اخبار الخليج / اخبار الإمارات

الامارات | مختصون يحذّرون من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن مختصون يحذّرون من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - حذر أطباء من سوء استخدام المضادات الحيوية، خصوصاً في حالات الزكام والسعال، وهما من الأمراض الشائعة جداً، ويصيبان البالغين مرتين أو ثلاثاً سنوياً، مشيرين إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يشكّل مصدر قلق في الأوساط الطبية، فيما أكد مركز أبوظبي للصحة العامة أن مضادات الميكروبات أدوية أساسية لعلاج العدوى، لكن إساءة استخدامها قد تُفقدها فاعليتها.

وتفصيلاً، أكد أطباء أن استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب يمثّل خطورة على صحة المريض وعلى المجتمع، كما يتسبب في مشكلة مزدوجة تشمل الضرر الذي يلحق بالبكتيريا المفيدة الموجودة في أجسامنا، وتزايد مقاومة البكتيريا الضارة للمضادات الحيوية، محذّرين من أن العطاس والأنف المحتقن والسعال وألم الحلق وما شابه ذلك، لا يستدعي أخذ المضادات الحيوية، ويمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية ومضاعفات قد تصل إلى الوفاة في حالات كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.

ضعف المناعة

وأكد استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية تنشأ عنه مقاومة الجسم لها، لأنها تقاوم البكتيريا فقط، ولكن الناس يستخدمونها للأمراض الفيروسية، ويترتب على ذلك - في حال أصيب شخص بالتهاب بكتيري واحتاج إلى مضاد حيوي - أن يكون استخدام المضاد بلا جدوى، مشيراً إلى أن أغلب من يصابون بحمى أو زكام يصابون بالتهابات فيروسية، ومنها فيروسات الإنفلونزا، وهذه الحالات لا تستدعي استخدام المضاد الحيوي.

وقال سجواني: «إذا تناول شخص مضاداً حيوياً فإنه سيُضعف جهاز المناعة لديه، وقد يضره ويعرّضه لمضاعفات وآثار جانبية، منها التأثير في جهازه المناعي، وقتل البكتيريا النافعة في الجسم، ما يؤدي إلى مشكلات معوية ونشوء القولون العصبي والغازات»، لافتاً إلى أن بعض الدراسات الطبية ربطت الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بأمراض سرطانية، لذا فمن الضروري الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها، حيث يلعب الطبيب دوراً حاسماً في العلاج، لأنه يجري مسحة للأنف، للتأكد من وجود الالتهاب البكتيري قبل صرف المضادات الحيوية.

صعوبة العلاج

وقالت أخصائية الأمراض المعدية في مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، الدكتورة ديما إبراهيم: «مع كل استخدام غير ضروري لأي نوع من المضادات الحيوية، تغدو البكتيريا أكثر مقاومة ويصبح علاجها أشد صعوبة. والأكثر من ذلك، أن البكتيريا تتطور في بعض الحالات لتسبّب العدوى المقاومة للأدوية التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، وعند الإصابة بعدوى شديدة يصبح من الصعب إيجاد الدواء الفعال لمكافحة البكتيريا المقاومة للأدوية».

وأضافت: «ليست هناك أي فائدة من تناول الأدوية دون وصفة طبية لعلاج الزكام أو الإنفلونزا أو أي مرض آخر، بل لابد من زيارة الطبيب لتمكينه من تحديد ما إذا كان السبب بكتيرياً أم فيروسياً، ووصف العلاج المناسب لتحقيق التعافي الأسرع»، مشيرة إلى أن المضادات الحيوية صُممت لمحاربة العدوى البكتيرية فقط، ولا تؤثر في العدوى الفيروسية، ما يعني أنها ليست فعالة في علاج أعراض الإنفلونزا أو الزكام، ومع ذلك يستمر بعض الناس في استخدام المضادات الحيوية عندما يعانون الزكام أو الإنفلونزا، وفي كثير من الأحيان يستخدمونها دون وصفة طبية ويعرّضون أنفسهم لمضاعفات الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.

الحمل

فيما قالت أخصائية طب النساء والولادة في مستشفى مديور أبوظبي، الدكتورة مي محمد: «بعض المضادات الحيوية فقط هي التي من المقبول تناولها أثناء الحمل، وبعضها الآخر يجب عدم تناوله، حيث تعتمد السلامة على العديد من العوامل، وتشمل هذه العوامل نوع المضاد الحيوي، وفترة الحمل التي تتناول فيها المضاد الحيوي، ومدة تناوله، والكمية التي تتناولها الحامل»، مشيرة إلى أنه في حال كان المضاد الحيوي أفضل طريقة لعلاج حالة مرضية أثناء الحمل، فسيصف اختصاصي الرعاية الصحية الدواء المناسب بالجرعة الأكثر أماناً.

وأجمع الأطباء على ضرورة إرساء مفاهيم الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتكثيف التوعية المجتمعية بخطورة الإسراف والاستخدام العشوائي لهذه المجموعة من الأدوية ذات الأهمية القصوى في السيطرة على الأمراض المعدية البكتيرية، وذلك من خلال التواصل الفعال والمحاضرات التثقيفية في المجالس والمدارس والجامعات، حيث تزيد تكاليف الرعاية الصحية المقدمة للمرضى المصابين بحالات عدوى المقاومة، على تكاليف رعاية المرضى المصابين بحالات عدوى غير مقاومة، بسبب استغراق المرض مدة أطول، وإجراء اختبارات إضافية واستخدام أدوية أكثر كلفة.

آثار جانبية

من جانبه، أكد مركز أبوظبي للصحة العامة أن المضادات الحيوية ليست خياراً سحرياً، ولا يتم استخدامها لنزلات البرد أو الإنفلونزا، ولن تساعد على الشعور بالتحسّن بشكل أسرع، وقد تسبب آثاراً جانبية إذا استخدمت بشكل غير لائق، كما لا يمكن أن تساعد المضادات الحيوية في علاج الأوجاع أو الألم، حيث تعمل هذه الأدوية على المساعدة في محاربة الجراثيم التي تجعلك مريضاً.

وأوضح المركز في نشرة توعوية بعنوان «مقاومة مضادات الميكروبات.. إرشادات للمجتمع العام»، أن مضادات الميكروبات هي مجموعة من الأدوية التي تساعد أجسامنا على محاربة الجراثيم المسببة للمرض (الالتهابات البكتيرية والفيروسية أو الفطرية)، حيث تعمل المضادات على قتل الجراثيم أو إضعاف قدرتها على النمو، ما يقلل فرصة الإصابة بالمرض، محذراً من أن مقاومة مضادات الميكروبات، تحدث عندما تعتاد الجراثيم على الأدوية المخصصة لها، بسبب سوء استخدامها المتكرر من غير حاجة طبية، ما يضعف فاعلية هذه الأدوية ويصعّب على الأطباء مساعدتنا عندما نمرض أو نصاب بالتهاب.

وأرجع المركز زيادة مقاومة مضادات الميكروبات إلى استخدام كثير من الأدوية المخصصة لإضعاف الجراثيم والتخلّص منها، ما يؤدي إلى اعتياد الجراثيم على هذه الأدوية فتغير دفاعاتها وتصبح أكثر مقاومة للأدوية، وتزداد شراسة وقوة، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان، عندما نمرض لا نحتاج حقاً إلى المضادات الحيوية، حيث يمكن أن نتحسن مع أنواع العلاج الأخرى، لكن مازال كثير من الناس يطلبون وصف المضادات الحيوية لهم حتى عند عدم الحاجة إليها.

مقاومة مضادات الميكروبات

وأشار المركز إلى إمكانية المساعدة في تقليل مقاومة مضادات الميكروبات عن طريق عدم تناول المضادات الحيوية عندما لا نكون بحاجة إليها حقاً، خصوصاً أنه في بعض الأحيان عندما نمرض، يمكننا أن نتحسن مع العلاجات الأخرى دون استخدام المضادات الحيوية، لافتاً إلى أنه من المهم عندما نمرض التحدّث إلى طبيب لمعرفة ما إذا كنا نحتاج حقاً إلى أدوية، أو يمكننا أن نتحسن بمجرد الراحة وشرب كثير من السوائل.

أدوية بديلة

مسكنات الألم التي تخفف الآلام والأوجاع والحمى، والأدوية المضادة للالتهابات، مثل بخاخات الحلق أو مزيلات الاحتقان، إضافة إلى الإكثار من شرب السوائل يساعدك على تحسين البلع والأعراض بشكل أسرع، والأدوية الطاردة للبلغم لتنقية الشعب الهوائية، كما تساعدك بخاخات الأنف ومزيلات الاحتقان على التنفس براحة أكبر، إضافة إلى أن مضادات الهيستامين تخفف انسداد الأنف والعطاس والحكة.

نصائح

وشدد المركز على ضرورة أخذ النصيحة الأفضل من الطبيب، حيث يحدد العلاج على حسب الحالة الطبية، وعدم شراء المضادات الحيوية أبداً دون استشارة الطبيب أولاً، وعدم إعادة استخدام المضادات الحيوية المتبقية من علاج سابق، وسؤال الصيدلي عن كيفية التخلص من المضادات الحيوية المتبقية.


خطر عالمي

أكدت منظمة الصحة العالمية أن مقاومة المضادات الحيوية تُعد من أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية، والأمن الغذائي والتنمية، ويمكن أن تُلحِق الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد الإقامة، مشيرة إلى أن وتيرة مقاومة المضادات الحيوية تتسارع بفعل إساءة استعمالها، حيث بات علاج عدوى الالتهابات أصعب، بعد أن أصبحت المضادات الحيوية التي جرت العادة على استعمالها لعلاجها أقل نجاعة، كما تؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى تمديد فترة الرقود في المستشفى، وارتفاع التكاليف الطبية، وزيادة معدل الوفيات.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements