محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- محمد عبدالناصر:
أعلنت شركة أوراسكوم للتنمية عن الجزء الثاني من مبادرة "مفاتيح الحياة" لعام 2024، وتأتي هذه المرحلة تحت عنوان "تطوير المستقبل".
ويتناول التقرير أحدث الاتجاهات التي تمكّن المجتمعات من الصمود والتكيف. وبعد نجاح البحث الأول تحت عنوان "تطوير رؤية المجتمع" الذي نُشر في يوليو 2024، يتعلق البحث الجديد بتحديد أهم التطلعات والآمال التي ترسم حياة الأفراد اليوم. من ناحية أخرى، تستهدف مبادرة "مفاتيح الحياة" من أوراسكوم للتنمية فهم وتعزيز الحوار حول الطرق الأساسية التي يؤثر بها المشهد العالمي المتغير على حياة المجتمعات.
وقال عمر الحمامصي، الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية: "في تقرير "تطوير رؤية المجتمع"، ركزت الشركة على تحديد أهم العناصر التي يسعى الأفراد لتحقيقها في حياتهم، مثل الترابط والصحة والشعور بالانتماء".
أما في التقرير الأحدث الصادر عن مبادرة "مفاتيح الحياة" من أوراسكوم للتنمية لعام 2024 تحت عنوان "تطوير المستقبل"، يتعمق البحث في أحدث أنماط الحياة المفضلة وكيف تؤثر على تصوراتنا للمسكن والسفر والعلاقات الاجتماعية.
تعتمد هذه المبادرة بشكل كبير على نتائج استطلاع أجرته شركة "YouGov"، وهي شركة عالمية متخصصة في أبحاث وتحليل البيانات، حيث شمل الاستطلاع عينة واسعة تضم أكثر من 3,600 مشارك من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشملت الإمارات العربية المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف هذا البحث إلى فهم أعمق للتوجهات الحالية في أنماط الحياة التي يفضلها سكان المجتمعات العمرانية.
وتابع: "من بين كل عشرة أشخاص، هناك سبعة يرون أن الحياة المستدامة هي نمط الحياة الذي يفضلونه اليوم ولمدة عشر سنوات قادمة، وقد عبّر 85% من المشاركين في البحث عن تفضيلهم المنازل التي تتضمن عناصر من الطبيعة مثل النباتات والمسطحات المائية، فيما يهتم 76% منهم بالمزايا المستدامة للمنازل الصديقة للبيئة التي تطل على أماكن عامة كالمتنزهات أو الساحات أو الحدائق العامة".
وأضاف: لقد تجاوز مفهوم المنزل حدود المساحة المادية، وأصبح يمثل المشاعر التي يحملها الأشخاص أينما ذهبوا. فمنذ جائحة كورونا التي شهدها العالم قبل سنوات، ارتفع تفضيل نمط حياة الترحال والتنقل لأعلى مستوياته بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عامًا (وصلت لنسبة 78%). في الوقت نفسه، يدمج الكثير من كبار المسؤولين في الشركات بين السفر والمغامرة والعمل عن بُعد. ففي العام الماضي، سافر 33% من المشاركين في البحث في رحلات جمعت بين العمل والترفيه، وارتفعت هذه النسبة إلى 53% بين الرؤساء التنفيذيين. كما يرى 81% من الأفراد أن السفر واستكشاف أماكن جديدة خارج النطاق الذي يعيشون فيه يعتبر أمراً هاماً، وترتفع هذه النسبة إلى 88% بين الرؤساء التنفيذيين للشركات.
تعزيز رأس المال الاجتماعي
وأضاف الحمامصي قائلاً: "تؤثر الشبكات الاجتماعية والثقة وتبادل المصالح، وهو ما يشار إليه غالبًا برأس المال الاجتماعي، بشكل عميق على المجتمعات؛ حيث تعكس جميع المؤشرات ضرورة قيام المجتمعات بتعزيز الروابط والتشجيع على الأنشطة المجتمعية، سواء كان ذلك في صورة بيئة عمل الأفراد أو التفاعل مع الجيران أو المشاركة في مجموعات مجتمعية أيًا كانت صورها".
ويتطلب تغيير عادات العمل إدخال تغييرات وظيفية وجمالية على حدٍ سواء، فقد أظهر بحث مبادرة "مفاتيح الحياة" من أوراسكوم للتنمية أن 79% من المشاركين في الاستطلاع أصبح لديهم رغبة أكبر لخلق توازن بين عملهم وحياتهم الشخصية مقارنة بآخر عامين أو ثلاثة أعوام. أشار البحث إلى أن 71% من الأفراد زادت إنتاجيتهم عند اختيارهم للأماكن التي يعملون بها، بينما يتبنى هذا الرأي 55% فقط ممن يتشاركون مساحة العمل مع آخرين. بالإضافة إلى ذلك، أشار 73% من الأفراد المشاركين في البحث أنهم أكثر قدرة على إنجاز العمل بمعدلات أسرع عند وجودهم في بيئة عمل تتسم بلمسات جمالية مقارنة بمن يعملون في بيئة غير ملهمة، مع ارتفاع هذه النسبة إلى 89% بين الرؤساء التنفيذيين، وفق الحمامصي.
وتابع: المشاركة في الأنشطة المجتمعية تساهم بشكل كبير في بناء العلاقات الاجتماعية القوية. ومع ذلك، فإن الشعور بالوحدة بين الشباب، خاصة في المناطق الحضرية، يزداد بشكل ملحوظ بسبب انخفاض معدلات التفاعل الاجتماعي بينهم. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن 85% من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فأكثر تفاعلوا اجتماعيًا مع جيرانهم خلال العام الماضي، بينما اعترف 17% فقط منهم بالشعور بالوحدة والقلق من العزلة. هذه النتائج تؤكد أهمية التفاعل الاجتماعي في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة.
وأشار 63% فقط من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عامًا بأنهم ابتسموا أو ألقوا التحية على أحد جيرانهم، فيما يشعر 54% منهم بالوحدة، وفي المناطق الحضرية ابتسم 46% من الأفراد أو ألقوا التحية على جيرانهم عفوياً، بينما اعترف 42% منهم أنهم يشعرون بالوحدة، ويساورهم القلق من العزلة عن مجتمعاتهم. وفي المناطق التي يغلب عليها الطابع الريفي، بلغت نسبة من ألقوا التحية أو ابتسموا لأحد جيرانهم 63%، بينما يشعر 21% فقط منهم بالوحدة.