسر القلوب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.