الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

إعادة تقييم العلاقات

  • 1/2
  • 2/2

في السياسة الدولية تقوم الدولة بين حين وآخر بإعادة تقييم علاقاتها مع دول أخرى خاصة عند حدوث تغيرات سياسية في إحدى الدول أو تغيرات على مستوى المواقف السياسية الغير متوافقة في قضايا متعددة تؤثر على الطرفين أو أحدهما في نفس الوقت، أو قيام طرف باتخاذ مواقف تلحق الضرر بالطرف الآخر سواء بشكل مباشر او غير مباشر.

خلال الحرب على غزة راقبنا مواقف الدول، من أقصى اليمين المتطرف إلى أقصى اليسار المتطرف، بما فيهم العرب (وهذه قصة أخرى لأن مواقف الظاهر تختلف عن مواقف الباطن)، لكننا لم نجد موقفاً عربياً حقيقياً يتحدث عن ماهية هذه المواقف، وتأثيرها على العدوان على غزة، ولا مستوى العلاقة التي يجب أن تكون مع هذه الدولة أو الحزب أو المنظمة.

لقد راهن الكيان الصهيوني على الصمت العربي منذ البداية، ولهذا كانت قمة الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد قمة الرياض أن طلب من المجتمعين الصمت فقط، فهو لا يريد أكثر، لأن الصمت العربي يساعده على تحقيق كل ما يريد أكثر من الدعم الغربي.

لقد تمثل الصمت العربي في أكثر من موقع يمكن رصده، الأول غياب مواقف حقيقية للزعماء العرب يمكن أن تتخطى القول إلى الفعل، والثانية كانت عبر منع الشارع العربي أو التصريح له بخجل في التظاهر وحملات التبرع وحملات الدعم لغزة، والثالث كان في الصمت السياسي المطبق ضد الجرائم الصهيونية المرتكبة إلا من رحم ربي من هذه الدول، لكن غياب موقف عربي كبير يضعف المواقف الفردية، وآخرها الصمت العربي ضد كل موقف وتصريح عنصري تقوم به دولة تدعم الكيان الصهيوني.

لقد بلغت الخسارة بأن تقوم دول كانت دائماً تحظى بدعم عربي، وخليجي تحديداً مثل الهند، إلى الوقوف بشكل فاضح مع الكيان الصهيوني، وبدول صغيرة المكانة السياسية في العالم وكانت تحظى بدعم عربي إلى الوقوف ضد كل قرار أممي لصالح فلسطين.

إن العدوان على غزة لن يكون نهاية العدوان على الحق العربي، لكن استمرار الصمت العربي أمام دول العالم وعدم اتخاذ مواقف جادة سيشجع الكثيرين على القيام بأشكال مختلفة من العدوان، وإن كان المتضرر اليوم غزة، فإن المتضرر سيكون غداً في مكان آخر، ومن يستند عليه في الغرب اليوم على أن يقف معه وهو نفسه الذي لم يلق له أي اعتبار في العدوان على غزة، لن يقف معه غداً عندما يحتاج إليه.

تمرير الضعف للغرب مقابل مكاسب في أماكن أخرى هو تمرير للهزيمة، فقد قال المتنبي يوماً: من يهن .. يسهل الهوان عليه.

عبدالعزيز آل اسحاق – الشرق القطرية

22191a100b.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر إعادة تقييم العلاقات لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements