شكرا لقرائتكم الموصل: البنك الدولي يؤهل 14 جسرًا لتعزيز الاقتصاد والخدمات ونؤكد لكم باننا نسعى دائما لامدادكم بكل ماهو جديد وحصري والان ندخل في التفاصيل
متابعة الخليج 365 - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: أعلنت الامم المتحدة عن انجاز تأهيل ثلاثة جسور رئيسية في مدينة الموصل الشمالية لتحسين معيشة أكثر من مليون مواطن بتمويل من البنك الدولي ضمن خطة لتأهيل وتشييد 14 جسرا بكلفة 750 مليون دولار.. فيما بدأت الاستعدادات لاعادة بناء أكبر جامع فجره عناصر داعش وهو جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء التراثية.
وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق في تقرير تسلمته ""الخليج 365"" اليوم إن مدينة الموصل العراقية الشمالية تبقى رمزاً للتعدد الديني والثقافي، والتعايش الانساني في البلاد والاضرار التي تعرضت لها المدينة والمناطق المحيطة بها في محافظة نينوى أبان الاعتداء الذي شنه تنظيم داعش الارهابي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق.
وأشارت إلى أنّه في اطار خطته لدعم حكومة العراق في جهودها المتواصلة لإعادة إعمار ما تهدم وايصال الخدمات الاساسية إلى المواطنين، مما يعزز بناء الثقة ويشجع النازحين للعودة إلى المناطق المحررة من محافظة نينوى، وتحديداً إلى عاصمتها الموصل، قدم البنك الدولي الدعم لإعادة تأهيل ثلاثة جسور اساسية في الموصل هي: الجسر الحديدي الاول، جسر الموصل الرابع وجسر المثنى الثاني، وذلك ضمن المشروع الطارئ للتنمية بمرحلتيه والبالغة قيمته 750 مليون دولار.
وأضافت أنّ التعاون بين البنك الدولي ووزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة العراقية لتأهيل الجسور الثلاثة يأتي ضمن خطة موسّعة تستهدف تأهيل 14 جسرا متضررا في المناطق المحررة تنتهي مع عام 2020 حيث ان الاتفاق على اختيار الجسور الثلاثة جاء نتيجة مشاروات بين حكومة العراق، محافظة نينوى، البنك الدولي وصندوق اعمار المناطق المتضررة من الهجمات الارهابية.
وقد استفاد اكثر من مليون مواطن عراقي من اعمال ترميم وتأهيل الجسور الثلاثة في الموصل. حيث استطاع ابناء مدينة الموصل، نتيجة اعمال التأهيل، من اعادة التواصل بين اجزاء المدينة ومع باقي المناطق الاخرى مما سهل حركة الانتقال، وانعكس ذلك على تدوير العجلة الاقتصادية واستعادة الحياة الاجتماعية الطبيعية.
وقال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا حافظ غانم خلال زيارته الاولى لمدينة الموصل "يهدف البنك الدولي من خلال مشاريعه في مدينة الموصل وبالتعاون الوثيق مع حكومة العراق إلى اعادة الامل وتفعيل الاقتصاد من خلال ايجاد فرص للعمل وتعزيز التكامل الاجتماعي".
وأضاف أنّ تاهيل الجسور الثلاثة هو رمز اعادة ربط اوصال ما تقطع جراء الحروب والازمات.. مؤكدا "التزام البنك الدولي بدعم حكومة العراق في جهودها لاعادة الاعمار والتنمية".
ومن جهته اكّد محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان قائلا "بالرغم من الاحتياجات الكبيرة للمحافظة، والمدينة تحديدا، غير ان تأهيل الجسور الثلاثة من قبل حكومة العراق والبنك الدولي قد اسهم في اعادة الحياة إلى مدينة الموصل وتعزيز عودة واستقرار النازحين بعد التحرير".
ويأتي مشروع البنك الدولي لاعادة تأهيل البنى التحتية في الموصل ليتكامل ومجموعة اخرى من المشاريع التي تهدف إلى معالجة الجوانب الاجتماعية لعملية اعادة الاعمار، ومن هذه المشاريع تحديدا المشروع الطارئ للاستقرار الاجتماعي في المناطق المحررة والذي يسعى إلى تحسين الاحوال المعيشية وايجاد فرص عمل بالأضافة إلى مشروع الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي يهدف إلى تحسين الخدمات المجتمعية الاساسية وزيادة فرص العمل قصيرة المدى بشكل تدريجي في جميع محافظات العراق.
الموصل: بدء استعدادات اعمار منارة الحدباء وأكبر جامع فجرهما داعش
وبالتزامن مع ذلك فقد أعلن محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان عن بدء الاستعدادات لاعادة بناء اكبر جامع فجره عناصر داعش وهو جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء التراثية.
وقال السلطان في تصريح صحافي للوكالة الوطنية العراقية للانباء الثلاثاء واطلعت عليه ""الخليج 365"" ان الادارات الخدمية في الحكومة المحلية تلقت اوامر بالاستعداد لتاهيل وبناء جامع النوري ومنارة الحدباء بمساعدة مهندسين عراقيين وشركات قادمة من وزارة الاعمار والاسكان للبدء بتاهيل الصرخيين الحضاريين اللذين طالتهما ايادي عصابات داعش الارهابي خلال عمليات تحرير الموصل.
وكانت الحكومةالعراقية قد اعلنت في 11 من الشهر الحالي ان دولة الامارات تقدمت بمبادرة للتكفل باعادة اعمار جامع النوري ومنارة الحدباء الشهيرة في الموصل.
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ان السفير الاماراتي في بغداد حسن احمد الشحي نقل هذا العرض إلى العبادي خلال استقباله له. وأضاف أنّ "السفير الاماراتي قال ان مندوبا خاصا من دولة الامارات العربية المتحدة سيأتي إلى بغداد لهذا الغرض".
ودمّر مسجد النوري ومنارته الحدباء المعلم الشهير في الموصل الذي يعود إلى القرن الثاني عشر في حزيران/يونيو عام 2017 حين فجر عناصر تنظيم داعش المسجد ومنارته قبل انسحابهم من المكان. وكان زعيم التنظيم ابوبكر البغدادي اعلن "خلافته" خلال ظهوره العلني اليتيم من هذا المسجد في 2014. وسعى التنظيم الارهابي لممارسة "تطهير ثقافي" في العراق من خلال تدمير معالم تاريخية ورموز دينية للمسلمين والمسيحيين.
والمدينة القديمة في الموصل كانت تحيط بها أسوار تعود إلى القرن الحادي عشر وقد دمرت في القرن العشرين ويحدها من الجانب الشرقي نهر دجلة وتبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة وكانت القلب النابض لهذه المدينة التي ظلت لقرون عدة ملتقى المبادلات التجارية بين المتوسط والهند وإيران.
ومسجد النوري الذي يحمل اسم نور الدين الزنكي موحد سوريا والذي حكم الموصل لفترة وأمر ببنائه في عام 1172 كان قد دمر وأعيد إعماره في عام 1942 في إطار مشروع تجديد.
والمنارة الحدباء للمسجد التي حافظت على هيكلها لفترة تسعة قرون هي المعلم الوحيد الباقي من المبنى الاصلي للمسجد حيث كانت هذه المنارة المزينة باشكال هندسية من الطوب رمزا للموصل وقد طبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة عشرة آلاف دينار عراقي.
وسعى تنظيم داعش قبل اندحاره في عام 2017 إلى أنّ يجعلها رمزا لحكمه بعد رفع رايته السوداء على قمة المنارة التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا.
وشيدت منارة الحدباء عام 1170 ضمن ثاني مسجد أنشئ في الموصل ويبلغ ارتفاعها 65 مترا وعرضها 17 مترا وتشكل واحدة من بين أكثر من 17 برجا مائلا في أنحاء متفرقة من العالم.
ويعد جامع النوري الكبير اول جامع يبنى في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى واقدمها حيث تبلغ مساحته 5850 مترا مربعا ويقع في الموصل القديمة حيث تم بناؤه عام 568هجرية /1172 ميلادية من قبل المهندس ابراهيم الموصلي.