اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

ذلك المخلوق الذي دخل القصر

  • ذلك المخلوق الذي دخل القصر 1/3
  • ذلك المخلوق الذي دخل القصر 2/3
  • ذلك المخلوق الذي دخل القصر 3/3

بين الفينة والأخرى، تظهر في بعض المؤسسات التي تفتقر للشفافية والمهنية شخصيات نافذة تمتلك صلاحيات واسعة، لا يُعلن عن دورها صراحةً، ويكتنفها الغموض والإشاعات، قد تلتقي ببعض المادحين لها من المستفيدين البسطاء، وفي المقابل ستسمع عنها من المتذمرين والمتوجسين ما لم يقله مالك في الخمر.

هذا القادم إلى القصر بلا منصب واضح، يتنقل في الظل ويتحدث بلسان السلطة دون أن يكون جزءًا رسميًا منها، يحرك القرارات كما يشاء ويوزع النفوذ وفق أجندة مبهمة، يراه البعض صانعاً للمعجزات، يفتح الأبواب المغلقة بلمسة واحدة، بينما يراه آخرون طيفاً مرعباً، يجعل الكفاءات تتراجع، والإجراءات العادلة تلتوي لخدمة مصلحة ما.

في اجتماعات المؤسسة، لا تجده على الطاولة، لكنه حاضر في كل قرار، تلمح أثره في العبارات المبهمة التي تُقال بحذر: “لقد جاء التوجيه من فوق”، أو “المسألة محسومة”، أو حتى في الصمت الذي يخيم عندما يُطرح سؤال حساس، هو ليس المدير، ولا المسؤول المباشر، لكنه أقوى منهما تأثيرًا، إذ يُملي التوجيهات دون توقيع، ويمارس سلطته بلا مساءلة.

المفارقة أن هذه الشخصيات لا تعيش طويلاً في القصور، قد تصنع لنفسها هالة من القوة، لكنها تبقى مؤقتة، فالمؤسسات التي تقوم على هذه النماذج لا تصمد أمام العواصف، وعندما تتغير الظروف أو يأتي من يكشف الأوراق، تختفي فجأة كما ظهرت، تاركة وراءها إرثًا من الفوضى والشكوك.

المؤسسات الناجحة لا تُدار بالأشباح، ولا تستقيم بالوجوه الخفية، بل تبنى على الشفافية والعدالة والكفاءة، وحين يُفتح الباب لمثل هذه الأدوات الغامضة، فإنها تزرع الخوف بدلًا عن الثقة، والمحسوبية بدلًا عن الاستحقاق، حتى يصبح السقوط حتمياً، أما من أفسح لها الطريق ومكنها من التحكم في مصائر الموارد البشرية والمادية، فهو وحده من يتحمل تبعات الخراب الذي تخلفه وراءها.

ليس خطأً أن يستعين صاحب القرار في أي مؤسسة بمستشارين من ذوي الخبرة والكفاءة في مجالات معينة، بل بالعكس يفترض أن يكون له ذلك حتى يتمكن من القيام بواجباته على أفضل وجه، ويتمكن أيضًا من اتخاذ القرارات السليمة التي سيتحمل مسؤولياتها وتبعاتها، فالمستشار كالمدرس الخصوصي يشرح الدرس وينقل المعرفة بنصح لكنه بكل تأكيد لا يفترض أن يحل عنك الواجب.

ختامًا، أنوه بأن هذا المقال كتب من وجهة نظر إدارية بحتة، فإن صادف وجود تلك الممارسات في مؤسسة ما فذلك من قبيل المصادفة لا الاستهداف، والله من وراء القصد.

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة – الشرق القطرية
35d2f59808.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر ذلك المخلوق الذي دخل القصر لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا