اخبار العالم

مصدر أميركي: الحملة العسكرية ضد الحوثيين قد تستمر لأيام وربما لأسابيع

مصدر أميركي: الحملة العسكرية ضد الحوثيين قد تستمر لأيام وربما لأسابيع

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: نفذت أميركا هجمات جوية متتالية على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، ضمن حملة عسكرية واسعة شملت ضربات جوية استهدفت مناطق متفرقة من صنعاء وصعدة والبيضاء وذمار.
وشهدت العمليات، التي تُعد الأوسع نطاقًا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، استخدام مقاتلات أميركية لقصف منشآت أمنية وعسكرية، من بينها مبنى الأمن القومي في صنعاء، ومحيط معسكر الأمن المركزي، إلى جانب استهداف مواقع استراتيجية في جبل ثرة بمديرية مكيراس في محافظة البيضاء، ومناطق في مديرية ساقين بمحافظة صعدة. كما استهدف القصف محطة توليد الكهرباء في مدينة ضحيان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من المدينة ومحيطها.

قتلى وجرحى
أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن الهجمات الأميركية خلفت 31 قتيلًا، وأصابت 101 آخرين بجروح متفاوتة. في المقابل، أكدت مصادر أميركية أن الحملة العسكرية ستستمر لأيام وربما أسابيع، بهدف تقويض قدرات الحوثيين العسكرية وتقليل خطر الهجمات على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الماضية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن العملية العسكرية الأميركية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، أولها القضاء على قاذفات الصواريخ الحوثية التي تحركت نحو الساحل استعدادًا لتنفيذ هجمات بحرية جديدة على السفن المارة عبر البحر الأحمر.

كما تستهدف الحملة العسكرية الأميركية قيادات حوثية بارزة يعتقد أنها تقود العمليات العسكرية الموجهة ضد السفن الدولية والمصالح الأميركية.

وتسعى واشنطن وفقاً للصحيفة لإرسال تحذير مباشر إلى إيران بأن الدعم العسكري للحوثيين قد يترتب عليه رد عسكري أميركي مماثل في المستقبل.

ترامب يأمر برد عسكري "حاسم وساحق"
في خطوة تصعيدية، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر مباشرة للجيش بشن عمليات جوية موسعة على معاقل الحوثيين، متوعدًا باستخدام "قوة قاتلة ساحقة" لإنهاء التهديدات التي تمثلها الجماعة المسلحة.

وفي بيان رسمي، قال ترامب: "الحوثيون شنّوا حملة لا هوادة فيها من العنف والإرهاب والقرصنة ضد السفن والطائرات الأميركية، وسنرد بصرامة تامة حتى نضمن حرية الملاحة وعدم تهديد مصالحنا الحيوية".

وأضاف ترامب أن إدارته لن تتسامح مع أي هجوم حوثي يستهدف السفن الأميركية أو يعطل حركة التجارة العالمية، مشددًا على أن أميركا ستواصل عملياتها العسكرية إلى أن يتحقق الأمن البحري بشكل كامل في البحر الأحمر.

"هاري إس ترومان" تدخل العمليات
كشفت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) أن العمليات الجوية اعتمدت بشكل كبير على المقاتلات المنطلقة من حاملة الطائرات "هاري إس ترومان"، المتمركزة في البحر الأحمر. وتم تنفيذ عدد من الضربات من خلال أسراب من الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع استراتيجية في عمق الأراضي اليمنية، ضمن حملة عسكرية تهدف إلى تحجيم قوة الحوثيين وضرب قدراتهم الهجومية.

الحوثيون بتهمون أميركا بارتكاب "جرائم حرب"
في أول رد فعل على الضربات، أصدر المكتب السياسي لجماعة الحوثيين بيانًا أدان فيه الهجمات الأميركية، واصفًا إياها بـ"جريمة حرب"، متوعدًا برد فعل قوي على التصعيد الأميركي. وأكد الحوثيون في بيانهم أنهم سيواصلون استهداف السفن في البحر الأحمر ردًا على الغارات الجوية، مشيرين إلى أن "التصعيد سيقابل بتصعيد"، وأن القوات التابعة لهم مستعدة لتنفيذ "هجمات انتقامية موسعة".

اضطراب الملاحة البحرية العالمية
تسببت الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وأميركا في اضطراب كبير لحركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، فإن عدد السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر انخفض بنسبة 60%، حيث اضطرت معظم السفن إلى تغيير مساراتها لتجنب المرور عبر الممرات البحرية المهددة، مما تسبب في زيادة زمن الرحلات البحرية بمعدل 10 أيام إضافية، وارتفاع تكاليف الوقود والتشغيل بملايين الدولارات لكل رحلة.

وذكر البيت الأبيض أن استمرار الهجمات الحوثية على السفن أدى إلى زيادة أسعار الشحن، مما تسبب في رفع معدل التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6% و0.7% خلال عام 2024، نتيجة زيادة تكاليف النقل وتأخير وصول البضائع.

وفي تصريحات حازمة، شدد ترامب على أن واشنطن لن تسمح لأي تنظيم مسلح بفرض هيمنته على طرق التجارة الدولية، قائلاً: "إلى جميع إرهابيي الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم فورًا. وإن لم تفعلوا، فستواجهون عواقب لم تشهدوها من قبل".

بعد ساعات من تصريح ترامب، استمرت الغارات الأميركية على مواقع متفرقة في اليمن، تزامنًا مع تحركات بحرية في البحر الأحمر، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال تعزيزات إضافية لحماية خطوط الملاحة الدولية.

بالتزامن مع ذلك، أفادت تقارير استخباراتية بأن الحوثيين عززوا مواقعهم الدفاعية في صنعاء وصعدة، ما يشير إلى احتمالية تصعيد عسكري جديد في الأيام المقبلة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا