كتبت: ياسمين عمرو في السبت 16 نوفمبر 2024 10:19 صباحاً - تحرص كل أم على النمو العقلي والجسدي لطفلها منذ بداية حياته، ورغم حرصها على ذلك بعد الولادة فهي تُهمل المرحلة التي يقضيها في رحمها، حيث يكون لديه القدرة على التعلم خلالها وتكوين مخزوناً معرفياً، ولذلك فتحفيز دماغ الطفل يبدأ منذ بداية الحمل، إضافةً لقيام الأم بعدة طرق تساعد على النمو الجسدي والعقلي الصحي والسليم.
تهتم الأمهات باتباع النصائح التي يقدمها الأطباء المختصون، إضافة للمربين الذين يجدون الطفل مثل لوحة بيضاء تستطيع أن تنقش فوقها بسهولة، ولذلك فتحفيز نمو الطفل وتطوير مهاراته يكون سهلاً في سن مبكرة، وقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأسرة الدكتورة رجاء عبدالفتاح، حيث أشارت إلى أهم النصائح لتحفيز نمو الرضيع العقلي والجسدي خلال الأشهر الأولى مثل النظر إلى وجهه والحديث معه وتشجيعه على التقاط الأشياء وغيرها من الطرق في الآتي:
الحرص على الرضاعة الطبيعية
احرصي على نجاح الرضاعة الطبيعية منذ ولادة الطفل، بحيث تقدمين له صدرك قبل قطع الحبل السري لكي تعززي الرابط بينكما، ثم استمري بتقديم صدرك له لكي تقوي مناعته وتعززيها، كما أن حليب الأم يلعب دوراً كبيراً في تغذية الدماغ ونموه، في حين أن الحليب يحقق نمواً صحياً بدون زيادة غير طبيعية لوزن الطفل على عكس الحليب الصناعي، فحليب الأم يعمل على حصول الرضيع على ذاكرة قوية ومنظمة ويحصل على تطور في لغته المبكرة؛ أي التكلم في سن مبكرة ودون وجود مشكلات في الكلام والنطق، وقد تبين أن استمرار الرضاعة لمدة ستة أشهر متواصلة مع رضعات مشبعة للرضيع تجعل نمو الطفل يسير بشكل صحيح حسب مقاييس "بايلي للنمو" وهي المقاييس التي تتابع تتطور نمو الطفل من خمسة جوانب، منها النمو الإدراكي والعقلي، ويعمل على كشف نواحي التخلف في حال وجودها بناء على فحوصات خاصة والحصول على معلومات من الأم.
الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية
ابدئي بالحديث المبكر مع طفلك وهو لا زال جنيناً في رحمك ولا تهملي هذه الخطوة أبداً، واستمري بها بعد الولادة، حيث تتحدثين مع الطفل بلغة عربية سليمة وبصوت هامس وأخبريه بكل شيء عن حياتك وبرنامجك اليومي، إضافةً لإنجازاتك، وقومي بالغناء له بصوتك الحنون وترديد الأغاني والأناشيد، حيث إن هذه الخطوة تُعد من محفزات النمو الجسدي والعقلي للطفل، فيُقبل الطفل على الرضاعة وترى الأم مشاعر الرضا على وجهه ويقل تعرضه لنوبات المغص والغازات، حيث يكون الحديث معه طريقاً لـ علاج المغص عند الرضع في الأشهر الأولى، إضافة لأن الطفل حين تتحدث معه الأم باستمرار وتغني له منذ أن يكون جنيناً في رحمها يكون لديه مستويات من الذكاء أكثر من أقرانه، إضافة لأن الحديث بلغة سليمة وليس لغة الأطفال التي تطلق على الماء مسمى مثل "أمبو"، وهكذا يُسهم في تعزيز قدرات الطفل العقلية ويزيد من قدرته ومهارته على استخدام يديه الصغيرتين؛ لكي يلتقط الأجسام من حوله لأنه أصبح يعرف الأسماء الصحيحة لها كما أن ذلك يمنح عقل الطفل فرصة لكي يتنفس كما يصف بذلك العلماء بدلاً من شعوره بالتيه بسبب سماعه أكثر من مسمى ولهجة.
التواصل البصري مع الرضيع
احرصي على أن تتواصلي بصرياً مع طفلك منذ الولادة بأن تُطيلي النظر في وجهه والابتسام والتأمل في ملامحه، حيث توصل العلماء إلى أن هذه الخطوة المهمة تعمل على تحفيز إفراز هرمون مهم في جسم الطفل يختص بقدراته العقلية ويُعرف بهرمون "oxytocin hormone"، حيث يعمل هذا الهرمون على نمو وتطور الدماغ عند الرضيع، ومع اكتشاف هذا الهرمون فقد توصل الأطباء إلى أن الأطفال الذين تُطيل أمهاتهم النظر إليهم وتتأملهم وتتبتسم في وجوههم، حتى وهم نائمون يتطور نموهم بكل الصور والجوانب؛ مثل التطور الحركي والإدراكي والمعرفي والعقلي، وذلك بشكل أسرع من الرضع الذين لا تتأملهم أو تنظر إليهم الأمهات ولا تتحدث كثيراً معهم.
اللعب التفاعلي مع الطفل حسب سنه
ابدئي اللعب التفاعلي والتعليمي مع طفلك منذ سن مبكرة ولا تتركيه مع لعبة صماء وتغادرين المكان لكي تقومي بأعمالك اليومية، لأن الطفل بحاجة لأن يتعلم لا أن يلتهم لعبة بوضعها في فمه، فسوف يَملُّ منها ويلقيها ويبدأ في البكاء، فهناك رغبة مبكرة لدى الطفل لكي يلعب ودور الأم هو اختيار الألعاب التي تحفز قدراته العقلية وتساعد على نمو الدماغ لديه، ولا تعتقدي أن المولود لا يعرف الألعاب بل يفعل ذلك ويحبها، فيمكنك أن تضعي أمام عينيه لعبة زاهية الألوان وتمرريها وسوف تلاحظين أنه يتابعها بنظره، مما يعني أن ذلك يُسهم في التطور البصري لديه، في عمر أربعة أشهر حاولي أن تحمليه وترفعيه كأنه سيطير، حيث سيدأ في تطوير مهاراته للحفاظ على توازنه، ويمكن اختيار ألعاب تساعده على هذا النشاط، وبعد أن يصبح في عمر ثمانية أشهر يمكنك أن تعرفيه على روائح نفاذة مثل البهارات لكي تلاحظي تتطور حواسه وتأثره بها، وحين يحبو ضعي العوائق في طريقه لكي يتعلم المراوغة، وهكذا بالتدريج يكون اللعب مفيداً له ومحفزاً لقدراته وليس لمجرد الإشغال والكف عن البكاء.
اتركيه على الأرض ولا تُطيلي حمله على كتفك
اتركي طفلك الرضيع على الأرض بمجرد أن يبدأ في الجلوس مستنداً، وضعي بعض الوسائد حوله لكي يظل جالساً ولا تحمليه طيلة الوقت على كتفك لكي تمنحيه فرصة الاكتشاف من حوله، وقد بينت الدراسات أن الطفل الذي لا تحمله أمه لمدة طويلة يبدأ في التطور الحركي أسرع من الطفل الذي يبقى محمولاً طيلة الوقت، كما يمكنك أن تنثري حوله بعض الألعاب الصغيرة وغير المؤذية، وسوف يحاول أن يلتقطها، ويمكن أن تضعيه فوق مفرش من البلاستيك وتضعي قطعاً من الطعام كبيرة الحجم، وسوف يحاول أن يتلقطها ويكتشفها بين فكيه، فالمهم أن يبقى على الأرض لوقت طويل وسوف تلاحظين تطوراً في قدراته وأنه سوف يحبو بسرعة ثم يقف مستنداً، أما لو ظل محمولاً على كتفك فسوف يكون لديه الكثير من الوقت لكي يتعرف إلى العالم من حوله ويطور من قدراته العقلية والمعرفية، ولا تنسي أن الطفل يكتسب وزناً وصحة حين يأكل بيديه لأنه ينشغل وقتاً طويلاً في المص ثم القرض لاحقاً.
قد يهمك أيضاً: ما أهمية التواصل النوعي مع الطفل لتعزيز ثقته بنفسه وبناء شخصيته المستقبلية؟
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.