يروي متحف نينتندو في كيوتو تاريخ الشركة منذ تأسيسها في عام 1889 وحتى يومنا هذا، من خلال عرض منتجاتها وأجهزة الألعاب التفاعلية. وقد تم تجديد المبنى الذي كان في السابق مصنع أوجي أوغورا التابع للشركة، ليصبح الآن مكانا يمكن لعامة الناس زيارته.

يقع متحف نينتندو بالقرب من محطة أوغورا في مدينة أوجي بمحافظة كيوتو. (© نينتندو)

الطابق الأول من المتحف مخصص للتجارب التفاعلية التي تظهر خبرة الشركة الرقمية. أما الطابق الثاني فهو منطقة عرض يحوي معارض للكثير من الألعاب والدمى التي باعتها نينتندو على مدى تاريخها الطويل.

تاريخ الألعاب

نبدأ بصعود السلم الكهربائي لنصل إلى الطابق الثاني. ما يجذب الأنظار عند الصعود وجود نسخ كبيرة من وحدات التحكم المعلقة في السقف يصل عددها إلى 12 وحدة، بدءا من جهاز الكمبيوتر العائلي ”فاميكوم“ الذي أنتج في عام 1983، وتم تسويقه في الخارج في أغلفة مختلفة باسم (Nintendo Entertainment System)، حتى أحدث أجهزة ”سويتش“، وكلها كانت معروضة بحجم أكبر بتسعة أضعاف من حجمها الفعلي.

يوجد في الطابق المخصص للعرض برامج من تاريخ الشركة. (© نينتندو)

توجد تحت كل وحدة تحكم أجهزة ألعاب قديمة، تتضمن إصدارات يابانية ودولية. ويمكن للزوار أيضا الاستماع إلى موسيقى الألعاب.

أجهزة ألعاب قديمة تُعيد إنعاش الذكريات. (© نينتندو)

أسست شركة نينتندو منذ فترة طويلة قبل عصر ألعاب الفيديو. وهناك أيضا معروضات للألعاب والدمى التقليدية، بما في ذلك بعض الألعاب التي تحتوي على مكونات إلكترونية.

ألعاب ومنتجات أخرى من تاريخ نينتندو العريق. (© نينتندو)

إعادة إحياء ألعاب الفيديو الكلاسيكية

هناك ركن للأنشطة في الطابق الأول. فعند دخول الزوار، يتم تسليمهم بطاقة تحتوي على 10 عملات رقمية لاستخدامها أثناء اللعب.

تذكرة دخول محملة بعملات رقمية. (© Nippon.com)

يُعيد هذا الطابق إحياء إنتاج الأجهزة القديمة بأحدث التقنيات. كما يُسمح بالتقاط الصور في هذا الركن.

يعرض هذا الركن مجموعة من وحدات التحكم الضخمة في الألعاب. فهناك إصدارات من وحدات التحكم في أجهزة الألعاب الرائجة للشركة، مثل ”فاميكوم 1983“ و”نينتندو 64 لعام 1996“ و”ويي 2006“ مكبرة إلى حجم عملاق. وهي كبيرة جدا بحيث لا يمكن لأي شخص استخدامها بمفرده، لذلك يتعين استخدامها من قبل شخصين معا، حيث يتولى أحدهم التحكم في لوحة الاتجاهات بينما يضغط الآخر على زريA/B . ونظرا لأن لوحات التحكم تعمل تماما مثل الإصدارات الأصغر المعتادة، فمن الممكن زيادة سرعة ماريو عند الضغط على B والاستمرار في الضغط على الاتجاه الأيسر أو الأيمن في يد التحكم.

اصطحب صديقا معك للعب باستخدام لوحة تحكم عملاقة. (© Nippon.com)

وهناك أيضا ركن لتجربة إصدار عملاق من جهاز Game & Watch، وهو أول سلسلة من ألعاب شاشات LCD المحمولة التي أصدرتها شركة نينتندو في الثمانينات. يتوفر في ذلك المكان لعبتان إحداهما لعبة Ball التي كانت أول إصدار، والأخرى لعبة Manhole الشهيرة التي أصدرت في وقت لاحق. ولكن في هذه النسخ، يتحكم اللاعبون في اللعبة باستخدام ظل أجسادهم.

طريقة فريدة للتحكم في اللعبة. (© Nippon.com)

من المثير للاهتمام أن شركة نينتندو استخدمت يد تحكم مصالبة لأول مرة في لعبة Donkey Kong على جهاز Game & Watch، وقد أثبت هذا التصميم فعاليته الكبيرة في التحكم في الاتجاهات لدرجة أنها لا تزال تستخدمه حتى اليوم في وحدات التحكم لجهاز Nintendo Switch الحديث.

تجربة بطاقات اللعب التي تمثل جذور شركة نينتندو

انطلقت نينتندو في البداية كشركة لصنع بطاقات ”هانافودا“ وهي لعبة يابانية تقليدية. وحتى قبل دخولها في مجال ألعاب الفيديو، كان نشاطها الرئيسي يتمثل في تصنيع بطاقات هانافودا وبطاقات اللعب التقليدية وبطاقات هياكونين إيشّو التي تحتوي على قصائد قديمة شهيرة موزعة على بطاقات يقوم اللاعبون بمطابقتها، بالإضافة إلى دمى مبتكرة.

وهناك ركن في المتحف اسمه Shigureden SP يأخذ الزوار في جولة للاطلاع على أصول الشركة. يعرض في هذا القسم نسخا عملاقة من بطاقات هياكونين إيشّو على الأرض، ويقوم اللاعبون أثناء سيرهم بمطابقة البطاقات باستخدام جهاز ذكي مخصص لهذا الغرض. إنها وسيلة رائعة للتعريف بالجذور الأولى لشركة الألعاب العالمية هذه.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الركن مستوحى في الواقع من لعبة Touch de Tanoshimu Hyakunin-Isshu: DS Shigureden، وهي نسخة من لعبة البطاقات صدرت في عام 2006 على جهاز Nintendo DS المحمول.

يمكن لما يصل إلى 25 شخصا المشاركة في لعبة مطابقة بطاقات هياكونين إيشّو. (© Nippon.com)

يستخدم اللاعبون أجهزة ذكية خاصة يوفرها المتحف. (© Nippon.com)

يمكنك إلقاء نظرة أخرى على أصول الشركة من خلال نشاط ”هيا نصنع بطاقات هانافودا“ والذي يتطلب حجزا مسبقا. يتيح البرنامج للزوار الحصول على مجموعة أدوات خاصة لاختيار تصميمهم المفضل وتلوينه وتجميعه لصنع بطاقة هانافودا على أذواقهم. كما يوجد هناك ركن منافسة لممارسة اللعبة باستخدام التكنولوجيا الرقمية الحديثة، إلى جانب شرح القواعد للمبتدئين في اللعبة.

صنع بطاقات هانافودا ذات الألوان الزاهية .(© Nippon.com)

يمكن للزوار أيضا تجربة مجموعة متنوعة من الألعاب. ومن بين هذه الألعاب Ultrahand، وهي أداة تسمح بالتقاط الأشياء وإيصالها إلى مدى أبعد مما تطاله اليد. حققت نينتندو نجاحا كبيرا عندما أصدرت النسخة الأصلية منها في عام 1966. يمكن للزوار في متحف نينتندو استخدام Ultrahand لالتقاط كرات متدحرجة على ممر وإسقاطها في أنبوب بينما تتغير الشاشة الرقمية في الخلفية.

التقاط الكرات باستخدام لعبة Nippon.com ©) ultrahand)

كما طرحت شركة نينتندو ألعابا إلكترونية قبل جهاز Game & Watch أو فاميكوم. من بين تلك الألعاب جهاز ”اختبار الحب“ الذي أنتج في عام 1969. تحتوي الآلة على مقابض معدنية تستخدم مقياسا كهربائيا لقياس رطوبة اليد، وكان الهدف منها ”اختبار مستوى الحب“ بين زوجين يمسكان يدي بعضهما البعض. وقد أثار الجهاز ضجة كبيرة، حيث تم إصداره في وقت كان من النادر فيه أن يمسك الرجال والنساء أيدي بعضهم البعض في الأماكن العامة في اليابان.

اختبر مستوى حبك من خلال تجربة جهاز اختبار الحب (© Nippon.com)

يحتوي المتحف على قسم خاص بـ ”اختبار الحب SP“ حيث يقوم شخصان معا بإنجاز مهام مختلفة معا في محاولة لرفع مستوى الحب.

كما توجد نسخ محدثة من ألعاب مثل Ultra Machine، وهي شبكة مصغرة للرمي مع قاذف كرات تنس الطاولة حيث تمكن الناس من ممارسة هذه الرياضة في المنزل، (تم إصدار النسخة الأصلية في عام 1968). بالإضافة إلى لعبة Zapper & Scope، وهي لعبة إطلاق ضوء، وفي هذه النسخة يتم الإطلاق على أعداء من سلسلة ألعاب ماريو.

يعد جهاز Ultra Machine وسيلة رائعة لتخفيف التوتر. (© Nippon.com)

إعادة إنتاج لعبة Zapper & Scope مع إضافة شخصيات ماريو (© Nippon.com)

تقدير اللعب والإبداع

يوجد أيضا داخل المتحف مقهى ”هاتينا برغر“، والذي يحمل نفس اسم الطبق الرئيسي فيه. يمكن للزوار اختيار مكوناتهم المفضلة لابتكار برغر فريد من نوعه وذلك باستخدام هواتفهم الذكية للاختيار من بين ما يصل إلى أكثر من 270000 تركيبة ممكنة. كما تتوفر خيارات خاصة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية (الذين يتناولون البيض ومنتجات الألبان).

يقدم هاتينا برغر مجموعة متنوعة من الخيارات. (© Nippon.com)

تحدث المدير التمثيلي وزميل الشركة ميياموتو شيغيرو في مقطع فيديو للتعريف عن المتحف على موقع يوتيوب. قال فيه: ”على مدار أكثر من 100 عام منذ تأسيس الشركة، ابتكرت نينتندو العديد من أشكال الترفيه المختلفة. وعلى الرغم من أن المنتجات التي قمنا بصنعها تغيرت مع مرور الوقت، إلا أن رغبتنا في خلق جو من المرح لجميع أفراد العائلة ظلت ثابتة. متحف نينتندو هو المكان الذي يمكنك من خلاله التعرف على التزامنا بصياغة تجارب تقدر اللعب والإبداع، وكلاهما جزء لا يتجزأ من شركة نينتندو“.

متحف نينتندو يستقبل الزوار بمشهد مألوف. (© Nippon.com)

أشارت نينتندو إلى أنها ستتحول من كونها شركة تركز بشكل أساسي على أجهزة وبرمجيات ألعاب الفيديو إلى شركة ذات محتوى تفاعلي، باستخدام شخصياتها الحالية في المتنزهات الترفيهية والأفلام. ويعد متحف نينتندو هو الخطوة الأولى لها للمضي قدما في هذه الرحلة.

متحف نينتندو

• العنوان: كيوتو، أوجي، أوغورا تشو، كاغورادين 56
• ساعات العمل: من 10:00 صباحا حتى 6:00 مساء (آخر موعد للدخول في الساعة 4:30 مساء)
• أيام العطل: الثلاثاء (الأربعاء إذا كان الثلاثاء عطلة قومية) وعطلات نهاية العام.
• أسعار التذاكر: للبالغين أكثر من 18 عاما: 3,300 ين، الأطفال الكبار من 12 إلى 17 عاما: 2,200 ين، الأطفال من 6 إلى 11 عاما: 1,100 ين، الأطفال دون سن 6 أعوام: مجانا.
• يمكن الحصول على التذاكر عن طريق الحجز فقط وتباع عن طريق السحب قبل ثلاثة أشهر.
• ملاحظة: لا يُسمح للزوار الذين يرتدون أزياء تنكرية بالدخول.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية في 25 سبتمبر/أيلول عام 2024، الترجمة من الإنجليزية. الصور من قبل فوجيوارا تومويوكي وماتسوموتو سويئتشي من Nippon.com مالم يذكر خلاف ذلك. صورة العنوان: وحدات تحكم عملاقة تحتاج لشخصين للعب بها في متحف نينتندو © Nippon.com)