الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: أعلنت إيران عن أنها انخرطت في "محادثات غير مباشرة" جارية مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الذي يشهد تقدماً سريعاً.

ويُعدّ اجتماع يوم السبت أول اجتماع بين البلدين منذ بداية ولاية السيد ترامب الثانية في البيت الأبيض. وجاءت هذه المحادثات بعد أن حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من أنها ستكون في "خطر كبير" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين البلدين.

وصرح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بأن المناقشات جرت يوم السبت في مسقط، عُمان، حيث توسط مسؤولو الدولة المضيفة بين ممثلي إيران والولايات المتحدة، الذين جلسوا في غرفتين منفصلتين.

كما صرّح للتلفزيون الرسمي الإيراني بأنه لا يتوقع "أن تكون هذه الجولة من المحادثات طويلة". وقال: "هذه بداية. لذا من الطبيعي في هذه المرحلة أن يعرض الجانبان مواقفهما الأساسية على بعضهما البعض من خلال الوسيط العماني".

فرصة للتفاهم

وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم السبت بأن هناك "فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا دخل الطرف الآخر (الولايات المتحدة) المحادثات بموقف متساوٍ".

وقال للتلفزيون الرسمي الإيراني: "نيتنا هي التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف - على قدم المساواة. وإذا دخل الطرف الآخر أيضًا من نفس الموقف، إن شاء الله، فستكون هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق أولي يمكن أن يؤدي إلى مسار تفاوضي".

وأفادت وكالة رويترز للأنباء أن مصدرًا عُمانيًا أبلغها أن المحادثات ركزت على تهدئة التوترات الإقليمية، وتبادل الأسرى، واتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل السيطرة على البرنامج النووي الإيراني.

عراقجي - ويتكوف

وأضافت الوكالة أيضًا أن السيد عراقجي كان يقود الوفد الإيراني، بينما ترأس مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الجانب الأميركي.

وأصر الرئيس دونالد ترامب على أن طهران لا تستطيع امتلاك أسلحة نووية. وقال يوم الاثنين إن المحادثات ستكون مباشرة، لكن مسؤولين طهران أصروا على أنها ستُجرى عبر وسيط.

كما حذر السيد ترامب إيران من أنها ستكون في "خطر كبير" إذا فشلت المفاوضات.

وقال: "نأمل أن تنجح هذه المحادثات، وسيكون ذلك في مصلحة إيران. نأمل أن يحدث ذلك".

وأضاف أن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أن يومًا سيئًا للغاية بالنسبة لإيران".

جاءت هذه التصريحات بعد تحذيرات سابقة من السيد ترامب باحتمال القيام بعمل عسكري ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

يذكر إنه خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق بين إيران والقوى العالمية يهدف إلى كبح جماح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد فرض العقوبات الأميركية.

وتجاوزت إيران منذ ذلك الحين حدود الاتفاق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وتصرّ طهران على أن برنامجها النووي مُخصّص بالكامل لأغراض الطاقة المدنية، لكن القوى الغربية تتهمها بامتلاك أجندة سرية.

وعاد السيد ويتكوف من محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.