شكرا لقرائتكم خبر عن عالم آثار تونسي: الشيخ زايد اهتم بأدق تفاصيل المعالم التراثية الإسلامية في القيروان والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أولى محاضرات «مجلس محمد بن زايد» الرمضانية هذا العام، والتي عقدت، أول من أمس، في مقر المجلس بجامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، تحت عنوان «أعمال فنية إسلامية من التراث». كما شهد المحاضرة، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة والمختصين بمجالات الفنون الإسلامية والمعنيين والضيوف المدعوين.
وتضمّنت المحاضرة، التي ألقاها المؤرّخ وعالم الآثار التونسي، الدكتور إبراهيم شبوح، ثلاثة محاور رئيسة، شملت نظرة عامة على الفن الإسلامي وتأثره بمختلف العناصر الثقافية والدينية، وتم عرض بعض الأعمال الفنية الفريدة من التراث مثل الأنماط الإسلامية والخط العربي، إضافة إلى الإشارة إلى دور الفن الإسلامي في تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمعات.
وبدأت المحاضرة، التي قدّمتها فنانة الخط العربي الإماراتية، المهندسة مريم البلوشي، بعرض فيلم تسجيلي عن الفن العربي الأصيل بمختلف أنواعه، من رسوم وخطوط وزخارف وجداريات وطرز معمارية، ومدى تأثيرها الحضاري، ثم قدّم المحاضر الدكتور شبوح، عرضاً تناول فيه العمارة الإسلامية، واستذكر مرافقته المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أثناء زيارته المعالم التراثية الإسلامية في مدينة القيروان التونسية واهتمامه، طيب الله ثراه، بأدق تفاصيلها ووعيه بأهمية المحافظة على جميع عناصرها الأصلية كونها موروثاً إنسانياً حضارياً، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى تونس عام 1974.
وانتقل المحاضر إلى الحديث عن الفنون التراثية الإسلامية، إذ عرّف الفن بأنه «العناء والتعب والمبالغة في الجهد لصناعة الشيء»، لافتاً إلى أن ظهور الفن الإسلامي كان في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وارتبط بالتخطيط لبناء مسجد قباء بالمدينة المنورة، الذي يعد أول مسجد في تاريخ الإسلام، حين راعت هندسته المعمارية آنذاك ما يحتاجه المصلون من الوقوف صفوفاً متراصة ومظلات لتجنب أشعة الشمس، وغيرها من الأمور التي تطوّرت وألهمت الأمويين مثلاً إلى المزيد من الهندسة المعمارية عند بناء المساجد في الكوفة والبصرة وبيت المقدس، وحتى في المدينة المنورة، بالإضافة إلى دمشق التي كانت مقراً للخلافة.
وأضاف المحاضر: «ظهرت المآذن في المساجد حين استخدمها الأمويون، واستمرت حتى يومنا هذا، كما أثرت الحضارات كذلك في الفن الإسلامي من جانب الزخارف التي يمكن ملاحظة العناصر النباتية فيها، وهي زخارف تزين العديد من المباني في دول العالم الإسلامي، هذا إضافة إلى دخول الفسيفساء والمقرنصات والخط العربي، وغيرها إلى مختلف أنماط العمارة الإسلامية»، مستشهداً بنماذج مختلفة من مدن العالم العربي التاريخية.
وتحدث الشبوح عن «لوحة الرواق الغربي» في الجامع الأموي بدمشق، التي تمثل نهر بردى وعلى ضفافه القصور والدارات والجسور، قائلاً: «مكّنتني إقامتي بعض الوقت في دمشق خبيراً للآثار الإسلامية بعد التخرج في الجامعة، من أن أكثر التردد على تلك الآبدة المتفردة، وأعيد تأمل الفسيفساء، وأشهد أعمال الترميم التي كانت تجري بعناية الوقف، وقد خرجت بتفسير أنها تشير إلى الجنة، كما رُسمت في القرآن الكريم، وهي أحبَّ شيء إلى قلب المسلم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news