اخبار العالم

وول ستريت جورنال: الأكراد يستغيثون بـ ترامب بعد التحركات العسكرية التركية قرب كوباني

الرياص - اسماء السيد - في تقرير موسع نُشر اليوم في "وول ستريت جورنال" الأميركية، يحتشد الجنود الأتراك على الحدود السورية، حيث تشير تحركات القوات التركية وحلفائها من الميليشيات السورية إلى استعدادات لتوغل واسع النطاق في مناطق يسيطر عليها الأكراد السوريون المدعومون من الولايات المتحدة.


"الخليج 365" من لندن: تشهد الحدود التركية-السورية توترًا متصاعدًا مع رصد حشود عسكرية تركية كبيرة تثير المخاوف من استعداد أنقرة لتنفيذ توغل جديد في الأراضي السورية، حيث أكد مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى أن تركيا وحلفاءها من الميليشيات يحشدون قواتهم بشكل مكثف.

تشمل التعزيزات قوات كوماندوز بزي تركي رسمي، مدفعية ثقيلة، ومجموعات مسلحة تتبع أنقرة. تتركز هذه القوات حاليًا بالقرب من مدينة كوباني، التي تسكنها أغلبية كردية وتعد نقطة توتر رئيسية.
ووفقًا لأحد المسؤولين الأميركيين، فإن "عملية عسكرية عبر الحدود قد تكون وشيكة". مشيرًا إلى أن هذه التحركات تشبه إلى حد كبير الاستعدادات التركية قبل توغلها شمال شرق سوريا في عام 2019، والذي خلف قتلى ونازحين بأعداد ضخمة. مسؤول أميركي آخر أكد: "نحن نركز على هذه التحركات ونضغط من أجل ضبط النفس".

واشنطن تراقب الوضع
وتعيد هذه الحشود إلى الأذهان التحركات العسكرية التركية التي سبقت اجتياح شمال شرق سوريا عام 2019، عندما شنّت أنقرة عملية عسكرية أسفرت عن تهجير مئات الآلاف من السكان الأكراد، وتركت بصماتها على الوضع الإنساني المتأزم في المنطقة.

الأكراد يستغيثون
في مواجهة التطورات المتسارعة، وجّهت إلهام أحمد، المسؤولة في الإدارة الذاتية الكردية، رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حثته فيها على التدخل السريع لوقف "الغزو التركي المحتمل".

كتبت أحمد في رسالتها التي اطلعت عليها وول ستريت جورنال: "تركيا تسعى لفرض سيطرتها الفعلية على أراضينا قبل أن تتولى مهامك رسميًا، لتُجبرك على التعامل معهم كسلطة أمر واقع. إذا مضت تركيا في خططها، ستكون العواقب كارثية".
وأضافت أن عملية عسكرية تركية في كوباني وحدها قد تؤدي إلى "تهجير أكثر من 200,000 مدني كردي، بالإضافة إلى تهديد مجتمعات مسيحية تعيش في المنطقة".

ولفتت أحمد إلى لقاء سابق جمعها بترامب، وذكّرته بتعهده حينها بأن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن الأكراد"، مشيرة إلى أن تدخلًا سريعًا منه يمكن أن يمنع "كارثة إنسانية" ويدفع أنقرة للعدول عن خططها.

فشل التهدئة
تزامنًا مع الحشود العسكرية التركية، انهارت المحادثات التي رعتها الولايات المتحدة بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والميليشيات السورية المدعومة من تركيا، دون التوصل إلى هدنة.
وأكد متحدث باسم "قسد" أن القوات الكردية تشهد "حشودًا عسكرية كبيرة شرق وغرب مدينة كوباني"، مشيرًا إلى أن المدنيين في تلك المناطق يعيشون في "حالة دائمة من الخوف من الموت والدمار الوشيك".

تفاقم التوتر في شمال سوريا جاء بعد سقوط نظام بشار الأسد في مطلع كانون الأول (ديسمبر)، على أيدي فصائل مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت ترتبط سابقًا بتنظيم القاعدة. هذا التطور أعاد خلط الأوراق السياسية والعسكرية في سوريا، وأدى إلى تصاعد الهجمات التركية ضد "قسد"، التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها.

ادارة بايدن في مأزق
تواجه الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة جو بايدن، ضغوطًا متزايدة مع اقتراب موعد انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب في كانون الثاني (يناير) المقبل. ويعكس الموقف الحالي حالة من الارتباك السياسي والدبلوماسي، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى تركيا، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة مستقبل سوريا.
وبحسب الصحيفة، يسعى المسؤولون الأميركيون للحصول على تطمينات من أنقرة بأنها ستُوقف أي عمليات عسكرية موسعة ضد الأكراد، إلا أن الحشود التركية على الأرض تعكس شيئًا مختلفًا تمامًا.
في المقابل، أثار ترامب تساؤلات حول دور تركيا في التطورات الأخيرة، ملمحًا إلى أن سيطرة "هيئة تحرير الشام" على مناطق الأسد تمت بتنسيق تركي، إذ صرّح من مقر إقامته في فلوريدا قائلًا: "تركيا قامت باستحواذ غير ودي، لكن دون خسائر بشرية تُذكر".

دروس من الماضي
تخشى "قوات سوريا الديمقراطية" تكرار سيناريو 2019، عندما سحب ترامب جزءًا من القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، ما أفسح المجال أمام عملية تركية أدت إلى مقتل وتهجير مئات الآلاف. حينها، توسطت الإدارة الأميركية في اتفاق لوقف إطلاق النار، مقابل انسحاب القوات الكردية من أجزاء من الشريط الحدودي مع تركيا.
واليوم، تقف "قسد" مرة أخرى أمام خيار صعب؛ مواجهة عسكرية غير متكافئة ضد القوات التركية، أو قبول حلول دبلوماسية قد لا تحقق تطلعاتها السياسية.

في ظل حشود تركية متزايدة على حدودها الجنوبية، يبقى شمال سوريا مسرحًا محتملًا لتصعيد عسكري جديد قد تكون له تداعيات كارثية إنسانيًا وسياسيًا. ومع تحذيرات الأكراد من مخاطر الغزو الوشيك، تضغط التطورات على واشنطن للتدخل وإيجاد مخرج سياسي قبل انفجار الوضع.
فهل سيستجيب ترامب لنداءات الأكراد مجددًا، أم أن الشمال السوري سيشهد فصلًا آخر من فصول الصراع المعقدة؟

*أعدت "الخليج 365" التقرير عن وول ستريت جورنال: المصدر

Advertisements

قد تقرأ أيضا