محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- فاطمة عادل:
لم يكد يمر يومان على عودة دُنيا إلى مسكن الزوجية، الذي تركته بسبب اعتداءات زوجها المتكررة عليها، حتى أنهى حياتها طعناً بسكين بعد وصلة تعذيب، ثم ألقى جثتها من الطابق السابع، مُدعياً أنها انتحرت.
المجني عليها "دُنيا أ." 32 سنة – ربة منزل، أما المتهم زوجها "محمد" يكبرها بثلاث سنوات – يعمل سائق، يقيمان في شقة سكنية بالطابق السابع بأحد عقارات حي عين شمس بالقاهرة.
دُنيا، سبق أن تزوجت قبل 6 سنوات، وأنجبت طفلة تبلغ من العمر الآن 5 سنوات. منذ سنتين ونصف، وبعد انفصالها عن زوجها، تزوجت دُنيا من المتهم، واصطحبت طفلتها للعيش معها. رُزق الزوجان بطفل لم يُكمل عامه ونصف. بمرور الوقت، عرفت المشاكل طريق الأسرة، واعتاد الزوج تعذيب زوجته ومنعها من زيارة أسرتها، واعتادت "دُنيا" ترك عش الزوجية والإقامة مع والدها هرباً من تعذيب زوجها.
في كل مرة كانت "دُنيا" تترك عش الزوجية، كان زوجها يمنعها من رؤية أطفالها؛ فتحملت على مضض العيش معه حتى تتمكن من التطليق منه والحصول على حكم قضائي باصطحاب طفليها للعيش معها، بحسب شقيقتها "آية".
نهاية يوليو الماضي، كانت "دُنيا" على موعد مع حفلة تعذيب مُعتادة، منع عنها طفليها وطردها الزوج خارج المنزل بـ "ملابس النوم.. كانت لابسة بيجامة.. استلفت ملابس من جارتها"، بحسب شقيقة الضحية.
بعد أيام قضتها الزوجة في منزل والدها، عادت إلى عش الزوجية بعد تعهد زوجها بحسن معاملتها وعدم الاعتداء عليها.
في الساعة الثالثة عصر ثاني أيام عودة الزوجة، بينما كانت تُعد الطعام للأسرة، طالبها الزوج بإحضار كوب ماء، فرفضت بسبب انشغالها، فانقض عليها ضرباً وقص شعرها، وطعنها بسكين حتى سقطت في صالة المسكن مُفارقةً الحياة أمام طفليها.
جلس بجوار جثتها يُفكر في حيلة للهروب من جريمته، حتى استقر إلى إلقائها من شرفة المسكن وتصوير الواقعة كأنها انتحار.
حاول حمل الزوجة، لكن الدماء أحالت دون ذلك فلف الجثة بقطعة قماش "الجثة كانت تسقط من يده بسبب الدم"، وألقاها من الطابق السابع، ثم هدد طفلتها من زوجها السابق: "لو حد عرف هرميكي زيها في الشارع".
هاتف المتهم والده وأخبره بالحادث، فأخبر الأخير والد الضحية أن ابنته انتحرت والجثة في المستشفى. أطباء المستشفى أبلغوا أجهزة الأمن التي ألقت القبض على المتهم، وبعرضه على النيابة العامة، أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.