يظن العدو الإسرائيلي أنه بقوة السلاح الفتاك والدعم اللا محدود من القوى العظمى سيفرض وجوده بالقوة وبذلك التصور الهمجي يقفز فوق كل القيم الإنسانية ويتمادى في الطغيان والجبروت بعقلية مآلها أن يهزم نفسه بنفسه حتى يصبح في مزبلة التاريخ مثل الطغاة الذين سبقوه في مسار الظلم والطغيان عبر التاريخ.

والإنسان الذي يعتدي ويقتل ويدمر ممتلكات ويشرد أهلها بدون سبب لا يستطيع أن ينام وهو مرتاح مهما خيل له أنه على حق. والحالة اليهودية دعمها الرعب الذي توارثته عبر الزمن وعلموها أجيالهم حتى أصبحت دوامة مفادها اقتل وإلا تقتل وهذه ليس مصدر قوة مهما كان السلاح فتاكاً والدعم بدون حدود لأن العوامل والتفاعلات النفسية لا يمكن اقتلاعها بصاروخ عن بعد أو رصاصة صامتة.. وفي النهاية صاحب الأرض المظلوم سينتصر. وعبر التاريخ القريب ثبت أن الوحدة لمقاومة عدو مشترك هي الطريق الصحيح وبعد الانتصار تحل مشاكل الخلافات.ثلاثة أمثلة في قارات مختلفة لم يستفاد منها في الصراع على فلسطين مع الصهاينة.

الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي ١٣٠ سنة. والثورة الفيتنامية فرنسا وأمريكا وثورة جنوب أفريقيا العنصرية استمرت ١٠٠ عام ضد هولندا وبريطانيا العظمى. وفي كل الحالات المصدر واحد = الدول الغربية.

وفي كل الحالات طال الصراع وانتصرت المقاومة بوحدتها القيادية والوطنية.

يزعم الكيان الصهيوني ومن والاه أنه سيهزم المقاومة في الصراع على فلسطين وهذا ما يثبت أنه لم يقرأ التاريخ جيدًا ولن يستسلم إلا بهزيمة عندما تتوحد كلمة المقاومة ولم شملها والتركيز على هزيمة العدو الحقيقي.

والمقاومة الأصيلة مهما تعرضت لتحديات وتراجعات تعود لتجد نفسها.. مثل الذي حصل في أمثلة الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا.. العدو مغتصب أجنبي والمقاومة أصيلة.. صاحبة الارض.

وفي الختام إن الذين ينجرفون ويشدون عن صفوف الأمة عليهم أن يفهموا الدرس ويعودوا إلى الجادة تحت لواء الحق ونبذ أوهام الباطل ومروجيه.. حفظ الله وطننا وقيادتنا الرشيدة.

م.سعيد الفرحة الغامدي – جريدة المدينة