الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: في ظل الأنباء المؤكدة عن سريات قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله المدعوم إيرانياً، يطل السؤال الأكثر أهمية في معادلات الصراع في المنطقة في اللحظة الراهنة.. وماذا ستفعل إيران في بعد سريان وقف إطلاق النار في لبنان؟
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران تدعم "المقاومة" في لبنان خلال اتصال هاتفي مع مسؤول إيراني.
وتروج إيران لـ"المقاومة" قبل وقف إطلاق النار المحتمل في لبنان بين إسرائيل وحزب الله ، مؤكدة أنها تدعم "الشعب والحكومة اللبنانية". وأرسلت إيران بعثة طبية إلى لبنان هذا الأسبوع كجزء من هذا العرض من الدعم، ولكن خلف الكواليس، تواصل إيران تهريب الأسلحة إلى حزب الله، وفقاً لتأكيدات مصادر إسرائيلية.
وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) الثلاثاء بأن عراقجي أشاد خلال اتصال هاتفي مع الممثل الخاص لوزير الخارجية في منطقة غرب آسيا محمد رضا رؤوف شيباني بجبهة المقاومة، وخاصة مقاومة الشعب اللبناني في الأسابيع الأخيرة ضد جيش النظام الصهيوني، على حد تعبيره.
كما أشاد بشجاعة المقاومين في جنوب لبنان، فيما قدم شيباني تقريرا عن آخر الجهود المبذولة لوقف العدوان على لبنان وتثبيت وقف إطلاق النار.
وقف إطلاق النار نقطة تحول
إن وقف إطلاق النار سيكون مهما بالنسبة لإيران والمنطقة وقد يشكل نقطة تحول. وذلك لأن إيران سعت إلى ربط حزب الله بغزة حتى اضطرت إلى الدخول في الحرب ضد إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
ورغم أن حزب الله يدعم حماس، فمن المعتقد أنه لم يكن يعرف التوقيت الدقيق للهجوم، وبالتالي ربما تم استباق الهجوم وجر حزب الله إلى حرب في وقت لم يكن يختاره، بحسب تحليل "جيروزاليم بوست".
ثم سعى حزب الله إلى خلق معادلة مع إسرائيل حيث حصل حزب الله على "حق" في مهاجمة شمال إسرائيل بعد أن هاجمت إسرائيل بعض مواقع حزب الله في جنوب لبنان.
ولكن كل هذا تغير في منتصف أيلول (سبتمبر) عندما تعهدت إسرائيل بإعادة مواطنيها إلى الشمال إلى المناطق التي يهددها حزب الله. ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل عملية برية في لبنان لتطهير الحدود من حزب الله.
حذاء قائد إسرائيلي "رمزاً للنصر"
في يوم الثلاثاء، نشر الجيش الإسرائيلي صوراً لقائد المنطقة الشمالية في جيش الدفاع الإسرائيلي عند نهر الليطاني. وهو يضع حذائه حرفياً حيث كان حزب الله ذات يوم. ومن المفترض أن تكون هذه الصورة رمزاً للنصر. لقد وصلت إسرائيل إلى نقطة اللاعودة وعادت إلى وقف إطلاق النار. على الأقل هذا ما تشير إليه التقارير.
كما تحاول إيران استعادة نهر روبيكون، وهو النهر الواقع في شمال إيطاليا، والذي وصل إليه قيصر قبل أن يزحف على روما قبل ألفي عام. وربما تتحرك إيران الآن نحو التسلح النووي.
وربما تسعى أيضاً إلى دفع وكلائها في العراق وسوريا إلى توجيه ضربات إلى إسرائيل أو زيادة التهديدات للجولان.
60 يوماً لاختبار إيران
إذا كانت هناك فترة 60 يوما لوقف إطلاق النار، فسوف يكون لدى إيران الكثير لتفعله لأن هذه الفترة تتزامن تقريبا مع الفترة التي تسبق تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه. وسوف تكون الأسابيع المقبلة مهمة لمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه إيران.
فهل تركز على الأسلحة النووية داخليا؟ أم تسعى إلى دفع وكلائها إلى تصعيد الهجمات على إسرائيل؟