ياسر رشاد - القاهرة - حمامات دم فى المساجد والشوارع وأشلاء الضحايا فى كل مكان
الاحتلال الصهيونى يرتكب فظائع داخل مجمع ناصر الطبى بخان يونس
تل أبيب تطالب الأمم المتحدة بمساعدتها لتهجير مليون ونصف فلسطينى قبيل الاجتياح
«مهيب وإلياس ابو جامع كانوا نايمين فى فراشهم... بالخيمة فى منطقة الشابورة برفح... قصفوا الخيمة.... ظلوا نايمين... ولكن للأبد» كذلك الرضيع «ماجد العفيفى» الذى ولد واستشهد فى الحرب بعد أربعين يوما على مولده.
اكتمل مشهد الإبادة الجماعية فى غزة. لليوم الـ129.. فكل من على ترابها لليوم يحتضر بدم بارد وبمباركة دولية حولتها إسرائيل لسلخانة وبات القطاع المحاصر يقف وحده بشماله الذى يواجه الموت جوعا وفى الجنوب بالمحارق والتهجير.
أعدم الاحتلال الصهيونى فى رفح خلال الساعات الماضية المئات ما بين طفل وامرأة وشيخ كبير فى السن كانوا نائمين وآمنين فى بيوتهم. بخلاف المصابين فيما واصل مطاردة رسل الحقيقة وعيونها لفضح جرائمهم فارتقت الزميلة الصحفية «آلاء الهمص» لتحلق بعائلتها كلها التى لم يتبق منها أحد من أجل التمويه على عمليته العسكرية لإنقاذ مستوطنين.
أبادت عصابات الإرهاب النازى الصهيونى الضحايا بعيدا عن مركز الحدث بكيلوات الأمتار من أجل التمويه فقط. فيما تواصل القناصة الإسرائيلية حصد الأرواح من الطواقم والنازحين داخل ساحات مجمع ناصر الطبى بخان يونس مع نفاد الطعام لدى الطواقم والمرضى والنازحين فى المجمع المحاصر وبداخله 10 آلاف مدنى ما بين مريض ونازح وجثامين للشهداء لم تدفن بعد فى صورة كارثية لمشهد الحياة والموت وسقطت الأسقف المعلقة فى أقسام المبيت والعمليات نتيجة الانفجارات المحيطة بالمجمع وعجز كل من بالمكان عن التحرك فى ساحاته، بينما غمرت مياه الصرف الصحى قسم الطوارئ وأعاقت عمل الطواقم فى المجمع وسط مخاوف من امتدادها إلى أقسام الأشعة.
يقف العالم مباركا الإبادة الجماعية فى غزة وداعما لحكومة الاحتلال برئاسة المتطرف «بنيامين نتنياهو» فيما تواصل المنظومة الصحية الانهيار الكامل مع استمرار المحارق والمجازر الصهيوينة على مدار الساعة ضد الفلسطينيين فى المستشفيات ومراكز الإيواء والخيام والعراء منددا بتواصل سياسة الاحتلال فى الإبادة الجماعية بحرق خيام النازحين ومطاردتهم داخل المساجد ومنها مسجد الهدى يبنا ومسجد الرحمة الشابورة ومنزل المغير ومنزل المصرى ومنزل أبو جزر ومنزل أبوالحصين منزل أبورزق و6 بيوت أخرى وقصف الحدود بـ3 صواريخ، أى جريمة إبادة هذه وأى إرهاب هذا وأى استخفاف بحياة الإنسان وروحه.
هل رأى العالم ثمن التمويه فى منطق الاحتلال؟.
أعلن الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة ارتقاء وإصابة المئات جراء العدوان الإسرائيلى المستمر لليوم الـ129 على قطاع غزة.
وأكد وصول مئات الشهداء للمستشفيات نتيجة المجزرة التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى بمدينة رفح ولازالت عملية انتشال الضحايا مستمرة بعدما حرق الخيام وطارد النازحين وأعدمهم بدم بارد.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 19 مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 200 شهيد و200 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية ولازال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعى من مستشفى يوسف النجار رفح الكويتى أطفالا شهداء أو جرحى. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 28340 شهيدا و67984 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضى.
ودعت إسرائيل هيئات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى المساعدة فى عمليات إجلاء المدنيين من مناطق الحرب فى قطاع غزة قبل التوغل البرى المزمع لمدينة رفح الواقعة على حدود القطاع مع مصر والتى تكتظ بالنازحين الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الصهيوينة «إيلون ليفي» فى إفادة صحفية «نحث وكالات الأمم المتحدة على التعاون... لا يمكن القول إنه لا يمكن القيام بذلك. اعملوا معنا لإيجاد طريقة».
وطالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، «أبو مازن» المجتمع الدولى خاصة الإدارة الأمريكية التدخل لإلزام إسرائيل بوقف حربها على الشعب الفلسطينى، ووقف هجومها على رفح جنوب القطاع، وحذر عباس، خلال اجتماعه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى الدوحة، من المخاطر الجسيمة المترتبة على شن الاحتلال الإسرائيلى هجومًا على مدينة رفح، التى تؤوى أكثر من 1.5 مليون مواطن فلسطينى لجأوا إليها من شمال القطاع ووسطه.
وأضاف الرئيس الفلسطينى، أن الهجوم على رفح «إن نُفذ فسيؤدى إلى كارثة إنسانية ومجازر بشعة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه ووطنه، فى تكرار لنكبتى 1948 و1967 اللتين لن نسمح بتكرارهما مهما حدث».
واتهم « أبو مازن» إسرائيل والمستوطنين بارتكاب جرائم قتل وتطهير عرقى وتمييز عنصرى بحق الشعب الفلسطينى فى الضفة بما فيها القدس المحتلة.
وأدانت حركة حماس المذبحة المروعة التى ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين فى رفح، بعد شن الاحتلال غارات جوية بالقرب من المدينة.
وقالت حماس فى بيان، إن الهجوم على المدينة وما ترتكبه من مذابح مروعة بحق المدنيين العزل والنازحين من الأطفال والنساء والشيوخ.. ويعتبر استمرارا لحرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسرى التى تشنها ضد الشعب الفلسطيني.
وحملت حماس فى بيانها الرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته المسئولية الكاملة عن مقتل المدنيين، قائلة إن الولايات المتحدة منحت نتنياهو الضوء الأخضر وقدمت الدعم العلنى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بالمال والسلاح والغطاء السياسى، لمواصلة حرب الإبادة والمجازر.
الفلسطينيون يناشدون مصر مواصلة ضغوطها على المجتمع الدولى لوقف الإبادة
إدانات وتحذيرات من تداعيات الاجتياح البرى لرفح على الحدود وانفجار الوضع
ناشدت أمس حركات المقاومة الفلسطينية مصر مواصلة ضغوطها ودعمها للقضية والوقوف فى وجه المخططات الصهيوينة لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه.
وشددت على أنه أمام تهديدات الاحتلال بعملية عسكرية برفح، فإن الدور المصرى هو الأكثر أهمية لوقف العدوان، وخاصة أن العملية تمس الأمن القومى المصرى.
ودعت القيادة المصرية لزيارة الحدود الفلسطينية - المصرية للاطلاع على نحو مباشر على المخاطر التى تمس الأمن القومى العربى وطالب بالتحرك فورا لإحباط العملية العسكرية ومخططات الاحتلال النازي... إن تهديدات الاحتلال بالعملية العسكرية لرفح يعرض أكثر من مليون ونصف مليون نازح للإبادة الجماعية.
وأشارت إلى أن المعركة ستكون على أبواب مصر، وهذا سيهدد السيادة المصرية وأمنها القومى وسيكون لها ارتدادات كبيرة على المنطقة بأسرها.
وحذرت من تنفيذ مخططات الاحتلال بتهجير شعبنا، ونؤكد أن شعبنا فى غزة لن يقبل التهجير لا قسرًا ولا طوعًا، وسيبقى ثابتًا على أرضه، ولن يعود إلا لدياره التى هجر منها.
كانت القاهرة حذرت تل أبيب من تهجِير الفلسطينيين لمصر، وأعلنت إسرائيل رسميا، يوم الجمعة الماضي، الاستعداد لعدوان برى على رفح.
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطينى فى رفح، بعد أن أجبر الاحتلال الإسرائيلى منذ بداية عدوانه البرى فى القطاع فى 27 أكتوبر، مئات آلاف الفلسطينيين شمالا على النزوح إلى الجنوب مدعيًا أنه «منطقة آمنة»، وهو ما ثبت عدم صحته مع ارتقاء آلاف الشهداء فى الجنوب.
وأعربت العديد من الدول العربية والغربية والمنظمات الدولية عن قلقها البالغ بشأن عزم إسرائيل شن هجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة وسط وجود ملايين النازحين والمدنيين والأطفال.
وأكد نائب رئيس الوزراء الإيرلندى مايكل مارتن، أن إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن توسيع العمليات العسكرية فى رفح، والأوامر بإجلاء السكان المدنيين يشكل تهديدا خطيرا لما يقدر بنحو 1.5 مليون فلسطينى يلجأون إلى المنطقة، ولابد من إدانته.
وشدد نائب رئيس الوزراء الإيرلندى على أن أى عملية عسكرية فى رفح، التى أصبحت الآن فعليا أحد أكبر مخيمات اللاجئين وأكثرها اكتظاظا فى العالم، ستنطوى على انتهاكات جسيمة للقانون الإنسانى الدولي. وأعربت فرنسا عن قلقها البالغ بعد الغارات الإسرائيلية التى استهدفت رفح فى جنوب قطاع غزة، داعية إلى وقف القتال.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن رفح تعتبر اليوم ملاذا يلجأ إليه أكثر من 1.3 مليون شخص، كما أنها معبر حيوى يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، مضيفًا أن شن هجوم إسرائيلى واسع النطاق على رفح من شأنه أن يخلق وضعا إنسانيا كارثيا ذات بُعد جديد وغير مبرر، ولتجنب هذا الوضع الكارثي، «ندعو مجددًا إلى وقف القتال».
وأعرب وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون، عن قلقه العميق بشأن عزم إسرائيل شن هجوم عسكرى على رفح، جنوب قطاع غزة.
وقال كاميرون على حسابه عبر منصة إكس «نشعر بالقلق العميق إزاء احتمال شن هجوم عسكرى على رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى المنطقة»، لافتًا إلى أن الأولوية إدخال المساعدات ووقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
كما حذرت منظمة أكشن إيد الدولية، من أن أى تكثيف للهجمات على محافظة رفح سيكون له عواقب وخيمة تماما، وسط مخاوف من غزو برى لرفح التى تضم الآن أكثر من نصف سكان قطاع غزة. وأضافت أكشن إيد فى بيان لها ، أنه رغم وجود تقارير بأن الغارات الجوية تزايدت بالفعل فى منطقة رفح التى تقع فى أقصى جنوب القطاع المحاصر، إلا أن أى هجمات ستوقع بلا شك عددا كبيرا من الضحايا.