كتب هذا الموضوع سلطان القحطاني - 1 – ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا في مجال الأمن السيبراني، وكيف تساهم “تريند مايكرو” في معالجتها؟
- في الواقع تواجه المنطقة تحديات سيبرانية معقدة، حيث تتزايد الهجمات الإلكترونية بوتيرة غير مسبوقة، بالإضافة لتطور وتعقيد أساليب التهديدات، يضاف إلى ذلك نقص الوعي الأمني، وقلة التدريب المتخصص، ما يجعل الأفراد والمؤسسات أكثر عرضة للهجمات. ورغم الإسهامات الكبيرة التي تحققت بفضل التحول الرقمي، والانتشار الكبير لتقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة الاعتماد عليها في مختلف مناحي الحياة، إلا أن هذه التطورات التكنولوجية أدت في الوقت ذاته إلى زيادة حجم التهديدات السيبرانية التي تواجهها المؤسسات والشركات العاملة في المنطقة. من بين هذه التهديدات على سبيل المثال، زيادة مخاطر جرائم التصيُّد الاحتيالي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهجمات الفدية المعقدة، واستغلال الثغرات الموجودة في البيئات السحابية، بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة باستخدام أجهزة إنترنت الأشياء، وسلاسل توريد البرمجيات، فضلًا عن الهجمات والتهديدات المدعومة من الدول، والتي أصبحت أكثر تعقيدًا بما يجعل من الصعب اكتشافها.
- من هذا المنطلق، تُواصل “تريند مايكرو” جهودها نحو تقديم حلولٍ أمنية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تجمع بين المرونة والشمولية لتوفير حماية متكاملة للمؤسسات والأفراد على حدٍ سواء، ومن بين أبرز هذه الحلول تأتي منصة “Trend Vision One”، التي تتخطى المفهوم التقليدي للأمن السيبراني. حيث تتميز المنصة بقدراتها الفائقة على إدارة المخاطر وتحليل البيانات الضخمة، مما يعزز مستوى الحماية في بيئات العمل الهجينة، كما توسع من نطاق عمليات الكشف عن التهديدات والاستجابة السريعة لها، مع رصد الأنماط غير الطبيعية في حركة البيانات، بما يُمكِّن المؤسسات من الاكتشاف المبكر للتهديدات المعقدة ومعالجتها قبل أن تتفاقم، مما يضمن بيئة عمل أكثر أمانًا وفعالية.
- ومن دواع فخرنا أن يؤكد التقرير السنوي للشركة حول حالة الأمن السيبراني نجاح حلولنا المتقدمة في التصدي لما يزيد عن 489 مليون تهديد إلكتروني في المنطقة، وهو ما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه “تريند مايكرو” في دعم التحول الرقمي المستدام. ولكن، يبقى التحدي الأكبر مرتبطًا بالبنية التحتية الحيوية للمؤسسات والشركات، حيث تُركّز الهجمات السيبرانية على استهداف القطاعات الخدمية والاقتصادية بشكل مكثف. ورغم ذلك، تؤكد “تريند مايكرو” التزامها بدعم ومساعدة المؤسسات على مواجهة هذه المخاطر وتوفير مستقبل رقمي آمن.
2 – باعتبارك أحد أبرز الخبراء في القطاع، كيف ترى تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الأمن السيبراني، خصوصًا مع إضافة مساعد “كومبانيون” لمنصتكم؟
- لقد أصبح الذكاء الاصطناعي حجز الزاوية الرئيسي لمنظومة التطوير بمختلف الصناعات، وفي قطاع الأمن السيبراني على وجه التحديد يقدم الذكاء الاصطناعي إسهاماتٌ جوهرية، فهو ليس مجرد أداة تقنية متقدمة، بل يُعتبر العنصر الأساسي في إعادة صياغة مفهوم الأمن السيبراني. وفي عالم متغير تزداد فيه التهديدات السيبرانية في كل لحظة أصبحت الحاجة إلى حلولٍ أمنية متطورة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة، حيث يمكن لهذه التقنيات التنبؤ بالمخاطر، وتحليل كميات ضخمة من البيانات بدقةٍ عالية، فضلًا عن قدرتها في الكشف المبكر عن التهديدات والتصدي لها بشكل استباقي، قبل أن تتفاقم الأوضاع، وذلك لحماية الأفراد والمؤسسات من ناحية، ودعمهم في اتخاذ القرارات الصحيحة من ناحية أخرى.
- ويعكس إضافة المساعد الشخصي “كومبانيون” إلى منصتنا الرائدة “تريند فيجن وان” التزام “تريند مايكرو” بتوفير كل سبل الدعم للمستخدمين لتحقيق الاستفادة الكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وفي نفس الوقت جعل الأمن السيبراني أقل تعقيدًا وأكثر فاعلية. ويعمل “كومبانيون” على دعم فرق الأمن السيبراني في كل خطوة، فهو يعمل على تحليل البيانات بسرعة فائقة، وتوفير رؤى واضحة حول التهديدات المحتملة، وتوجيه المستخدمين لاتخاذ أفضل القرارات الأمنية. فعلى سبيل المثال، ومن خلال هذه الإضافة، أصبح بإمكان الشركات مراقبة وتحليل سلوكيات المستخدمين والكشف عن الأنشطة المشبوهة على شبكاتها بشكلٍ لحظي، مما يعني أن فرق الأمن البشرية لم تعد في حاجة إلى قضاء ساعات طويلة في التدقيق والتحليل، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحديد الأولويات واقتراح الحلول.
- ومع ذلك نحن ندرك أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط وسيلة للحماية؛ بل يمكن استخدامه من قبل مجرمي الإنترنت أيضًا، الأمر الذي يُحتّم علينا مواصلة نهجنا في التطوير والابتكار المستمر، لبناء منظومة أمنية شاملة تدعم الشركات في رحلتها نحو التحول الرقمي، مع ضمان أعلى مستويات الحماية السيبرانية.
3 – نجحتَ في رفع أرباح الشركة وتعزيز حضورها الإقليمي. ما هي الاستراتيجيات التي اعتمدتها لتحقيق هذه الإنجازات، وكيف تخططون للحفاظ على هذا الزخم؟
- في البداية يجب التأكيد على أن أي نجاح تحققه “تريند مايكرو” هو ثمرة جهود مشتركة لكافة العاملين في الشركة وليس نتيجة جهد شخص واحد، كما أن نجاح الشركة في تحقيق هذه الإنجازات لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاجٌ لاستراتيجية عمل طويلة الأمد تم إعدادها بمنتهى الاحترافية. ترتكز على عدة محاور رئيسية أولها الابتكار المستدام، والذي لا يعني فقط توفير وتطوير حلول أمنية جديدة قادرة على التعامل مع التهديدات المتزايدة، وإنما أيضًا الحرص المستمر على تحسين وترقية تجربة العملاء والانتقال بها إلى أعلى درجات الرضاء بدءًا من سهولة الاستخدام وصولًا إلى توفير الدعم الشامل في جميع الأوقات.
- أما ثاني المحاور التي نعتمد عليها في تعزيز نجاحاتنا وترسيخ مكانتنا كشريك استراتيجي موثوق به، هو الشراكات الاستراتيجية التي تُبرمها “تريند مايكرو” مع الحكومات والشركات الكبرى والتي نعمل من خلالها جنبًا إلى جنب مع الجهات المعنية لتعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني، من خلال توفير برامج تدريبية متقدمة، وندوات تثقيفية لرفع مستوى الوعي بأهمية الأمن السيبراني وكيفية تحقيقه.
- هناك أيضًا عامل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو الدراسة الجيدة والمتخصصة للأسواق واحتياجات العملاء. فنحن ندرك الاختلافات النوعية لأسواق المنطقة. لذا، نحرص على تصميم وتوفير حلول وخدمات مُخصصة تتناسب مع احتياجات كل سوق وتتماشى مع البُنى التحتية وتتوافق مع القوانين الخاصة بكل دولة.
- أما عن خططنا المستقبلية للحفاظ على ما تحقق، فتشمل تعزيز التحول الرقمي المستدام عبر دعم الشركات والمؤسسات في المنطقة لضمان استمرارية أعمالها في بيئة آمنة، بالإضافة إلى التوسع في الاستثمار في البرامج التدريبية لإعداد كوادر متخصصة في الأمن السيبراني، قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية والتحديدات السيبرانية المتقدمة. ذلك إلى جانب استمرارنا في البحث والتطوير لتقديم حلول أمنية متقدمة تحمي الأفراد والمؤسسات.
4 – مع امتداد المنطقة التي تديرها إلى 92 دولة، ما هي الطرق التي تعتمدها “تريند مايكرو” لتكييف حلولها لتناسب احتياجات الأسواق المختلفة؟
- نحن نحرص تماما على فهم كل ما يتعلق بالأسواق التي نعمل بها، سواء من حيث احتياجات ومتطلبات العملاء، أو تحديات البنية التحتية التكنولوجية. فنحن نؤمن بأنه ليس هناك حل أو نهج واحد يصلح لجميع الأسواق، لذلك نصمم حلولنا بشكل يجعلها متوافقة مع العوامل الخاصة بكل سوق، سواء من حيث اللغة، التكامل مع البُنى التحتية التقنية الخاصة بكل سوق، مراعاة اللوائح التنظيمية، فضلًا عن تحقيق معايير الامتثال لكل دولة.