السيد شيموياما شيغيرو هو أحد الشخصيات اليابانية البارزة التي اعتنقت الإسلام. يروي شيموياما قصته قائلاً إن رحلة اعتناقه للإسلام بدأت بالبحث عن الحقيقة والهدوء الروحي. كان يعيش حياة عادية في اليابان، ولكنه كان يشعر دائماً بنقص روحي وحاجة للبحث عن معنى أعمق للحياة. في إحدى المرات، تواصل مع بعض الأصدقاء المسلمين الذين قدموا له نظرة شاملة عن الإسلام. بدأت رحلة شيموياما بتعلم اللغة العربية، قراءة القرآن الكريم، وفهم التعاليم الإسلامية. تأثر شيموياما بقيم الإسلام وتعاليمه التي وجدها متوافقة مع قيمه وأفكاره الشخصية. بعد فترة من البحث والدراسة، قرر اعتناق الإسلام بشكل رسمي.
شيموياما شيغيرو هو أحد اليابانيين الذين اعتنقوا الإسلام بعد رحلة بحثية وتأملية طويلة. وُلد ونشأ في اليابان في بيئة تقليدية غير مسلمة، وكان دائمًا يسعى لفهم المعاني الأعمق للحياة والروحانية. بدأت رحلته نحو الإسلام عندما كان في العشرينات من عمره، حينما التقى بعدد من المسلمين خلال سفراته في الخارج. تأثر شيموياما بعمق بالقيم الأخلاقية والروحانية التي وجدها في الإسلام، وخاصة تركيز الدين على السلام، والعدالة، والرحمة.
عندما عاد إلى اليابان، قرر شيموياما دراسة الإسلام بشكل أعمق. بدأ بقراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية، واستشار العديد من العلماء المسلمين. شعر بأن الإسلام يجيب على الكثير من الأسئلة التي كانت تؤرقه ويمنحه السلام الداخلي الذي كان يبحث عنه. بعد سنوات من البحث والتفكير، أعلن شيموياما اعتناقه للإسلام وبدأ ينشر تجربته وقصة اعتناقه الإسلام بين أصدقائه وعائلته.
جامع طوكيو.(© Nippon.com)
الاحتكاك الإنساني أفضل الطرق للتعرف على الإسلام
المحاور: هل يمكنك أن تخبرنا بالتفصيل كيف اعتنقت الدين الإسلامي؟ ومن أين بدأ اهتمامك بالإسلام بشكل عام؟
شيموياما شيغيرو: عندما كان عمري 19 سنة، ذهبت إلى السودان في أفريقيا كجزء من نادي الاستكشاف بجامعة واسيدا. كان النادي يتوجه غالبًا إلى مناطق غير مأهولة وغير معروفة، وذهبت إلى نهر النيل في السودان بهدف دراسة حوض النهر. هناك، التقيت بالمسلمين وأدركت أنهم أناس طيبون ومليئون بالروحانية. تغيرت انطباعاتي السلبية عن الإسلام، التي كانت تتضمن أفكارًا مغلوطة مثل أن ”المسلمين مخيفون“ و”متشددون“. هذه التجربة أتاحت لي فرصة للتعرف على الثقافة الإسلامية بشكل أعمق وأكثر صدقًا، وأدركت أن الصور النمطية التي كنت أحملها عن المسلمين كانت مغلوطة.
كنت أذهب في رحلات على قارب مطاطي في نهر النيل، وعند عودتي لليابسة كل مساء، كان سكان القرية يرحبون بي ترحيبًا شديدًا، ويصر معظمهم عن طيب خاطر على استضافتي للنوم في منازلهم. في ذلك الوقت بدأت بدراسة الإسلام وكنت أقول في قرارة نفسي إن الإسلام دين رائع. لقد كانت تجربتي في أفريقيا نقطة البداية لما أنا عليه اليوم.
في البداية، لم أكن أرغب في التعمق في الدين نفسه، ولكن كنت أرغب في مشاركة الثقافة الإسلامية المختلفة مع الشعب الياباني، وفتح قلوبهم وعقولهم لفهم أفضل لها. عندما يخطو المرء في عالم مختلف، تبدأ التجربة الحقيقية عند الاحتكاك مع غيره من الأشخاص. لقد كان تعرفي على طالب دكتوراه عراقي بجامعة طوكيو الزراعية السبب في اعتناقي الإسلام، حيث كنت مترددًا في اتخاذ قرار مصيري كهذا.
استمرت علاقتي بهذا الطالب العراقي، وكان يقدم لي الكثير من المعلومات والنصائح حول الإسلام، مما ساعدني على فهم الدين بشكل أعمق. بدأت أحضر دروسًا دينية وأقرأ القرآن وأتعلم اللغة العربية لأتمكن من فهم النصوص الدينية بشكل أفضل. شعرت بأنني أصبحت أكثر ارتباطًا بالثقافة الإسلامية وأفكارها وقيمها.
بعد عدة سنوات من البحث والدراسة، اتخذت القرار النهائي باعتناق الإسلام. لقد كان قرارًا مدروسًا وعميقًا، حيث شعرت بأن هذا الدين يتوافق مع قيمي ومبادئي الشخصية. منذ ذلك الحين، أصبحت مهتمًا بنشر الوعي حول الإسلام في اليابان، وتوضيح المفاهيم الخاطئة حوله. أسست جمعية تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الثقافات وتعليم اليابانيين عن الإسلام وقيمه الإنسانية.
أعتقد أن الفهم المتبادل بين الشعوب والثقافات يمكن أن يسهم بشكل كبير في بناء عالم أكثر سلامًا وتسامحًا. الإسلام ليس دينًا متشددًا كما يعتقد البعض، بل هو دين يدعو إلى الرحمة والتفاهم والسلام. أتمنى أن أكون قادرًا على المساهمة في تعزيز هذه الفكرة بين اليابانيين، وأن أساعد في إزالة الصور النمطية السلبية التي قد تكون موجودة لديهم عن الإسلام والمسلمين.
شيموياما يحكي عن بداية اعتناقه الإسلام. (© Nippon.com)
المحاور: كيف كان رد فعل الناس من حولك بعد أن اعتنقت الإسلام؟
شيموياما: بعد اعتناقي الإسلام، قمت بمشاركة هذا القرار مع أصدقائي، وواجهت استجابات سلبية تجاهه من بعضهم. بالرغم من أنني شعرت بالإحباط من هذا التحيز، إلا أنني قررت أن أظل هادئًا وصبورًا. في كل مرة يتكرر فيها هذا السلوك، زاد إصراري على نشر المعرفة حول الإسلام وتوعية الآخرين به.
كان تخصصي هو النشر، فبدأت بالنشر عن الإسلام بفكرة تأليف كتب حول هذا الدين. بعد فترة، تلقيت عرضًا من جامع طوكيو، ولكن في ذلك الوقت كنت أدير شركة للطباعة. لذلك، قررت إيقاف هذا العمل وبدأت وظيفتي الحالية في الجامع.
وجدت أن العمل في الجامع فرصة مثالية لمواصلة نشر الوعي حول الإسلام والتفاعل مع المجتمع بشكل أعمق. بدأت بتنظيم فعاليات ومحاضرات تهدف إلى تقديم صورة صحيحة ومعتدلة عن الإسلام، بعيدًا عن الصور النمطية السلبية. كما عملت على ترجمة النصوص الدينية إلى اليابانية لتسهيل فهمها للمجتمع الياباني.
على الرغم من التحديات، أعتقد أنني أسهمت في تغيير بعض الأفكار والمفاهيم الخاطئة حول الإسلام. وأشعر بالسعادة عندما أرى أشخاصًا من حولي يبدأون في فهم الإسلام بشكل أفضل والتعامل معه بإيجابية. هذا يعطيني دفعة قوية لمواصلة هذا العمل والمساهمة في بناء جسور التفاهم بين الثقافات المختلفة.
الحفاظ على الهوية الثقافية اليابانية
المحاور: هل تقوم أحيانًا بزيارة الأضرحة والمعابد اليابانية؟
شيموياما: نعم، هذا يحدث. عندما أذهب إلى معبد أو ضريح، يكون ذلك لحضور مهرجان أو حدث سنوي. من بين الأحداث التي شهدتها، في مهرجانات الصيف والخريف، ذهبت إلى المعابد والأضرحة وحملت ميكوشي (الأضرحة المحمولة) على كتفي. لكن ذلك لم يكن خارج إطار الإيمان الديني، بل كان جزءًا من التقاليد والثقافة اليابانية التي أقدرها وأحترمها.
أنا أرى أن هناك قيمة في المشاركة في هذه الفعاليات لأنها تساعد في تعزيز التفاهم بين الثقافات وتظهر احترامنا للعادات والتقاليد المحلية. الإسلام يعلمنا احترام ثقافات الآخرين، والمشاركة في هذه المناسبات اليابانية تعكس هذا المبدأ. لكن من المهم التوضيح أن مشاركتي في هذه الفعاليات ليست من منطلق ديني، بل من منطلق ثقافي واجتماعي.
(© Nippon.com)
المحاور: هل يتخلى اليابانيون الذين اعتنقوا الإسلام تمامًا عن الشنتو والبوذية؟ أم أنهم يستمرون في زيارة الأضرحة والمعابد؟
شيموياما: لا، لا يتخلى اليابانيون الذين اعتنقوا الإسلام تمامًا عن الشنتو والبوذية. على سبيل المثال، أنا شخصيًا أستمر في زيارة الأضرحة والمعابد. لدي صديق كاهن، وأذهب إلى معبده للاستماع إلى ترانيمه، وعندما يتوفى أحد أفراد عائلتي، أحضر جنازته البوذية. هذا لا يتعارض مع إيماني بالدين الإسلامي.
يقول بعض الناس: ”أليس من الغريب أن تذهب إلى المعابد والأضرحة؟“ لكنني أعتقد أن المشاركة في مناسبات دينية أخرى لا تعني بالضرورة الإيمان بتلك الديانات أو الطقوس. لا يوجد حرج في المشاركة في الأنشطة المجتمعية كوني مسلمًا. المشاركة في هذه الأنشطة هي نوع من التفاعل الثقافي والاجتماعي الذي يعزز التفاهم والتواصل بين الثقافات المختلفة. الإسلام يدعو إلى احترام الآخرين وثقافاتهم، والمشاركة في مثل هذه الفعاليات تعكس هذا المبدأ بشكل جيد.
المحاور: أظن أن هناك المزيد من اليابانيين الذين اعتنقوا الإسلام. هل تعرف عن حالاتٍ حيث أراد شخص الزواج من مسلم/ مسلمة بدون أن يفكر في اعتناق الإسلام؟ هل واجهت هذا النوع من الاستشارات بنفسك؟
شيموياما: بالفعل، هناك أحيانًا حالات ترغب فيها امرأة في الزواج من مسلم دون أن تكون لديها نية في اعتناق الدين. في مثل هذه الحالات، قد يواجه الأشخاص تحديات في التفاهم الثقافي والديني بين الشريكين وأسرتيهما.
إذا كنت تواجه هذا النوع من القرارات، يجب التحدث بصراحة مع الشريك المسلم وفهم توقعاته واحتياجاته الدينية. يُنصح بالنقاش الجاد حول الالتزام بالدين الإسلامي إذا كان ذلك شرطًا للزواج. كما يُشجع على استشارة العائلة والأصدقاء للحصول على دعمهم ونصائحهم.
فيما يخص النساء اليابانيات اللواتي يفكرن في الزواج برجل مسلم، يُطلب غالبًا منهن اعتناق الإسلام قبل الزواج. يجب على النساء التفكير جيدًا في هذا القرار والتأكد من جاهزيتهن لالتزاماتهن الدينية بموجب الإسلام.
في الختام، يجب أن تستند هذه القرارات إلى التواصل والاحترام المتبادل بين الشريكين وعلى الاستعداد لمواجهة التحديات التي قد تطرأ.
قواسم مشتركة بين اليابان والإسلام
المحاور: هل هناك أي تشابهات بين الشعب الياباني والإسلام؟ وعلى الرغم من أن الإسلام هو دين عالمي، إلا أنه لم يتوغل بشكل كبير في المجتمع الياباني مقارنةً بالمسيحية وغيرها. ما رأيك في ذلك؟
شيموياما: حتى المسيحية لم تتغلغل بشكل كبير في البلاد. الشعب الياباني لا يفهم مفهوم التوحيد. كان للمسيحية بعض الانتشار منذ عصر ميجي، خاصةً عندما توجه بعض اليابانيين إلى أوروبا وأمريكا. أو ربما يمكنك أن تلاحظ ذلك في مدارس اللغة الإنكليزية المرتبطة بالكنائس. هذا يعكس بعض الاهتمام، لكن يُقدَّر أن هناك حوالي مليون مسيحي في اليابان. بالنظر إلى هذه التطورات، لا يمكننا القول بأن عدد المسيحيين في ازدياد مستمر. السبب يعود إلى عدم فهم الشعب الياباني لمفهوم التوحيد. اليابان دولة تعبد عدة آلهة، حيث توجد آلهة هنا وهناك، وهذا جزء كبير من الثقافة. يمكن أن يكون هذا أمرًا مهمًا.
الإسلام هو دين توحيدي يشبه إلى حد كبير المسيحية، ولكن يختلف عنها في بعض النواحي. يتأثر الاستقبال للإسلام بتأثير وسائل الإعلام الغربية، وكذلك بأمور أخرى مثل نوعية التعليم في اليابان. إذا لم تتغير هذه الظروف، فمن المرجح أن تظل الاتجاهات السلبية تجاه المسلمين قائمة. ومع ذلك، يُلاحظ تحسنًا ملحوظًا في السلوكيات والتفكير عند اليابانيين في السنوات العشر الماضية. يجب التفريق بين فهم الإسلام واعتناق الإسلام كدين.
شيموياما يتحدث عن الإسلام لمجموع من الطلبة اليابانيين الذين يزورون جامع طوكيو للتعرف عن قرب على الإسلام. (© Nippon.com)
المحاور: هل هناك تطور في فهم الإسلام في اليابان؟
شيموياما: أعتقد أن هناك تطورا كبيرا في فهم الإسلام في اليابان خلال السنوات العشر الماضية. كلما حدثت حوادث عالمية، زاد الاهتمام بالإسلام. يزداد عدد وسائل الإعلام التي تتناول هذا الموضوع، ويزداد أيضا عدد الأشخاص الذين يزورون المساجد للتعرف على الإسلام، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة زيادة عدد المسلمين. الأهم هو زيادة فهم الشعب الياباني للإسلام، الذي يعتبر دينًا عالميًا رئيسيًا.
للأسف، تأثر فهم اليابانيين للإسلام سلبا بالمفاهيم المشوهة و المتحيزة المنتشرة من الغرب، ونتيجة لذلك، لم يتم التقدم المطلوب خلال القرن الأخير والنصف.
على الرغم من عدم زيادة كبيرة في عدد المسلمين، إلا أنني أرى تقدمًا في فهم الإسلام. من خلال محادثاتي مع معلمي المدارس، لاحظت تغييرًا في مناهج التاريخ في اليابان، حيث بدأت تركز على دور الحضارة الإسلامية في تطور الحضارة الغربية بدلاً من التركيز الحصري على الحضارة الإغريقية.
في الكتب المدرسية اليابانية، كانت الحضارة الإغريقية دائمًا تُعتبر السبب وراء عصر النهضة الأوروبية، ولكن الآن، يُعترف بدور الحضارة الإسلامية في هذا السياق. هذا التغيير في المناهج التعليمية قد يؤثر إيجابًا على كيفية تفاعل الشباب الياباني مع العالم الإسلامي في المستقبل. رغم أنني لا أتوقع زيادة كبيرة في عدد المسلمين، فإن السؤال الأهم هو ما إذا كان الشباب سيتعلمون ويفهمون الثقافة الإسلامية وسيتعاونون مع العالم الإسلامي كشركاء بشكل أفضل.
ومع ذلك، إذا لم يتم تقديم فهم صحيح للإسلام، فلن يكون هناك زيادة في عدد المسلمين في اليابان. بالإضافة إلى ذلك، كما حدث مع زيادة عدد المسيحيين، فإن عدم فهم مفهوم التوحيد يشكل عقبة أمام هذا النمو.
عدد كبير من الطلبة اليابانيين يجلسون داخل جامع طوكيو للاستماع لحديث شيموياما عن الإسلام. (© Nippon.com)
إسلام صنع في اليابان؟
المحاور: هل من السهل بالفعل على اليابانيين اعتناق الإسلام كما يعتقد البعض؟
شيموياما: يتصوّر الكثيرون من المسلمين أن اليابانيين يميلون بسهولة إلى الاقتناع بالإسلام، وينظرون إلى الشخصية اليابانية على أنها ملائمة لتعاليم الدين بفعل صفاتها الصادقة. وقد يعتقد بعضهم أنه من السهل على اليابانيين اعتناق الإسلام بناءً على هذه المنظورات. ومع ذلك، أنا أرى الأمر بشكل مختلف تمامًا!
على الرغم من أن الشخصية اليابانية قد تتوافق بعض الشيء مع بعض تعاليم الإسلام، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن اليابانيين سيدخلون في الإسلام أفواجًا. فالاعتقادات والقيم الدينية تعمل بشكل عميق في العقل والقلب، وليس من السهل على الفرد تغيير ديانته أو اعتناق دين جديد بسبب بعض القيم المشتركة في الشخصية.
إضافةً إلى ذلك، يتطلب الانتقال إلى دين جديد مثل الإسلام تغييرًا كبيرًا في النمط الحياة والمعتقدات والعادات السابقة، وهذا قد يكون تحديًا كبيرًا بالنسبة للبعض. بالتالي، على الرغم من أن اليابانيين قد يكونون مفتونين ببعض جوانب الإسلام، إلا أن اعتناقه ليس بالأمر البسيط كما قد يتصوّر البعض.
المحاور: هل يمكن أن نرى نسخة من الإسلام تتأقلم مع الثقافة اليابانية؟
شيموياما: لا أعتقد أنه يوجد حالياً نسخة من الإسلام تم تطويرها خصيصاً لتتناسب مع الثقافة اليابانية. كما ذكرت سابقًا، يجب أن تكون الأولوية للشعب الياباني هي فهم واكتشاف الإسلام بشكل صحيح، بعيدًا عن الأفكار الخاطئة والصور المغلوطة.
عندما أفكر في الإسلام، أتذكر الروح اليابانية الجادة والدقيقة. يتسم الشعب الياباني بالتزامه العميق بالعمل الجاد والجودة، سواء كان ذلك في مجالات تصنيع الإلكترونيات أو السيارات، وهذه الروح الصارمة جزء لا يتجزأ من الثقافة اليابانية. بالنسبة لإمكانية ظهور ”إسلام ياباني“، فأعتقد أن هذا الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً، ربما بين 50 إلى 100 عام.
في النهاية، يجب أن يكون الهدف هو فهم كيف يمكن للإسلام التوافق مع الثقافة والقيم اليابانية، بدلاً من محاولة إنشاء نسخة معدلة خصيصًا لليابان.
دور جامع طوكيو في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام
المحاور: هل يمكنك تقدم للقارئ فكرة عامة عن جامع طوكيو؟
شيموياما: افتتح مسجد طوكيو لأول مرة عام 1938 عقب تشييده من قبل أتراك القازان المسلمين التتار الذين هاجروا من روسيا في أعقاب الاحتلال البلشفي عام 1917 ولجئوا إلى اليابان.
جامع طوكيو، المعروف أيضًا باسم ”مسجد طوكيو“، يُعد واحدًا من أهم المساجد في اليابان ويقع في حي شيبويا بالعاصمة طوكيو. يتمتع الجامع بتاريخ غني ومتنوع. تأسس جامع طوكيو لأول مرة في عام 1938 بواسطة المهاجرين الأتراك المسلمين الذين هربوا من آسيا الوسطى بعد الثورة الروسية. ساهمت الحكومة اليابانية في بناء المسجد، وكان يهدف إلى خدمة الجالية المسلمة المتزايدة في اليابان وتقديم صورة إيجابية عن الإسلام في المجتمع الياباني. بعد مرور عقود من الزمن، بدأت حالة المسجد تتدهور بسبب العوامل الجوية وتقدم الزمن. في عام 1986، تقرر هدم المسجد القديم نتيجة لتدهور حالته الإنشائية. أعيد بناء المسجد بدعم من الحكومة التركية وتبرعات الأفراد. بدأ العمل على إعادة البناء في عام 1998، وتم الانتهاء منه وافتتاحه رسميًا في عام 2000. التصميم الجديد لجامع طوكيو مستوحى من العمارة العثمانية الكلاسيكية، ويتكون من قبة رئيسية كبيرة ومئذنة يبلغ ارتفاعها 41 مترًا. تزين الجامع زخارف إسلامية معقدة وأعمال فسيفساء رائعة، مما يجعله واحدًا من أجمل المساجد في اليابان. تم تصميم المسجد بحيث يعكس الطراز العثماني التقليدي، مما يضفي عليه جمالًا وروحانية فريدة. يعد جامع طوكيو رمزًا للتعايش الثقافي والديني في اليابان، ويعكس الجهود المستمرة لتعزيز التفاهم والتعاون بين المجتمعات المختلفة. من خلال استضافة الفعاليات التعليمية والثقافية، يسهم المسجد في تعزيز الحوار بين الثقافات ويعمل كجسر بين المجتمع المسلم والمجتمع الياباني الأوسع.
يصل عدد المصلين في الجامع يوم الجمعة إلى 1500 شخص، ويأتي العديد من المسلمين من كافة أنحاء طوكيو للصلاة في المسجد الذي يعد أكبر مساجد اليابان.
جامع طوكيو.(© Nippon.com)
جامع طوكيو.(© Nippon.com)
المحاور: ما هو الدور الذي يقوم به جامع طوكيو غير كونه مكانًا للصلاة؟
شيموياما: إنه ليس مكانًا للعبادة فحسب، بل هو أيضًا مركز لتعليم القرآن الكريم، وملحق به متجر يوفر المنتجات الحلال لخدمة المسلمين الذين يترددون على المسجد. في نهاية المطاف، هو مكان للعبادة، التسوق اليومي، الدراسة، والتفاعل الاجتماعي في مكان واحد.
بالإضافة إلى ذلك، كنت أبذل جهودًا كبيرة لشرح الإسلام للشعب الياباني، ونقل رسالة الدين العالمي، الإسلام، إلى أكبر عدد ممكن من اليابانيين. لتحقيق هذا الهدف، نقوم بتنظيم جولات برعاية جامع طوكيو في أيام السبت والأحد والعطلات الرسمية، حيث نقدم شرحًا مبسطًا عن الإسلام والمسلمين. في بعض الأحيان، يتجمع أكثر من 80 إلى 100 شخص في كل جولة.
بصفتي يابانيًا ومسلمًا يابانيًا، أريد أن أنقل رسالة الإسلام إلى أكبر عدد ممكن من اليابانيين. لهذا الغرض، نستخدم وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. بفضل مزيج من التواصل الفردي والتواصل عبر وسائل الإعلام، أصبح جامع طوكيو وجهة سياحية تجذب الناس من جميع أنحاء البلاد، من هوكايدو إلى كيوشو.
المحاور: كيف توسع نشاط جامع طوكيو في السنوات العشر الماضية؟
شيموياما: هكذا تطور دور جامع طوكيو في اليابان في السنوات العشر الماضية:
1. توسيع المرافق وزيادة عدد الموظفين
كان الموقع يحتوي فقط على الجامع ومدرسة قديمة، تم إعادة هيكلة البناء وولد من جديد ليصبح ”المركز الثقافي التركي“، وهو يضم مدرسة ثلاثية الطوابق وموقفًا للسيارات، إلى جانب ”متجر المنتجات الحلال“ و”قاعة مجهزة بأحدث التجهيزات الصوتية“ و”فصول دراسية متعددة“. وارتفع عدد الموظفين من 3 قبل 10 سنوات إلى 30 موظفاً الآن.
2. زيادة كبيرة في عدد الزوار
يمكن تقسيم الزوار بشكل عام إلى ”مسلمين“ و”يابانيين غير مسلمين“.
يمكن القول إن عدد المسلمين القادمين للعبادة والتسوق وحضور الدروس الإسلامية المختلفة قد تضاعف. ويمكن القول إن عدد الزوار اليابانيين، ومعظمهم من السياح والطلاب الراغبين في التعرف على الإسلام، قد زاد 5 أضعاف.
في العام الماضي، زار الجامع 63 جامعة و126 مدرسة ثانوية من أجل الاستماع إلى الشرح عن الإسلام. على الرغم من أن هناك ازدهارًا في التعليم متعدد الثقافات، إلا أنني مندهش من وجود اهتمام متزايد بالإسلام، وهو دين بعيد عن الشعب الياباني
3. ترسخ جذور الإسلام في اليابان
متجر المنتجات الحلال الملحق بجامع طوكيو.(© Nippon.com)
وبهذه الطريقة، يتجذر الإسلام بشكل مطرد في اليابان. وقد ارتفع عدد المساجد إلى أكثر من 150 مسجدا في جميع أنحاء البلاد. كما أن عدد اليابانيين المهتمين بالإسلام آخذ في الازدياد.
المحاور: ما نوع الأنشطة التي تقوم بها كمسؤول علاقات عامة في جامع طوكيو؟
شيموياما: هذا المسجد هو أكبر مسجد في اليابان، ومن غير المعتاد أن يكون هناك شخص ياباني مسؤول عن العلاقات العامة لهذا المكان. تأتي وسائل الإعلام لتغطية المسجد في كل مرة تحدث فيها حادثة تتعلق بالإسلام. في البداية، كنت أفكر في تعيين شخص أجنبي ليكون مسؤولاً عن العلاقات العامة، ولكن بما أنني أتمكن من التحدث باللغة اليابانية بطلاقة، انتهى بي الأمر بالإجابة على المقابلات بنفسي.
بعض أصدقائي الأجانب يقولون: ”إن وسائل الإعلام تستمع إلى الكثير من القصص ولا تكتب إلا القليل من المقالات، لذا ليس من الجيد التعامل معها“. ومع ذلك، أعتقد أن وسائل الإعلام مهمة للغاية، لأنها تصل إلى ملايين الأشخاص على الجانب الآخر من الكاميرا.
كما تم أيضًا إجراء العديد من المقابلات الصحفية المختلفة معي بعد الهجمات الإرهابية في أمريكا عام 2001، لكن التقارير كانت دائمًا تصور المسلمين على أنهم إرهابيين، لذلك بذلت قصارى جهدي لتقديم فهم صحيح للإسلام. منذ ذلك الحين، واصلنا إجراء مقابلات منتظمة مع وسائل الإعلام اليابانية الكبرى مثل أساهي شيمبون وماينيتشي شيمبون وغيرها، وكنا نقبل إجراء المقابلات في كل مرة يطلب منا ذلك.
المحاور: هل لديك كلمة أخيرة تود أن تشاركها في ختام هذه المقابلة؟
شيموياما: في الختام، أرغب في التأكيد على أهمية التفاهم والتعايش بين الثقافات المختلفة. يمكن للبشر التغلب على الخلافات والبناء على الثقة المتبادلة لتحقيق الانسجام والتعايش السلمي. في اليابان، يوجد أكثر من 150 مسجد، وهذا يعكس التنوع الثقافي الذي يمتلكه البلد. كمسلمين، يجب علينا أيضًا ألا نعزل أنفسنا عن المجتمع ونساهم في بناء جسور الفهم والتعايش.
على الجانب الآخر، يجب على الشعب الياباني أن يتجنب وضع التسميات على الثقافات المختلفة وأن يقدر الثقة بين الناس ويعزز فهم الاختلافات. ربما بدأت بذور هذا الفهم تنمو في هذا العصر، وأتمنى أن نرى مزيدًا من التعاون والتفاهم في المستقبل.
وأتمنى للشباب الذين يتعلمون عن الثقافات المختلفة وللأطفال المسلمين الذين يعيشون في اليابان أن يتمكنوا في المستقبل من تعزيز فهم أعمق للتنوع الثقافي وأن يكونوا جزءًا من بناء مجتمع متفهم ومتعايش.
(© Nippon.com)
(النص والمقابلة من إعداد Nippon.com)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | الساموراي المسلم... هل يمكن أن نرى نسخة من الإسلام على الطريقة اليابانية؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.