الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

المبالغة وفوضى الحوار

يتسابق البعض لنيل الغلبة في أمر ما، أمر لا يستحق الوقوف أمامه أو مجرد الالتفات إليه، لنجد توافه الأمور قد صعدت على السطح بفعل مبالغة زائدة حولتها فجأة إلى أولوية من الأولويات، إنها المبالغة التي وجدت بيننا بيئتها الحاضنة من أولى مراحل نموها وحتى نهاية موسم الحصاد، حصادها من العدم الناتج عن تهويل كل أمر لا يستحق أن نمنحه من وقتنا جزءًا؛ فلم نترك لأنفسنا العنان كي تتوقف عنده تشاهد تفاصيله وتحلل جوانبه إن كان بالأساس ليس لنا فيه نفع أو فائدة.

إنها إحدى المشكلات المجتمعية الكبرى التي تمكنت مؤخرًا من تثبيت دعائمها ورفع راياتها بفعل دعم صانيعها وترويجهم لها في كل مكان؛ تبدأ القصة بلفظ يقال أو عمل يتم؛ سواء كان هذا مقصودًا أو غير مقصودٍ؛ فهذا ليس مهمًا على أية حال؛ الأهم أنه ينتشر فجأة ليجوب كل المواقع ويصبح شيئًا من لاشيء، يلهث خلفه الجميع وتتحول بعده تلك المنصات إلى ساحات للجدال تدور فيها أغلبية غير مسئولة، تهرول خلف كل خبر فتنجح في خلق حالة من حالات المبالغة وفوضى الحوار.

يتعين علينا أن ندرس من جديد الفرق بين المبالغة والاعتدال في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات اليومية خاصة تلك المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، يجب علينا أن نبحث عن وسائل آمنة تمكننا من جلب الهدوء والسلام لأنفسنا، لعلها تحمينا من نيران ثورتنا المتكررة أمام أتفه الأمور وأضعف الأسباب، نحن مأمورون بالاعتدال والتحكم جيدًا في ردات الأفعال، فلنحذر دوامة الفوضى القائمة والقادمة قدر الإمكان، ولنتجنب سجن أنفسنا بأنفسنا في منطقة القيل والقال.

نحن نخطئ عندما نبالغ في حسن الظن بالأفراد والجماعات، فهم يقيمون داخل خيمة كبيرة تحمل اسم “العالم الافتراضي”، عالم يقيم فيه جنبًا إلى جنب من هو صالح ومن هو طالح، عالم يجمع بين ما هو صحيح وما هو كذب وافتراء، نخطئ أيضًا حينما نبالغ في الانبهار بالمطروح أمامنا، نظلم أنفسنا عندما نهتم بما لا يعنينا، نخفق في حكمنا على بعض القضايا والمشكلات حين لا نتحرى عنها جيدًا؛ متأثرين بما هو رائج حولها من أكاذيب وإشاعات، المبالغة أصبحت مرضًا خطيرًا يهددنا، مرض يحتاج إلى علاجات سريعة وحلول عاجلة تمكننا من الحفاظ على ما تبقى لدينا من شعور بالهدوء والسلام.

الاندفاع خلف كل ما يتم طرحه والتهافت على كل ما يقال؛ هو السبب الرئيسي لإعداد النفس وتهيئتها لمعايشة العديد من هذه الموضوعات بجعلها بضاعة قابلة للبيع والشراء، لا تخلو بالطبع من حديث يحمل بين طياته بعض الكلمات غير اللائقة التي يستخدمها أصحابها لتدعيم وجهات نظرهم المتطايرة هنا وهناك، هيا لنبحث معًا عن معنى آخر للحرية الشخصية، فنحن نحيا في حالة من الفوضى المجتمعية التي تدفع بنا للمطالبة بضرورة تقنين الحريات.

وفاء أنور – بوابة الأهرام
2023-638156967692746510-274_main.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر المبالغة وفوضى الحوار لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements