夏草や兵どもが夢の跡　芭蕉

ناتسوكوسا يا/ تسووامونودومو غا/ يومي نو أتو

أعشاب الصيف
هي كل ما تبقى من
حلم عن محاربين

(من تأليف باشو عام 1689)

كتب باشو هذه القصيدة في 29 يونيو/حزيران عام 1689، خلال رحلته المدونة في ”أوكو نو هوسوميتشي (ترجمها ستيفن د. كارتر تحت اسم الطريق الضيق عبر المناطق النائية)“. قام باشو بتأليفها في قلعة تاكاداتشي في هيرايزومي، المكان الذي هزم فيه محارب القرن الثاني عشر ميناموتو نو يوشيتسوني وأتباعه في معركة ضد قوات شقيقه يوريتومو، أول حكام شوغونية كاماكورا. لذلك يفسر معنى هذه القصيدة في الوقت الحالي أنه تعبير عن كيفية التغلب على هؤلاء المحاربين، المليئين بالطموح، في معركتهم النهائية، وكل ما تبقى الآن هو الأعشاب الصيفية التي تنمو فوق المكان الذي سقطت أجسادهم فيه. واستنادا إلى هذا المعنى تصبح ترجمة القصيدة ”أعشاب الصيف/ هي كل ما تبقى من/ أحلام المحاربين“.

لكني أريد القول أن باشو لم يكن ينوي إيصال هذا المعنى في الوقت الذي كتبها فيه، حيث كانت كلمة ”حلم (يومي)“ تعبر عن الأحلام التي نراها في نومنا وليس عن الآمال أو الأمنيات.

هناك الكثير من القصص في دراما ”نو“ التي تأتي فيها الشخصية الرئيسية في الحلم إلى شخصية ثانوية وتحثها على القيام بشيء ما. وعندما تستيقظ الشخصية الثانوية من الحلم تتلاشى الشخصية الأخرى. وغالبا ما يكون هناك شبح في مكان معين يريد أن تقدم له قرابين. وقد تكون هناك أعشاب برية نامية فوق قبره. ومع أخذ جميع هذه الجوانب بعين الاعتبار، يمكننا تفسير القصيدة على النحو التالي.

”عندما زرت تاكاداتشي، غفوت وبدأت أحلم. رأيت هناك يوشيتسوني وبينكي وآخرين ماتوا هناك، وأخبروني عن أحداث معركتهم الأخيرة، وطلبوا مني تقديم قرابين. وعندما استيقظت من حلمي لم يكن في المكان الذي رأيتهم فيه بوضوح شديد، سوى أعشاب الصيف“. اعتبر باشو نفسه شخصية من دراما ”نو“ تتحدث مع الأشباح في ساحة معركة.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: منظر لنهر كيتاكامي في الصيف كما يُرى من تاكاداتشي. © بيكستا)